facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فـتـوى صــداقـــة تثيــر الريـبــة


عمر كلاب
18-12-2016 02:02 AM

اعلم ان واجب دائرة الافتاء الاجابة عن أي سؤال يصلها عبر الوسائط المتعددة، فهذا سلوك ايجابي لتأدية واجبها في الاجابة الشرعية على الاسئلة الواردة، وهي تكرس سلوك خدمة حميد في ظل انفلات باب الفتوى وتقطع باب اللجوء الى آحاد يمتلكون من علم الفتوى ذقن طويلة ودشداش قصير فقط لا غير، رغم تباين الأسئلة الواردة اليها بين سؤال حقيقي وسؤال سمج وسؤال فتنة، وهي لا تتحمل وزر السؤال بل تتحمل تبعات الاجابة وبالتالي فإن اي ادانة لاجابات دائرة الافتاء لا يمتلك منطق الادانة او الرفض؛ لان واجبنا ان ندعم شرعيتها ومشروعيتها في الفتوى الدينية لضبط الفتوى واغلاق باب فتوى الآحاد والاحزاب الدينية، فتحديد المرجعية في الفتوى الآن اولوية مجتمعية قصوى، مع ابقاء باب نقاش فتواها مفتوحا وان لا تتمترس خلف موقفها فنحن لا نبحث عن دوغما تناقض دوغما بل عن فضاء فقهي مفتوح للحوار والنقاش وتصليب الحقيقي على حساب الزبد.
الغريب هو اعادة انتشار السؤال والاجابة رغم مرور اربع سنوات عليها، مما يعيد فتح باب الاسئلة عن وجود كتائب او ميليشيات الكترونية قادرة على تحويل انظار المجتمع الى قضايا هامشية بدل النظر بعين واسعة الى القضايا الاساسية التي تعصف باللحظة الراهنة وتعصف بالمستقبل الوطني، فنحن لا نحتاج الى مبرر او فتوى لاثبات شرعية صداقتنا مع انفسنا، فالمواطنة هي الرابط الاقوى بين الاردنيين، وهي الاساس المعتمد للبناء عليها في دولة المواطنة التي لا تمايز بين مواطنيها على اي فارق في الدين او الجنس او اللون، وحرقتنا على اغتيال ناهض حتر هي نفس حرقتنا على اغتيال محمد الدرة او عزمي المفتي او اي مواطن قضى غيلة وغدرا بصرف النظر عن اختلافنا في الرأي مع الراحلين الى الرفيق الاعلى، ولا نحتاج الى من يهدينا الى تعريف قوامة الصداقة ومنطقيتها عبر منهج الحلال والحرام، فالصداقة قيمة اجتماعية محكومة بضوابط انسانية وعوامل سلوكية، وتتجاوز عن الاختلاف في الرأي، فثمة صداقات بين اشخاص بينهم اختلافات جذرية في الرأي والانتماء السياسي .
على المستوى الشخصي ويشاركني كثيرون، تربطني علاقة صداقة وعلاقة رفاقية مع احباب دون انتظار شرعية من أحد، فصداقتي مع ناهض حتر وما شهدته من خلافات وتباينات في الرأي لم تفسد العلاقة معه، بل ظل داعما لكل مشاريعي الاعلامية التي هاجمته اكثر من مرة قبل ان يقضي غيلة وغدرا، وكذلك صداقتي مع المشاكسة ديما علم التي لم ترحمني من لدغاتها الكثيرة، واحب عوني بدر اكثر من كثيرين تربطني بهم علاقات دم وفكر، وسعيد بعلاقاتي مع حازم الناصر ومنير عويس واشتاق الى مناكفات ضرغام الهلسة رغم التباعد في المواقف والرؤى، وكذلك احترم علاقتي مع علي ابو السكر وصداقتي معه واعلن انني احب حمزة منصور وعزام الهنيدي واثق بتحليلات ارحيل الغرايبة رغم التباعد السياسي في الموقف والفكر، فنحن بحاجة الى منهجة الاختلاف وحصره في نقاطه وليس تعميمه على سلوكنا البشري وعلاقتنا الانسانية .
اعادة نشر السؤال والاجابة وما يتداوله النشطاء على مواقع التواصل في هذا الشأن، كذلك الموقف من حلب، تدفعنا الى مناقشة جادة لحروبنا الافتراضية على مواقع التواصل، وضرورة ان نستمع بوعي الى مبادرة الصديق محمد داودية لانتاج ميثاق شرف لادب الاختلاف والحوار على الحوائط الافتراضية، وهنا تحضرني رواية للمرحوم يوسف العظم احد ابرز قيادات الإخوان المسلمين، حين قال إن اكثر شخصية أثرّت فيه كان المرحوم فؤاد نصار الأمين العام التاريخي للحزب الشيوعي الأردني، الذي كان لا ينام قبل ان يدفئ الماء لزملاء الاعتقال من الاخوان قبل صلاة الفجر في سجن الجفر .
في هذا الوطن الجميل نمتلك ارثا شامخا من الوحدة والتواد رغم الخلاف السياسي ونمتلك رصيدا من السماحة والتسامح كرسه السلوك الهاشمي عبر عقود طويلة من الحكم، ولا يجوز ان نفرّط فيه كما غيرنا على حوائط افتراضية او لمسائل خارج حدود الجغرافيا الوطنية على شدة أهميتها .

الدستور





  • 1 متابعة 18-12-2016 | 10:46 PM

    مثال رائع ومطلوب في هذه الفترة التي نعيشها من فوضى الفتاوى الضرورية وغير الضرورية


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :