facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أذان كنائس فلسطين ليس حالة عابرة


بلال حسن التل
30-11-2016 12:32 AM

تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي, بكثافة أخبار ارتفاع الأذان من كنائس فلسطين, خصوصاً كنائس الناصرة والقدس, في تحد واضح وصريح لقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي, بمنع الأذان في القدس بذريعة منع الإزعاج, متناسين إزعاج أصوات النفخ اليهودي في الأبواق, وهو النفخ الذي نفت محكمة صهيونية في القدس أنه يشكل خرقا للوضع القائم في المدينة, علاوة على شدة إزعاجه, لكنها الغطرسة الإسرائيلية وسعيها إلى استغلال اللحظة الراهنة التي وصل فيها ضعف أمتنا منتهاه, مما يغري المحتل على السعي لتحقيق المزيد من تغيير الوقائع على الأرض, وقد فات هذا المحتل أن اشتداد غطرسته سيظل سببا في إشعال جذوة المقاومة ضده, وأن هذه الغطرسة ستكون عاملاً من عوامل إعادة بوصلة هذه الأمة إلى اتجاهها الصحيح, وهو بالضبط ما حصل في محاولة منع الأذان في القدس, عندما حركت هذه المحاولة كل مجسات الإحساس القومي عند أبناء فلسطين, فعادوا كتلة واحدة في مواجهة عدو واحد, فصار من الطبيعي أن ترفع كنائس القدس والناصرة الأذان, في واحدة من أهم وأروع تجليات الروح القومية التي طالما جمعت العربي المسلم بالعربي المسيحي, ووحدتهما في مواجهة المحتل من غير عرقهما, وإن كان من نفس دين أحدهما, وهذه واحدة من أهم الخصائل الحميدة التي تحلى بها العرب المسيحيون وما زالوا, وبسبب هذه الخصلة الحميدة, انحاز العرب المسيحيون على مدار التاريخ إلى عروبتهم وقوميتهم, وكانوا جزءاً لا يتجزأ من مقاومة غزاة بلادهم, ومحاولة طمس هويتها العربية.

لقد كان العرب المسيحيون من أوائل من نبه للخطر الصهيوني, فعلت ذلك الرهبانية اليسيوعية منذ البدايات الأولي للخطر الصهيوني, كما أن كل باحث في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي سيجد قائمة طويلة بأسماء العرب المسيحيين الذين تصدوا للخطر الصهيوني, أمثال نجيب عازوري العربي المسيحي صاحب كتاب «يقظة العرب» الذي كان من أوائل من حذر من الخطر الصهيوني عام 1905, ومثله كان العربي المسيحي نجيب نصار الذي طالما تصدى لمهمة التحريض ضد الخطر الصهيوني والتحذير منه عبر صحيفة الكرمل, مع بدايات القرن العشرين, ونجيب نصار هو صاحب الدعوة لعقد المؤتمر العربي عام 1913 في مواجهة المؤتمر الحادي عشر للحركة الصهيونية.

ولم يتوقف دور العرب المسيحيين في مقاومة الخطر الصهيوني عند حدود التحذير من هذا الخطر, على أهمية ذلك بل امتد دورهم إلى المشاركة الفعلية في المقاومة العملية لهذا الخطر, فكانوا شركاء أساسيين في تشكيل الجمعيات لمقاومة النشاط الصهيوني في فلسطين, مثلما كانوا شركاء أساسيين في تأسيس الأحزاب السياسية, التي صارت مقاومة الصهيونية العمود الفقري لبرامجها. وعندما آن آوان حمل السلاح والمقاومة المسلحة, كان العرب المسيحيون جزءاً لا يتجزأ في كل مراحل هذه المقاومة إلى يوم الناس هذا, ويكفي أن نستذكر هنا إميل الغوري وجورج حبش والشهيد كمال ناصر.

لم يقتصر دور العرب المسيحيين في مقاومة الخطر الصهيوني على المدنيين منهم, بل امتد إلى رجال الدين وإلى الكنائس, ويكفي هنا أن نتذكر كيف صار المطران هيلاريون كبوتشي السوري الأصل, العروبي الانتماء, المسيحي الدين, رمزاً عالمياً للمقاومة العربية في فلسطين, ويكفي أن نتذكر كيف نجح الأساقفة العرب عام 2009 بإصدار الكايروس وطباعته بثلاث عشر لغة ونشره على المواقع الإلكترونية لمعظم كنائس العالم, والكايروس وثيقة كنسية, اعتبرت الاحتلال الصهيوني احتلالاً غير شرعي, في نفس الوقت الذي اعتبرت فيه المقاومة الفلسطينية دفاعاً مشروعاً, غير أن من أسباب أهميتها أيضاً أنها نقضت الأساس التوراتي للاحتلال الصهيوني لفلسطين

ومثل الكايروس كذلك وثيقة السنودس الذي دعا إليه بابا استجابة لطلب الأساقفة العرب بمشاركة 165 اسقفاً ومندوبا عن الكنائس غير الكاثوليكية, ومثلما فندت وثيقة الكايروس الأساس التوراتي للاحتلال الصهيوني, فإن وثيقة السنودس بينت أنه لا يجوز استخدام الكتاب المقدس لتبرير الظلم

هذا غيض من فيض مساهمة العرب المسيحيين في مقاومة الاحتلال الصهيوني, وهي امتداد لمقاومة العرب المسيحيين لكل احتلال لبلادنا, ولنتذكر دور العرب المسيحيين في مقاومة الغزوة الصليبية التي قتلت من المسيحيين الأرثوذكس الكثير الكثير, حيث توثق كتب التاريخ دورالعرب المسيحيين في محاربة الغزوة الصليبية مع صلاح الدين, تماما مثلما كان العرب المسيحيون عوناً لإخوانهم العرب المسلمين في فتح دمشق وتحرير مصر وأقباطها من البيزنطيين, وكلها مواقف تؤكد صدق انتماء العرب المسيحيين لأمتهم, وهو انتماء يجعلنا نقول «بالفم المليان» أن أذان كنائس فلسطين ليس حالة عابرة, بل بوصلة ثابت الاتجاه للعرب المسيحيين نحو وطنهم وأمتهم

الراي





  • 1 صادق الشامي 30-11-2016 | 04:01 PM

    أحسنت


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :