facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إن قال البخيت .. فصدقوه!


محمد خروب
21-10-2008 03:00 AM

النقد الصريح والصادم الذي اطلقه الدكتور محمد عدنان البخيت، للحالة الاكاديمية الاردنية، يجب أن يشعل الضوء الاحمر لدى كل الجهات والمؤسسات المعنية بالتعليم العالي في بلدنا، بعد أن وصلت الامور (أو اوشكت) الى نقطة اللاعودة، وبعد ان باتت ''الجراحة'' مطلوبة بل وعاجلة، لأن الصمت لم يعد ممكناً، بعد كل ما جرى ويجري داخل الحرم الجامعي العام والخاص على حد سواء، وان بدرجات متفاوتة، لكن الاستثناء هنا لا يلغي القاعدة التي يهجس بها كثيرون ويقولونها في مجالسهم الخاصة وداخل مكاتبهم، دون أن نجد من يعلق الجرس ويأخذ زمام المبادرة ويؤسس لمرحلة جديدة تُحدث قطيعة حقيقية مع كل تلك السياسات والاساليب والمقاربات والوسائل التي اتبعت طوال العقود السابقة، سواء في آليات القبول أم التعيين والاعتماد (الخاص منه والعام)، وترخيص الجامعات والترقيات وقبل أي شيء آخر اعادة النظر في المناهج التعليمية المتبعة وكيفية احتساب العلامات وفلسفة الاختبارات ومنح الالقاب والدرجات الجامعية، بدءاً من الدرجة الاولى ؟ البكالوريوس وليس انتهاء بالدكتوراة، حيث تكاثر (وعلى نحو يثير الريبة والشكوك)، حملة هذه الدرجة من جامعات اردنية وغير اردنية تخصصت في منحها دون ان تتوفر في هيئات ولجان الاشراف المعايير والأسس الصارمة التي تتطلبها مثل هذه الدرجة، والتي لا تمنح في بلاد اخرى (دع عنك الدول العربية)، الا بعد مناقشات واختبارات جادة ''وصادقة'' وحقيقية وليس كما يحدث عندنا، حيث يقف الشرط المالي (دفع الرسوم) على رأس الاهتمامات والاولويات، ثم تبدأ تلك الشروط بالهبوط والانزلاق الى ان تستقر عند العلاقات الشخصية والهدايا والوساطات (على اختلافها)، ويتم تتويجها بصورة ''فوتوغرافية'' تجمع الطالب الذي دخل نادي حملة الدكتوراة مع الهيئة المشرفة بالارواب السوداء المزركشة، ويتدفق بعدها سيل التهاني ويصر دكتورنا الجديد بعدها على أن تسبق (الدال النقطة) اسمه، كي يشعر بالمكانة التي بات عليها بعد أن دفع ''دم قلبه'' وليس عصارة فكره، من اجل الحصول عليها..

اغرب ما في الامر، أن اللجنة المشرفة التي لا يتورع اصحابها عن الهمس بأن رسالة صاحبنا لا تستحق الورق التي سودها الحبر الذي اهرق لطباعتها، لا تجد غضاضة في التوصية بتبادل ''الرسالة'' ذات القيمة العلمية مع الجامعات الاخرى، بعد ان تكون قد منحته درجة ممتاز (...).

لا نذهب الى التعميم لكن كما قلنا الاستثناء لا يلغي القاعدة، فالخواء العلمي والثقافي واللغوي لا ينسحب على هذه الشريحة المفتونة بلقب الدكتور، بل هناك حملة الماجستير وحدّث هنا ولا حرج عن خريجي البكالوريوس الذين تنحدر مستوياتهم الى درجات متدنية يكاد المرء ان يبكي بعد أن يقع صريع الحزن والاكتئاب، بفعل هذا الجهل الفاضح في المعلومات والثقافة والتخصص ''المطرّز'' على شهادته الجامعية.

الدكتور البخيت ليس أول من لفت الانتباه الى خطورة الحال الجامعية والمعضلة التي باتت تفرض نفسها على المشهد الاكاديمي وايضاً الاداري وما يتعلق بالبحث العلمي، التي تواجهنا، لكنه ربما الوحيد الذي سمّى الاسماء باسمائها، ولم يلجأ الى الكلام المبهم او الغامض او حمّال التفسيرات والاجتهادات المتباينة.

''الجامعات الاردنية تلفظ انفاسها الاخيرة'' قال الدكتور محمد عدنان البخيت وهو المؤرخ والباحث والاستاذ والمؤسس المبتعد عن الاضواء وسيرته الحافلة بالانجازات العلمية تشفع له اذا ما ذهب الى مربع الصراحة التي قد يراها البعض صادمة او موجعة.

وإذ لم يتوقف البخيت عند هذه العبارة التي ستقلق كثيرين من الذين بنوا أمجادهم على الصدفة او الواسطة او رابطة الدم والقرابة وليس على الكفاءة والاهلية والانجازات، بل ذهب الى القول، بأنه كان على الدوام ضد التعليم الخاص كونه يشكل خطرا، فان هذا العالم الجليل لم يلبث ان استدرك وكأني به أراد القول اللهم فاشهد اني قد بلّغت: ان الخطر لم يعد يتمثل في الجامعات الخاصة بل في ''عدم وجود كفاءة مؤهلة من الاكاديميين''.

أعلم ان كثيرين من الذين أشّر عليهم البخيت، سيسارعون الى تدبيج المقالات واطلاق التصريحات وربما جمع العرائض وتعليق اليافطات وعقد الندوات للقول ان هذه نظرة سوداوية وتشاؤمية وانها تنكّر (..) للجهود العظيمة التي يقوم بها جنود ''مجهولون'' من أجل تعليم شبابنا وتأهليهم، وغيرها طبعاً من الشعارات والعبارات المتهافتة والخشبية والتي لم تعد تقنع احداً، وكان الأجدر باصحابها (الذين يعلمون في قرارة انفسهم تواضع قدراتهم وضحالة ما قدموه للطلبة وللتعليم الجامعي) ان يسألوا انفسهم.. اذا كان ما قدموه قد أسفر عن كل هذه النتائج الميدانية المخيبة للآمال، فكيف ستكون الحال فعلاً لو انهم كانوا خارج الصورة؟.

ورغم ذلك يسألونك لماذا تتخلف الجامعات العربية على سُلّم الجامعات الافضل في العالم حتى بعد الرقم 500.

.. عظم الله أجركم.

kharroub@jpf.com.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :