facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الفكاهة ممكنة في غرفة العمليات


عمر كلاب
10-12-2016 12:52 AM

الفوارق بين الأطباء المهرة ليست في التشخيص والجراحة الدقيقة فقط، بل في فرض ايقاع الحياة داخل غرفة العمليات على وجه التحديد، فالطبيب الماهر قادر على تحويل الاسلحة البيضاء وادوات المنظار الغليظة والدقيقة الى كائنات اليفة، وتحويل غرفة العمليات الى حديقة من المحبة وكلمات الغزل العفيف مع الطاقم الطبي الذي يتحرك في فضاء ضيق ودقيق اشبه بالمركبات الفضائية وعالمها المغلق عن المجرة الارضية، فيصبح قياس ضغط المريض في الحدود المعقولة وكذلك منسوب السكري الذي يرتفع مع الخوف والقلق، لكن طبيبا حاذقا مثل نعيم ابو نبعة ازال كل ذلك بمهارة استثنائية من جبان مثلي امام المشارط والمناظير وحتى ابرة التطعيم السخيفة قياسا بالادوات الاخرى داخل غرفة العمليات، صحيح انه يستقوي بهيبة العمر والعلم في دعابته وغزله، لكنه نجح في تحويل غرفة العمليات الى عالم جميل بصحبة طاقم جميل عماده الممرض المساعد محمد القضاة والممرضة المشرفة ليان وطبيبتان تحت التمرين، وحده طبيب التخدير كان خارج اجواء المرح بحساباته الدقيقة لجرعة المخدر.
في المعركة مع المرض، نحتاج الى جرعة زائدة من عشق الحياة وتبسيط الاجراءات الطبية المعقدة حد السخرية منها رغم صعوبتها ودقة اجراءاتها، وهذا هو الفارق بين طبيب وآخر، واجزم اننا كوطن نجحنا في القطاع الطبي وتحويله الى سياحة علاجية بفضل الاطباء الاردنيين والطواقم الطبية والتمريضية الذين يمتلكون مهارات استثنائية جلبت العالم كي يحصل على جرعة العلاج عندنا، واول الانجاز كان في المدينة الطبية وقبلها مستشفى ماركا العسكري، فعبقرية الحسين رحمه الله جعلت من العسكر مباضع شفاء وحولتهم عكس الاقليم الى ملائكة رحمة وحملة مشاعل لكل من تتقطع بهم السُبل او تضييق عليهم الارض بما رحبت، فنقلت مدينة الحسين قصة نجاحها الى باقي القطاعات الطبية وتحولت مشافينا العامة والخاصة الى صروح طبية تتنافس في تقديم الخدمة والعالج بكل ألق الارض، وكانت كما العسكر محط احترام وتقدير ومفخرة وطنية بامتياز.
على المسار الشخصي، اعترف بأني جبان جدا حيال الاجراءات الطبية، وزيارة الطبيب تشابه عندي زيارة غرفة التحقيق في الازمان العرفية وربما اصعب، صحيح انني تلقيت جرعة زائدة من الدعم الانساني من اسرتي واصدقائي، لكن الجرأة ظلت في حدودها الدنيا، وربما لو كان هناك جهاز لقياس مستواها اسوة باجهزة قياس الفولتية لما تحرك المؤشر البتة، لكن مهارة الطبيب الانسان نعيم ابو نبعة والاسرة الطبية التي رافقتني قلبت الموقف مثل هدف في الوقت الاخير من المباراة، خاصة صورة السلفي قبل العملية التي ضحكت فيها من قلبي على دعابة الطبيب وكلمات القضاة الممرض العتيق بالخبرة والمهارة، قبل ان ادخل في حوار قصير مع طبيب التخدير الصارم في حساباته التي استغرقت اقل من دقيقة من الوعي وصحوت على ضحكات الطبيب الذي يقول انتهت عملية الصيانة الداخلية للامعاء والمعدة والاثني عشر والقولون وتستطيع الزواج مجددا، ناسيا ان هذا قرار يحتاج الى جرأة تفوق القيام بعملية استشهادية كما قلت له فكان الضحك سيد الموقف في لحظات الافاقة كما كان قبله والفضل بعد الله لطبيب ماهر وجهاز تمريضي خبير.
ما اكتبه ليس شكر تقليدي لجهاز طبي وطبيب، بل هو شكر لوطن نجح في تنمية موارده البشرية وصولا الى التميز والابداع، وشكر لقطاع طبي رفع اسم الاردن عاليا، ودعوة لحكومة واجهزة كي نمنح هذا القطاع كل الدعم كي يحافظ على ريادته ونحافظ على مورد اقتصادي واستثماري انساني هائل القدرات بعد ان خدشناه بالاجراءات الاخيرة التي فرضها الواقع الاقليمي واستسلمنا لها بدل ان نبتكر مخارج وحلولا ابداعية خاصة واننا نمتلك اقوى جهاز امني في الاقليم وعسكر يصلون الليل بالنهار لحماية وطن وشعب، قطاعنا الطبي يحتاج الى سند والى دعم ويحتاج الى ضبط وانضباط في التشريعات الحامية له ولنا من مستثمرين غابت عنهم الانسانية وانحازوا الى تسليع المرض وأرواح العباد.


الدستور





  • 1 د. منجد ريحان 01-05-2018 | 09:10 PM

    ابدعت الوصف


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :