facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل يمكن ان تكون جامعاتنا بلا حرم جامعي ؟؟


د.بكر خازر المجالي
25-11-2016 08:10 PM

-هل يمكن ان تكون جامعاتنا بلا حرم جامعي ؟؟
-هل يمكن ان لا يكون هناك ابنية للكليات الانسانية ؟؟
-هل نأخذ العبرة من سور الصين العظيم ؟؟

كانت لي فرصة زيارة جامعتين عالميتين : الاولى جامعة اكسفورد وبالتحديد كلية سانت انتوني في بريطانيا بحكم الدراسة ، والجانعة الاخرى جامعة طوكيو في اليابان خلال زيارة لثلاثة اسابيع تقريبا اثناء اقامة معرض دولي بتنظيم من محطة NHKعن تاريخ الاردن.
في اليابان اوصلتني سيارة السفارة الاردنية الى الجامعة لم اشاهد ابوابا ولا حرسا ، وفجأة توقف السائق امام مبنى من طابقين وقال لي هذه رئاسة الجامعة ، وفي الداخل استقبلني احد المسؤلين ربما بينه وبين رئيس الجامعة عشرة مراتب ، واخذني في جولة في الجامعة ، لم اشاهد طلبة ، اخذت ابحث عن مقاهي الجامعة وساحاتها ، اريد ان ارى تجمعات الطلبة هنا وهناك ، ولكن لا شيء من هذا القبيل ، الجميع في محاضراتهم او في المكتبة للدراسة او انهم خارج الجامعة لان الكل يعمل ويدرس ..
في جامعة اكسفورد ربما هناك مظاهر مختلفة ،هناك حراك ولكن الجميع علاقته مع الكتاب ، ربما امضيت اياما في ارشيف الجامعة التاريخي ابحث في وثائق لورنس وغلوب باشا وغيرهم ممن كانوا في الاردن زمن الانتداب البريطاني ، ولكن حين اوصلتني سيارة الاجرة من محطة سكة الحديد الى الجامعة فقد وصلت الى مكان بلا اسوار ولا حراسات وبلا اية ضوضاء .
وربما اتحدث عن جامعتي الاردنية وانا احد خريجيها وقد عشت السنوات من عام 83 الى 86 فيها عشت الاجواء الجامعية والهيبة الجامعية واحترام المكان ، ولا اعرف او اسمع شيء اسمه مشاجرة او طائفية او غير ذلك ، ولكن مع تغير العقلية نحو الاسوأ وتنامي العنتريات الجوفاء وانخفاض مستوى التحصيل الدراسي وتردي القيم وغير ذلك فاننا اصبحنا نشعر اننا امام واقع جديد ، وانننا امام مستقبل اسود لا يمكن لكل الخطط ومحاولات التطوير ان تنتج نفعا الا فقط بسيادة القانون وتغليظ العقوبات ونبذ كل من يسيء الى مسيرة الدولة وتحقيق العدالة التي هي في ادناها .
شيء اخر اقترحه ، وهو مع تطور وسائل توصيل المعلومات وانها متاحة للجميع ،واصبحت وسيلة الاتصال تنام معك وتنهض معك وحتى انها تدخل الحمام معك ، وأيضا مع التطور في التعليم واعتماد جامعات عالمية على التدريس OnLine هنا ما الداعي لوجود ابنية للكليات الادبية وللدراسات الانسانية او ما هو الداعي لتواجد الطلبة في الجامعة طيلة ايام الاسبوع ،بينما تقتضي الكليات الطبية والعلمية وجود ابنية للمختبرات وغيرها ، وهنا فان التدريس عن بعد هو الاجدى والاقل كلفة على الجامعة وعلى الطالب بالنسبة للكليات الانسانية مع ترتيب اللقاءات وحلقات المناقشة اسبوعيا .. ان معدل الانفاق على الطالب الجامعي في الاردن مرتفع ، واذا قسنا هذا الارتفاع بمستوى انتاجيته سنجد ان هناك خسارة كارثية .. طالما ان الجامعة تفشل في تعديل السلوك والمنهج ونمط التفكير والارتفاع الى مستوى الوطن وليس تحت منسوب الشارع ،
ربما نحتاج الى مراجعة جريئة وليس الى جراحات تجميلية نلاحظها دائما ترافق كل مشكلة تبدأ بزيارات البحث والتقصي وبمشاركة الوجهاء بدعوى تطويق الازمة ،وهذا امر جربناه كثيرا وهو اصبح ممجوجا ...،وفي كل مرة نعود الى نقطة الصفر بلا اي رادع كان وتتكرر المسألة بصورة اخرى وبجماعات من هنا وهناك ، وعلى مدى الزمن الماضي فانه لا توجد اية جهة ما الا وكانت طرفا في القتال البطولي والعظيم الذي يستهدف الارتفاع بالعشيرة والمحافظة والحسب والاصل الى اعلى المنحدرات .
هل سنرى جامعات بلا اسوار .. الا نعتبر من سور الصين العظيم الذي بناه الصينيون على امتداد 5500 كيلومتر لحماية انفسهم من غزوات اليابانييين ،ولكن بعد اقل من سنة من انتهاء بنائه يخترقه الغزاة بكل سهولة ويسر بشرائهم ضمائر الحراس بالمال فيفتحون للغزاة الابواب ، ويغزو الغزاة الصين من ابواب سورهم العظيم ثلاث مرات خلال فترة قصيرة .. لقد بنى الصينيون السور العظيم ولكنهم نسوا بناء الانسان الصيني ...
ونحن اليوم نشيد العديد من الجامعات ونفرغ الجهد في مشاريع كبيرة وبانفاق كبير ولكن كم هو الجهد الذي نبذله في سبيل بناء العقلية الاردنية وتحقيق مفهوم المواطنة الحقة ... ؟؟ هناك الكثير لنقول ولكن لدينا الان خلقا ضيقا وفهما محدودا في التعامل مع مثل هذه القضايا ونميل الى المزاجية ومرجعيتنا المناطقية واحيانا بتصفية الحسابات وازاحة من لا نريد وابقاء من نريد دون اسس علمية واعتقد اننا نسارع الى نسف اية فكرة ايجابية تطرح .. نعم ننسفها بسرعة البرق..
نحن لا نحتاج الى سور الصين
نحن نحتاج الى من يحرس الابواب ويسور الوطن بانتمائه ووفائه وبعقليته وبتقدير من يستحق التقدير ، والترفع عن سفاسف الامور وتعديل واجهة الدولة والخروج من القلعة او تحاشي ان نكون سكان قلعة ننظر الى الناس من كوات الرمي الصغيرة ولا احد يرانا ...
هناك وعي اردني كبير
والكل يرفض هذا التلويث الاجتماعي
والكل غاضب من تراكم هذه السلبيات وتكرارها
فكلنا ابناء هذا الوطن الأبي
وكلنا نتغنى به وبكل مكوناته لا فرق او تفريق
وارجو ان يحدونا الامل دائما من اجل غد مشرق





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :