facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تكبير الصغار وتصغير الكبار, مآله الدمار! (1 من 2)


شحادة أبو بقر
22-11-2016 11:52 PM

في معظم دول العالم النامية ونحن منها, تتجسد على أرض الواقع ومنذ سنوات, منهجية جديدة في إدارة الشأن العام للدول والشعوب, قوامها تكبير صغار بإعتبارهم أمل الأمة في الإنقاذ, وتصغير كبار في المقابل، باعتبارهم سبب البلاء وتخلف الركب عن اللحاق بأمم وشعوب بلغت ما بلغت من تقدم ورفاه!

وليكن يكون مغزى المقال واضحا, فلا بد من بيان أن الصغر والكبر هنا , ليس مرهونا بعامل السن, بقدر ما هو مرهون بالتكوين الإنساني للأشخاص, بين من هو كبير في ذاته وشيمه وسجاياه إنتماء وفكرا وإبداعا وقدرة على القيادة وإخلاصا للاوطان والعروش, فلا يمكن ان يغدر او يخذل او من المعركة عند النزال يشرد , وبين من هو صغير في ذاته وشيمه وسجاياه, وبالتالي هو على طرف نقيض من كل ما سبق من خصال الكبار وسجايا الرجال الرجال, الذين تتقدم عندهم الاوطان ومصالحها على كل شأن آخر حتى لو كان ذلك سببا في هلاكهم وخسارة ما يملكون.

الكبار ترتجف ايديهم حتى وهم يتسلمون رواتبهم وهي حق لهم , والصغار في المقابل تسعد نفوسهم كثيرا حتى وهم يمدون ايديهم إلى المال العام لشعوبهم بغير حق , والكبار قي المقابل تسعد نفوسهم كثيرا , ولكن حين يشعرون بأنهم قد تفانوا في خدمة أوطانهم وشعوبهم , ولو كان ذلك على حساب صحتهم وراحة بالهم وقوت أطفالهم.

الكبار يكبرون الكبار بهمة وعدالة ونظافة موقف ونزاهة مسعى , وهم لا يترددون في عون الصغار علهم يكبرون في خدمة اوطانهم وشعوبهم , وفي المقابل , فالصغار يجهدون في التقرب من نظرائهم الصغار , ويغلقون كل المنافذ في وجه الكبار كي لا يكون لهم في المزاد وجود و نصيب!

في قيمنا الإنسانية العربية الجليلة يكبر الكبار بوجود الكبار شركاء معهم , وهنا يقول حكماء العرب وفي البادية تحديدا , من لا كبير له فليبحث عن كبير , وإن لم يجده في قومه فليشتريه , وهم لم يقولوا ذلك عبثا , وإنما هو درس بليغ علمتهم إياه مدارس الحياة وتجاربها بحلوها ومرها على حد سواء , وهي حكمة وظفها زعماء القبائل العربية في الزمن الجميل الجليل كابرا عن كابر .

وهنا , تحضرني حادثة لزعيمي قبيلة تباريا حديثا عن أي منهما قبيلته أقوى وأفضل , قال الاول انت زعيم قبيلة فيها كثيرون يخالفونك رأيك ويناقشونك فيه ويطرحون البديل أما أنا فلا, أجابه الثاني, أنا حصان بين أحصنة إن صهلت صهلوا معي جميعا , اما أنت فحصان بين خيل إن صهلت لا تجد بينها من يصهل معك. هذا رأي بدوي أصيل يحمل في طياته أبلغ الحكم لمن يستوعب معانيها.

في السياق, نحن في الاردن الحبيب وربما غيرنا , نقول , تكبر المناصب برجالها الكبار , وتصغر المناصب الكبيرة بالصغار حتى لو توهموا انهم كبار , وكم في حياتنا رجال قزموا المناصب لا بل وتفهوها وأنتجوا دمارا على البلاد والعباد , وفي المقابل كم في حياتنا رجال إرتقوا بالمناصب حتى لو كانت بسيطة متواضعة وأنتجوا خيرا للبلاد والعباد كلها!

نقول هذا وسنقول أكثر لاحقا إن بقيت في العمر بقية بإذن الله , ونحن نرى كيف يؤتمن رجال على مواقع قيادية عديدة متنوعة متقدمة تجعل منهم أصحاب قرار يفترض أن يكونوا أمناء في إتخاذه , فتراهم وبلا تقوى او مخافة من الله ودون ان يرف لهم جفن , يستغلون نفوذهم في تزكية تكبير صغار يعرفون تماما أنهم ليسوا أهلا للمهمة ليسهموا في تقليدهم أرفع المناصب على حساب مصالح البلاد والعباد , ولا يترددون في المقابل في سد الابواب والمنافذ في وجه كبار حتى وهم يعرفون أنهم أهل للمواقع ومؤهلون في خدمة الوطن والشعب وبإمتياز, وليس لهم من ذنب سوى انهم ليسوا من فئات الاقارب والمقربين والشلل والمحاسيب , والغريب أن هؤلاء الظلمة الناسين ان الله بالمرصاد, لا يترددون ابدا في اتحافنا دوما بحديث الشفافية والنزاهة والعدالة وتكافؤ الفرص بين الناس, وكأن الناس هم فقط محاسيبهم لا غير , وفوق ذلك يطالبون الناس الغلابى بتعظيم الانتماء، وهم أنفسهم من قتلوا قيمة الإنتماء في نفوس العامة رغما عن إرادتهم . تكبير الصغار على حساب تصغير الكبار جريمة كبرى بحق الشعوب والاوطان معا, لا حول ولا قوة إلا بالله, وهو من وراء القصد , وللحديث قطعا بقية إن أراد خالق الكون المطلع وحده على شؤون كل مخلوقاته.





  • 1 اخو خضرة 24-11-2016 | 11:46 AM

    ابدعت كاتبنا العزيز


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :