facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اشبعناهم شتما و فازوا بالإبل


د.مخلد البكر
08-11-2016 10:29 PM

ان المتابع للمشهد العربي من حولنا يصاب بالألم و الحزن و كثير من الاحباط و اليأس لما آلت اليه احوال هذه الامة من انقسام و تفكك و تشظي وصل حدا لا يطاق فما عاد نشيد بلاد العرب اوطاني الذي تربينا على ترديده في الطابور الصباحي يعطي المفعول ذاته على المستوى النفسي و نحن نشاهد عبر وسائل الاعلام المختلفة حالة الحرب و الاقتتال الدائرة هنا و هناك في العديد من اصقاع بلادنا العربية فمشاهد الدم المسفوك و الاشلاء المتنائرة و الجثث المترامية في الطرقات و الاطفال التي تنتشل من تحت الركام و دموع النساء الثكالى كلها مناظر تشعرك بأنه لم يعد للحياة من طعم بعد اليوم فالحياة بلا
عزة و كرامة ليست حياة.

و بغض النظر عن الدين و المذهب او الطائفة و حتى التي يطلق باسمها الرصاص الى الصدور العارية البريئة الامنة فيجب ان نعلم ان ما يحدث على الارض العربية في جزئية من جزئياته هي حرب على اقتسام المنطقة بما تحويه من خيرات و ثروات هائلة و الحصول على الحصة الكاملة من هذه الكعكة و في جزئية اخرى هي محاولة متجددة لمزيد من اضعاف هذه الامة حتى لا تقوى على النهوض من جديد لان نهوضها يشكل خطرا كبيرا سيهدد الاخرين بتقدمهم و رفاهيتهم و سيعيدهم الى الخلف لا محالة فالمتتبع لحركة التاريخ يعلم علم اليقين ان نهوض الحضارة العربية الاسلامية دائما ما يرافقه سقوط و تراجع و تقهقر للحضارات الاخرى و على رأسها
الحضارة الغربية.

و لا يخفى على احد ان مزيدا من الضعف و مزيد من تدمير مقدرات هذه الامة لا سيما في دول محورية و هامة في النظام الاقليمي العربي يمهد الطريق امام المشروع الصهيوني المتربص بنا و الجاهز للانقضاض في اللحظة المناسبة و ما اطلاق يد ايران الفارسية الصفوية (لتفريغ حقدها القديم على امة العرب) إلا بداية لتنفيذ هذا المشروع العنصري القذر المبني على الحقد المشترك لليهود والفرس على امة العرب.

ودعونا نضع النقاط على الحروف بشكل واضح و جلي و دون ادنى التباس و نعترف بأننا نجني ما زرعته ايدينا عبر سنوات عديدة و عقود مديدة فمن يهن يسهل الهوان عليه لقد تركنا الفلسطينيين يقتلون بدم بارد على ايدي العصابات الصهيونية على مدار عقود طويلة و اكتفينا بالدعاء للأقصى و اهل فلسطين و كان الامر لا يعنينا و مرت السنين و هجر من هجر منهم و شرد من شرد و قتل من قتل و نحن مستمرون بالدعاء لا بل اننا اشبعناهم شتما و نحن موقنين انهم فائزون بالإبل لا محالة.

ثم انتقلنا للبوابة الشرقية لهذه الامة بذات الصلف و ذات الذل و الخنوع و جلسنا هذه المرة نتابع في بث حي و مباشر كيف تسقط بغداد ... نعم بغداد ابي جعفر المنصور فقد تابعنا هذه المرة خيباتنا المتكررة و لكن عبر شاشات الفضائيات و فلم نترك صغيرة و لا كبيرة ولا شاردة ولا واردة الا تابعناها و حللناها و فهمنا مغازيها

و مقاصدها فلم يبقى استاذا في العلوم السياسية و لا خبيرا عسكريا او استراتيجيا إلا و وضح لنا ما يجري على التراب العراقي من مؤامرة و احتلال و تدمير حتى مر علينا اعدام قائد من قادة الامة في واحد من اقدس الايام لدينا ذات صباح حزين في عيد الاضحى المبارك مرور الكرام و ليوجهوا اللطمات لنا الواحدة تلو الاخرى دون ادنى حراك او تحرك منا و كأننا كنا نقول في ذلك اليوم ان الثور الابيض و ان اكل فلن يتمكنوا من التهامنا و اكلنا و هو تفكير خاطئ بكل المقاييس .

فعاثوا فسادا في العراق و قتلوا علمائه و دمروا مكوناته الحضارية و مقدراته الصناعية و العلمية و اثاروا الفتنــة بين ابناء شعبـــه على مدار ما يزيد عن عقــد من الزمان فماذا صنعنا لقد بدأنا مجددا حملة شعواء على امريكا و من بعد ذلك على ايران و استخدمنا في هذه الحملة كل وسائل الشجب و الاستنكار و الدعاء و لكننا تحلينا في الوقت ذاته بأقصى درجات ضبط النفس و احتفظنا لأنفسنا بحق الرد في المكان و الزمان المناسبين و يا الله متى سنعرف متى سيكون هذا الزمان و اين سيكون هذا المكان.

ودخلنا بعد كل الانحطاط في مرحلة ما اتفق على تسميتها بالربيع العربي و ازدادت الامة فرقة و تفكك و انقسام و ضعف فهلل البعض و صفق و ظن انها بداية الخلاص لنصحوا و كأن شيئا لم يكن لا بل بدأنا بالترحم على ما سبق من ايام و استمرت الامم المتكالبة علينا في تدمير قدراتنا من ناحية و استنزاف مقدراتنا من ناحية اخرى و نحن بلا حول لنا و لا قوة سوى الدعاء فهل يا ترى تحرر الاوطان بالدعاء فقط هل سنهزم اعداء الامة من على منابر المساجد او عبر وسائل الاعلام ... لا شك ان الدعاء واحد من اهم العبادات في ديننا الاسلامي الحنيف لكن الدعاء وحده لا يكفي فان لم يرافقه عمل حقيقي فسيأتي اليوم الذي نتعرض به للطمة اخرى اكبر مما سبقها من لطمات لهذه الامة .

فهذه دعوة ليبدأ كل منا العمل من اجل نهضة امة فهم لم يتقدموا علينا إلا لانهم يعملون و نحن نكتفي بالكلام و هم يمارسون اعلى درجات المدنية و نحن قبليون في التفكير و الممارسة فليس لدينا من المدنية إلا قشورها.





  • 1 كلام معاد 08-11-2016 | 10:42 PM

    شبعنا حكي فاضي

  • 2 ..... 09-11-2016 | 12:38 AM

    طيب شو المطلوب ؟

  • 3 ملحم 10-11-2016 | 10:55 AM

    نعم انه الواقع المر ومن ايدينا فلنعيد الحساب من جديد حتى نتغنى بحب الوطن لا بحب البطن


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :