لن تفلح الطائرات والصواريخ السورية والروسية التي تدك حلب منذ زمن في إعادة سوريا الى الأمن والاستقرار ! بسبب واضح وهو أنها تهيئ أطلال المدينة ليتسلمها النظام بعد إهلاك الحرث والنسل ليكون الحكم مسيطرا" على البنايات المدمرة و المآذن التي تم اسكاتها والكنائس التي سقطت أجراسها والأسواق التي احترقت بضاعتها والمستشفيات التي قضى مرضاها والمدارس التي صارت أثرا" بعد عين !!!

بعد كل هذا ماذا تعني السيطرة على مدينة حلب ؟ ربما قالوا قتلنا الإرهابيين ، قد يكون صحيحا" ولكنكم تقولون انهم يقاتلون حرب كر وفر ، فإن تركوا مدينة حلب فسوف تجدونهم في مكان آخر وهكذا ستزحفون الى المكان الجديد لتطهيره ثم الى مكان ثالث ورابع أي ستحرثون سوريا طولا" وعرضا" شمالا" وجنوبا" لكن ستكون الخسائر من البشر والحجر والثمر والاقتصاد والتاريخ ؟ كم سيكون عدد الأرامل ؟ كم سيكون الأيتام ؟ كم ستكون الجراح النفسية؟  ومتى سيكون الشفاء منها ؟لا يستطيع حكم ولا سلطة ولا كيان أن يحكم منفردا" ولا تقدر طائفة على التحكم بالملايين ولا يمكن لحزب أن يستفرد بسلطة .

لا حل عبر فوهة البنادق سواء كانت بيد ابن بلد أو مرتزق،  التغيير  سنة الله في الحكام والحضارات والدول فلم لا يكون الرحيل بهدوء ؟ لم  لا تنتقل السلطة بسلاسة ؟ لم  لا يذهب الحاكم بينما الناس تبكيه ؟ لم أصر القذافي أن يموت تحت عبارة مياه ؟ لم تكبر فرعون ثم ظهر ضعفه وهو يلفظ كلماته الأخيرة .

 رأينا حكاما" من العرب غادروا وقد أسفت شعوبهم عليهم . كما رأينا حكاما" من غيرنا حصل لهم احترام الرحيل ، ولعل كاسترو ورحيله صورة من صور الحكام الذين تم  تقديرهم من شعوبهم . قصار النظر هم الذين يظنون أنهم مخلدون بينما يقينهم يخبرهم أنهم سيغادرون  اليوم أو غدا" ولا يبقى الا ذكر ما فعلوه سلبا" أو ايجابا" فالشعوب أطول عمرا" من حكامها . حلب ستسقط عاجلا" أم آجلا" ولكن ذلك لا يعني بحال أن الأمر يعني حسم المعركة لأن المشهد لم ينته والمخرج لم يقرر نهاية الفلم .