facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




محمد رشيد يكتب : فتح تحت حراب المقاطعة " 4 "


26-11-2016 11:26 AM

كثر الكلام لن يحل مشكلة حركة فتح، وليس هناك غير العمل والعمل الدؤوب ، عمل يبدأ بإعلان بطلان مؤتمر وشرعية محمود رضا عباس ، بسبب خروجه على دساتير ومواثيق الحركة ، وإنتهاكه الصارخ لكل قيم وأصول وأخلاقيات فتح ، مما لم يترك خيارا آخر غير خلعه، بوسائل شرعية تستند الى عمق وقوة القاعدة الفتحاوية ، وتلك عملية قسرية فرضت على قادة وكوادر وقواعد الحركة ، وهي ليست ولن تكون نزهة سهلة ، ولن تكون عملية عاصفة وسريعة ، بل كفاح وجوبي ، يتطلب الكثير من الصبر والمثابرة والإبداع ، فما هو واضح ومؤكد اليوم وغدا ، أن زمن الوفاق والتوافق مع عباس وقطعانه الهائجة قد انتهى.

ما ينفذه عباس اليوم ، هو إستكمال لإنقلاب " القصر " ، ولم يتبق أمام إنقلابه غير قلعة الوطنية الفلسطينية ، قلعة كانت عصية على كل أنواع الإنقسام والإنشقاق ، قلعة فتح ، فعشرات المحاولات تحطمت على أسوارها المحصنة بدماء الشهداء وآلام الأسرى ، والإنشقاق الحالي لن يكون مصيره أفضل ، إن قررت فتح استعادة عنفوانها ، ومواجه عباس وقطعانه بهمة وعزيمة حقيقية ، ففتح بلا عباس وقطعانه أفضل ، وتستطيع إحياء قدرتها ومكانتها الإستثنائية ، وفتح خالية من عملاء إسرائيل وعبدة التنسيق الأمني ، هي فتح أطهر وأقوى ، هي فتح العائدة الى شعبها وقضيتها ببهاء وجلال ، لكن علينا أولا إستعادة الروح الفتحاوية ، تماماً كتلك الروح التي أعتصم بها الرئيس الشهيد ياسر عرفات وصاحباه القائدان أبو جهاد وأبو إياد في مواجهة كل الانشقاقات .

أدوات ووسائل مواجهة إنشقاق عباس حتما ستكون مختلفة عن تلك التي جابهنا بها إنشقاق أبو موسى وأبو خالد العملة وأبو صالح وقدري ، ففي تلك الأيام السوداء فرض القتال على فتح ، ودارت معارك طاحنة بين إنشقاق مدعوم من قبل نظام حافظ الأسد ، وبين نخبة من خيرة قادة وشباب فتح ، فكان لا بد من القتال دفاعا عن شرف الإنتماء الى هذه الحركة المجيدة ، ودفاعا عن وجود منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح ، ودفاعا عن النفس ، فقدنا أغلى الناس علينا ، لكننا هزمنا الخيانة ، وهزمنا ذلك الإنشقاق الدموي بغطاء ودعم الشعب الفلسطيني داخل الوطن المحتل .

فارق ادوات ووسائل تنفيذ الإنشقاق لوحده عامل مضلل ، فهناك تشابه ، وربما تطابق تام في الغايات والأهداف ، وإستبدال غطاء الأمس السوري ، بغطاء اليوم الإسرائيلي ، لن يغير من الحقائق شيئا ، ومثلما هنا اليوم الجنرال الإسرائيلي " العم بولي " الذي يسهل مهمة محمود عباس ، لشق فتح واضعافها وتغييبها عن الكفاح الوطني ، كان هناك عام 1983 الجنرال السوري غازي كنعان ، فهو الآخر كان يسهل مهمة المنشقين آنذاك لتدمير فتح ، ويسهل تنقلاتهم بيسر وأريحية من خلال مناطق تمركز وسيطرة القوات السورية في البقاع اللبناني ، ولاحقا في حصار طرابلس الدامي ، تماماً كما تفعل إسرائيل اليوم من خلال جنرالها " العم بولي " .

لقد عشت قصة إنشقاق 1983 كاملة ولحظة بلحظة ، وكنت ملازما لأمير الشهداء أبو جهاد في سوريا والبقاع اللبناني ولاحقا في حصار طرابلس حيث عاد أبو عمار ليخوض المعركة التي كادت أن تكون الأخيرة ، لولا ستر الله ورحمته ، نعم كنت هناك من اللحظة الاولى في 9 أيار 1983 ، ولغاية الخروج بحرا من طرابلس في 19 ديسمبر 1983 ، وأرى من واجبي وضع بعض أحداثها وحقائقها أمام الأجيال الفتحاوية الناهضة ، لمقاربتها مع ما يحدث الآن .



قبل السرد والمقاربة أرى ضروريا تسجيل هذا التنويه :



محمود رضا عباس أتخذ موقفا رماديا من أحداث إنشقاق 1983 ، ولم يغادر الأراضي السورية ، الا بعد ان تأكد من نجاة أبو عمار وأبو جهاد من تلك المؤامرة الكبرى ، وظل لسنوات طويلة يعاير فتح ويحملها الجمائل ، لأنه فقد شقتين في دمشق ، دون أن يتذكر كيف نهب هو وأخوته حركة فتح وأستنزفوا الكثير من أموالها ، ولعل الأجيال الناهضة لا تعلم ، بأن عباس كان مفوضا ماليا للحركة قبل أن يطرده أبو عمار من تلك المهمة ، و بالمناسبة أستعاد عباس الشقتين بعد أن توسل بشار الأسد ثلاث مرات .

إنشقاق أيار / مايو 1983 أنطلق بشعارات مطابقة أو قريبة جدا من شعارات محمود عباس ، وبسلوك يكاد أن يكون نسخة كربونية من حيث استخدام العنف والترويع والإضطهاد ، ومن توظيف أجهزة الأمن السورية ، لإعتقال الآلاف من قادة وكوادر فتح على الأراضي اللبنانية والسورية ، وهو ما تفعله أجهزة عباس في الضفة الغربية ، وما تعجز عنه تلك الأجهزة ، تتكفل بتنفيذه الأجهزة الإسرائيلية بقيادة " العم بولي " عن طيب خاطر ، كما تتبرع قيادة حماس أيضا بحصتها الملحوظة ، عبر منع فتح من التعبير عن موقفها الرافض لانشقاق عباس .

منشقو 1983 أستفادوا من إحتلال الجيش الإسرائيلي لمناطق واسعة من لبنان ، وتحديدا حيث التجمعات الفلسطينية المؤيدة للرئيس الراحل ياسر عرفات ، أي ما كان يعرف ب " فتح لاند " ، وهو ما يتكرر اليوم في الضفة الغربية ، ما تبقى من تلك التجمعات الكثيفة لم تكن تحت سيطرة فتح ، بل تحت سيطرة و هيمنة سورية ، وهو ما يتكرر اليوم ، بحكم سيطرة حركة حماس على قطاع غزة ، كما أن قادة مقاومة الإنشقاق " أبو عمار وأبو جهاد وأبو إياد وأبو الهول " كانوا في مناف قسرية أبعد ، و هو ما يحدث تماماً مع قادة مقاومة إنشقاق محمود عباس .

قادة إنشقاق 1983 أعتبروا أن حركة فتح ركعت لهم أثر خروجنا بحرا من طرابلس بعد معارك دموية طاحنة ، وعقدوا مؤتمرا شبيها بمؤتمر " المقاطعة " تحت حراب أجهزة الأمن السورية ، وأعلنوا عن تشكيلات قيادية ، وهو نفس ما يحدث في مؤتمر محمود عباس ، ونفس الحقد والغباء الأسطوري يحرك عباس وقطعانه الهائجة معتقدين أن مجرد عقد مؤتمر " المقاطعة " الإنشقاقي ، وبدعم وحماية الأجهزة الإسرائيلية ، يكفي لتقليص وتقزيم فتح الى عائلات وأتباع و أزلام ، وكما لم ينفع منشقي 1983 تطعيم مؤتمراتهم ببعض الوجوه المختلفة ، فلن ينفع عباس وقطعانه وجود بضع عشرات من الأصوات المختلفة .

طوفان المدد لإنقاذ فتح عام 1983 جاء من الداخل ، جاء من الشعب ، جاء من فتح ، جاء من القدس والأقصى وفتاوى الشيخ الراحل سعد الدين العلمي ، وجاء من قطاع غزة والضفة الغربية ، فالداخل أنقذ فتح وحماها من الإنكسار والخضوع ، ومن تلوثات وفيروسات الأجهزة السورية ، ثم تماسك الخارج رويدا رويدا ، ليطلق أبو جهاد إبداعه الجديد ، ممثلا بحركة الشبيبة الفتحاوية بعد دورة المجلس الوطني الفلسطيني في عمان.

طوفان المدد الفتحاوي يأتي اليوم من الخارج ، من مخيمات لبنان والأردن وسوريا ، يأتي من أوروبا وكندا والولايات المتحدة ، ومن تجمعات الشعب الفلسطيني في كل مكان ، لكنه أيضا يأتي من الداخل ، من قطاع غزة و مخيماته ، من الضفة الغربية ومخيماتها ، يأتي من مخيمي بلاطة والأمعري ، يأتي من القدس وأهلها الصامدين بشرف ورجولة ، وستتماسك فتح رويدا رويدا ، ولكن لا ينبغي الإستسلام للمرارة والإحباط ، بل لا بد من تفجير ينابيع الغضب الفتحاوي ، عملا وخلقا وإبداعا ، ولا بد لألف أبو عمار أن ينهض ، ولا بد لألف أبو جهاد أن يبدع ، ولا بد لألف أبو إياد أن يصدح ، فلن يستطيع لص ومنشق بائس مثل عباس تسليم فتح الى مقصلة الأمن الإسرائيلي ، وسيفشل كما فشل قبله أبو خالد العملة وأبو موسى وغيرهما في تسليم فتح الى مقصلة الأمن السوري ...

ولحديث الانشقاق بقية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :