إن ما نشهده بين فترة وأخرى من سقوط شهداء من أبناء الوطن ، نستلهم منهم مشاهد تحاكي الوفاء والتضحية بالروح والنفس والايثار لحماية الوطن من العابثين وأصحاب الشرور ، وذلك لزرع بذرة خير ومحبة وإنارة شمعة تضيء لمن حولها وتساهم في بناء وطن اصبح شعلة ومنارة من منارات العز والفخر في الوطن العربي ، ومن هؤلاء ابناء القوات المسلحة الاردنية وكافة الاجهزة الاخرى من قوات الشرطة والدرك والمخابرات العامة والدفاع المدني وكذلك من المواطنين  . 

إن الوفاء للوطن لا يكون بالمنابر والخطب وانما من الجنود المجهولين الذين سخّروا انفسهم لرفع راية الخير مقدمين أرواحهم فداء وذوداً عن حمى الوطن ، تراهم يحرسونه من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه وفي بواديه وصحاريه وسهوله وجباله وتحت اشعة شمسه الساطعه بصيفه وبرده القارس في الشتاء ، وكل ذلك من اجل تراب الوطن. 

وترى ابناءنا هؤلاء منهم من قضى نحبه شهيداً ، ومزج بدمه الطاهر تراب الوطن من اجل استمرار مسيرة الخير والعطاء ، ومنهم من اصيب وقد عاش بداخله الم الاصابة واعاقتها وقهر عدم الاستشهاد فداءً لثرى الوطن وكم حاكى نفسه متمنياً تلك اللحظة. 

وفي وقفة عرفان وتقدير لهولاء فانه لا بد من إنشاء صندوق وهيئة متخصصة للشهداء وأسرهم ، وذلك لرعاية شؤون ذوي هؤلاء الشهداء وتعتمد على تمويلها من الدولة وأية جهات خاصة ترغب في المشاركة في دعم مثل هذه الهيئة ، والتي تساهم في رفع معنويات ذوي الشهداء وتكون حافزاً لبقية زملاء الشهداء بان لا يكون في حالة قلق على أهله وذويه ، ولا تقتصر تطبيق الفكرة على العاملين من منتسبي القوات المسلحة والأمن العام والدفاع المدني والمخابرات العامة وإنما أي شخص يكون شهيداُ في الدفاع عن الوطن . 

ويكون دور هذه الهيئة رعاية ذوي الشهداء مادياً ومعنوياً وتوفير كافة المستلزمات التي تسهّل عليهم ظروف الحياة وصعوبتها ، ويشعرون بان الوطن جميعه يهتم برعايتهم والمحافظة عليهم والمساهمة في رفع روحهم المعنوية . 

 

وعرفاناً وتقديراً للدور الذي يقوم به هولاء الشهداء بالذود عن الوطن بأرواحهم ، لابد من تخصيص يوم معين في السنة للاحتفال بهولاء الشهداء للوقوف على الأعمال البطولية التي قاموا بها في الحفاظ على الوطن ، وحمى الله الوطن ورعاه ولتحيا أرواح الشهداء . 
bsakarneh@yahoo.com