facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل ستبقى أرجلنا مرفوعة؟


د.خليل ابوسليم
06-10-2008 03:00 AM

بينما كنا نتسامر وبعض الأصدقاء في آخر ليلة من ليالي عيد الفطر السعيد- على بعض الناس الشاخصة أبصارها على حقيبة وزارية جديدة، والكئيب على البعض الآخر ممن لوحت وجوههم نار الغربة والمصير المؤجل حيث عيون البعض لا تطمح في أكثر من حقيبة مدرسية لأطفالها واستقرار آمن داخل الوطن- تجاذبنا فيها أطراف الحديث بمختلف أنواع الهم الوطني الأردني، من سياسي إلى ثقافي إلى اجتماعي ... الخ، إضافة إلى بعض الطرائف وإذا بأحد المتسامرين- معروف بهزليته الناقدة- يقص علينا حكاية طريفة مفادها أن شعوب أوروبا وتحديدا الانجليز، وقبل ما يربو على ثلاثمائة عام عندما كانت تخلد إلى النوم كانت تضع الوسادة( المخدة ) تحت قدميها بدلا من وضعها تحت الرأس، فعجبت من قوله هذا، وسألته هل هذه نكته أم ماذا؟ فاقسم انه قراها في كتاب ولكنه لا يذكر اسم ذلك الكتاب ولا متى، فسألته وما حجتهم في ذلك؟ فأجاب : إن حجتهم قوية وجديرة بالاهتمام وهي أن رؤوسهم دائما مرفوعة ومحمولة على الأكتاف أي أنها كانت وما تزال بوضع راحة باستمرار وان مهمتها الرئيسة هي التفكير والتخطيط ومن ثم التدبير، وهي إذا ما تعبت فإنما تتعب من كثرة التفكير بمصالحهم وأهدافهم وكيفية تحقيقها، أما أرجلهم فهي بحالة إرهاق دائم ومستمر وذلك من كثرة السير لتنفيذ ما خططت ودبرت له عقولهم وبالتالي فهي الأحق من الرأس بالاستراحة من عناء المشي والهرولة نحو تحقيق أهدافهم خدمة لمجتمعاتهم ورفعتها ورقيها وقد كانت تلك حجة دامغة على علو كعبهم ومقنعة لهذا السلوك البشري.

أسوق هذه المقدمة ليس بقصد التسلية وإنما داعبت وجداني قصة مؤلمة ومؤثرة وما زالت تتداعى إرهاصاتها حدثت قبل عدة شهور لأحد أبناء البلد الغيورين عليها والمنتمين لترابها والمؤمنين برسالتها.

تقول الرواية يا سادة يا كرام ، كان هناك شخص قادم من الخليج العربي في زيارة لأهله لقضاء عطلة عيد الفطر المبارك كعادته دوما وبعد أن حطت طائرته في مطار الملكة علياء واستقبلته زوجته وأولاد، وبعد السلام والكلام ركب في سيارة زوجته وانطلق بها إلى منزله في عمان، وفي الطريق استأذن زوجته في أن تعرج به إلى مكان عمل صديق له يعمل مديرا في مؤسسة وطنية مرموقة وقد ساعده هذا الصديق في يوم من الأيام بان مكنه من شراء منزل له يأوي زوجته وأولاده عله يحميهم غدر الزمان خصوصا وانه مغترب في الخليج بحثا عن مصدر رزق يؤمن له وأولاده سبل العيش الرغيد، وبعد أن دخل إلى المؤسسة للسلام على صاحبه تفاجأ بعدم وجوده، وعند السؤال عنه أجابوه بأنه غادر مرغما بعد أن ضيق عليه أبناء... سبل عيشه ، فتألم لذلك ألما شديدا، وفي اليوم الثاني قرر زيارة ذلك الشخص الذي كان مثالا يحتذى بنظره حيث كان أمينا ومتفانيا في عمله، وفعلا ما هي إلا سويعات ويطرق باب ذلك الشخص الذي كان مسئولا في تلك المؤسسة ومحط احترام الجميع، فاستقبله وكأنه احد إخوانه، وبعد عبارات الترحاب جلس الاثنان واخذ الضيف يستفسر من المضيف عن السبب الذي دفعه لمغادرة تلك المؤسسة خصوصا انه يعلم ويعرف انه يحب عمله ويعشق مؤسسته بشكل يفوق التوقع، وانه لم يأل جهدا في العمل لتحقيق مصالحها لدرجة انه كان يؤثرها على نفسه وأهل بيته وجعل اسمها يعلو فوق كل الأسماء، وحلق بها من سابع ارض إلى عنان السماء حيث تجرؤ النسور، فأجابه المضيف، لا تعجب يا صديقي فهذا يحدث فقط في مجتمعاتنا العربية، حيث هناك فئة ضالة مضلة لم تتعب قدميها في يوم من الأيام حرصا على مصالح الأوفياء المخلصين بقدر ما أتعبت عقولها في كيد المكائد وتلفيق التهم واغتيال الشخصية والنيل من انجازات المتفوقين، هذه الفئة التي ما تعودت أن تبقي رؤوسها مرفوعة إلا تكبرا وغطرسة وعجرفة، ولو تم السؤال عن ماضيهم ما كانوا ليكونوا بين ظهرانينا لان موقعهم الحقيقي محفوظ بامتياز في مزابل التاريخ، ليبقى العتب الكبير على الشخص الحكيم صاحب تلك المؤسسة الحاكم بأمره الذي سمع منهم ولم يسمع من المظلوم الذي تم الرمي به على قارعة الطريق بعد أن أكلوه لحما ورموه عظما لا حول له ولا قوة إلا بالله، ، فقلت له لماذا لم يتدخل أهل الخير بينكم؟ فأجاب رغم انه يرفض المبدأ أصلا- كون الحق دائما يعلو ولا يعلى عليه- إلا أن بعض الشرفاء من داخل المؤسسة وخارجها حاولوا ذلك، لكن الفئة الضالة كانت قد أحكمت الخطة كما فعل إخوة يوسف مع أبيهم يعقوب، والأدهى من ذلك أن تلك الفئة لها أعوان في مؤسسات أخرى تتعاون معها في الضراء بعد أن نسيت أو تناست السراء حيث تجاوز جبروتهم وسلطتهم حدود المعقول وضيقوا عليه في مؤسسات أخرى كانت في يوم من الأيام تخطب وده، كيف لا وهم خريجو مدرسة الغيرة والحسد والمكر والدهاء، مدرسة إبليس اللعين.

عندها هم الضيف بكيل الشتائم لتلك المؤسسة وهؤلاء الشياطين، فاستدركه المضيف قائلا : لا يا صديقي، ليس أنا من يقدح بعد أن يمدح، ويكره بعد أن يحب، إن لي فيها إخوة أعزاء كرماء، ولا أقول فيها إلا كما قال النبي(ص) عندما خرج مهاجرا من مكة إلى المدينة: والله انك لأحب بقاع الدنيا إلي ولولا أن اهلك أخرجوني منك ما خرجت، مع فارق التشبيه، فاستغربت من ولاءه رغم الذي وقع له.

وإنني هنا أتساءل مع الشرفاء من أبناء الوطن، لماذا يصر البعض على أن تبقى أرجلنا مرفوعة؟ والى متى ستبقى مرفوعة؟ الم تتعب رؤوس الشياطين من التفكير بمصالحهم الخاصة متناسين مصالح الشرفاء من أبناء البلد ؟ ومتى سنضع الوسادة حيث تستحق أن تكون؟ فهل من مجيب؟

kalilabosaleem@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :