facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في معاني الأغنية الوطنية الأردنية !


21-10-2008 03:00 AM

لعل بلدا عربيا, لم يشهد زيادة في تناقل الأغاني الوطنية, إنشادا وترديدا, كما هو الحاصل في الأردن, في العامين الأخيرين, بحيث جندت بعض القنوات الفضائية الجديدة, نفسها, لتقدم الوصلات الغنائية الوطنية, في أوقات الذروة كما يعرف ذلك المتخصصون بالإعلام. لتبدو القنوات الأردنية, لاسيما الخاصة منها, مهمازا يحرك المشاعر بالحس الوطني, بين الجمهور الأردني, في المملكة ودول الاغتراب. وهو ما يعتبر فضلا يستحق الثناء والتشجيع, لولا بعض الثغرات, التي لم نر أحدا التفت إليها بشكل جدي.

فالأغنية الوطنية, تمثل رسالة, تقدمها اللهجة العامية, نيابة عن العربية الفصحى, كونها أقرب إلى الفهم الاجتماعي العام, لأنها تتعاطى بالمحكي منه, أو المشاع تداوله بين الناس, من مفردات وتعبيرات, الممزوجة بالخصوصية الوطنية الخالصة, وهو مؤشر إيجابي, على تماسك الثقافة المحلية, من خلال توحد الجميع في استخدامها. فيما انبرى الكثير من مطربينا وفنانينا, على مختلف مراتبهم في الصيت والشعبية والشهرة, على التنافس في تقديم كل ما هو جديد, كنوع من التعبير عن انتماءاتهم, واثبات الولاء, للأردن مملكة ومليكا, وللتراب الوطني, مدنا ومحافظات, وللمؤسسات, الرسمية منها والمدنية,,,وكلها ظواهر نتابعها برسم الإعجاب والتقدير الكبير.

ولكن اللافت في الأغنية الوطنية الأردنية, إن جاز الوصف على ما سنتحدث به الآن, هو ذهاب البعض إلى الغوص في تفاصيل, الجغرافيا الأردنية, كالغناء للمدن والمحافظات, وكأن الاعتزاز صار رهنا, بجغرافيا المكان, أو مسقط الرأس, لا بالمملكة كالدولة التي تضم كل المدن والمحافظات. ولك أيها القارئ أن تتابع بعضا من القنوات ليوم واحد, لتشاهد باقة العصر الأكثر مشاهدة, في القنوات الأردنية الخاصة, لتجد أن بعض الأغاني, تتخصص حصريا للغناء للسلط دون غيرها, فأنا هنا سلطي وليس أردنيا, في هذه الأهزوجة, وفي أغنية أخرى لمعان, تصبح الأهزوجة الأكثر جماهيرية لدى أهل معان, وذاك يغني لإربد, وآخر لعجلون, أو الطفيلة, أو الرمثا, أو العقبة أو غير ذلك. لنجد أنفسنا بعد حين, أمام جماهير جغرافية, يدعي كل منهم الوصل بليلى, حتى بتنا نخشى, ولنا الحق أن نعبر عما نخشاه, كأن نصادف ثقافة وطنية, أقل ميلا من أن تكون جمعية جامعة, لتكون ثقافة جغرافية أو جاهاوية خاصة, تتبع المناطقية, أكثر من إتباعها الحس الوطني الذي لا يصلح أن يكون له عنوانا سوى الأردن, واحدا لا ثاني له, تحت الراية الهاشمية الشريفة.

إنها عدوى المناطقية, التي لها خصوصيتها دون أن ينكر ذلك أحد, شرط ألا تتقدم لتغذي التعصب الجاهوي بين مدينة وأخرى, على اعتبار أن بعض العشائر تتميز بسكناها في محافظة بعينها دون أخرى, وهو ما أستطيع الإدعاء على المستوى الشخصي, أنني قد صادفت ملامح تعبير, تذهب إلى ما هو أبعد من الاعتزاز, بالمدينة المُغنى لها دون غيرها. فيصبح الكلام مشفوعا, بحفظ عن ظهر قلب لأغنية غناها أحدهم, لتلك المدينة بحد ذاتها, بعد أن أسبغ عليها المطرب بنص المؤلف, من الصفات والوصف على الألحان, ما يخلق "الأنا" المناطقية ويغذيها بامتياز.

وهناك نوع آخر من الأغاني والأهازيج, التي أخذت الأجهزة الأمنية, والمؤسسات العسكرية, في طابور, لتغني لكل جهاز منها على حدة, من الجيش وحتى الجمارك, مرورا بالإطفاء والأمن العام والشرطة وغير ذلك, وهو ما يحمل كثيرا من المغالاة. على اعتبار أننا قد ذهبنا أبعد ما ذهب إليه غيرنا, فما سبقنا فيما نحن بصدد الحديث عنه الآن أحد. لأننا معنيون أن نعطي انطباعا جيدا عن المملكة ومؤسساتها, دون أن يفكر مشاهد عربي على سبيل المثال, في أمر يجعله يعتقد أن هذه الأجهزة, مستقلة عن بعضها, وكأن كل جهاز يطلب أن يُغنى له على انفراد, أو أنه يتوسل ذلك فيوفر الإمكانيات لهذه لأغنية, كي يتساوى مع غيره, ونحن لا نريد أن نترك انطباعا كهذا. فالأصل أن كثيرا من الأغاني في كثير من البلدان, تغني وتتغنى بالجيش, بصفته صمام الأمان للبلاد, وعنوان قوتها وهيبتها المطلوبة, وهذا حق لا جدال فيه, مادام إظهار قوة الجيش وتنظيمه, في أغنية أو أهزوجة وطنية, يتناسب مع الهدف المراد من هذه الأغنية, كأن تبلغ العدو والصديق رسالة مفادها, أن الأردن آمن مطمئن, راكن إلى قوة منه وفيه تزود عن البلاد كل الشرور.

لعل وزارة الثقافية, وبالتعاون مع هيئة التوجيه المعنوي والسياسي, في وزارتي الدفاع والداخلية, تنظم معاني الكلمات في الأغنية الوطنية, فتصبح كل أهزوجة أو أغنية ذات رسالة سامية, تلتقي في نتائجها مع الثقافة الوطنية. فيما نذكر أن الأردن ليس طارئا كي يبدأ تاريخه الآن بالتفاخر, بتين هذه المدينة وعنب تلك, أو قوة هذا الجهاز ووطنية ذاك, لأننا أصحاب تاريخ ناصع, عمدته سواعد الأردنيين بالعرق والدماء, منذ الثورة العربية الكبرى, التي مثلت نموذجا عربيا قل نظيره في وقته, بقيادة الأسرة الهاشمية, مبعث اعتزازنا ونبراس طريقنا, فأين هذه الثورة من أغانينا المحفورة في التاريخ؟. وأين تضحياتنا ووقفاتنا في القضايا العربية, وأولها فلسطين, التي استشهد على أرضها خيرة أبنائنا منذ ثورة 1929م وحتى الكرامة في 1968م مرورا بما قبلها. إنه التاريخ الذي له حق على ثقافتنا أن توليه اهتمامه الذي يستحق في أغانينا وأهازيجنا وصالوناتنا الثقافية وندواتنا, لا أن تكون أغاني وأهازيج المجاملات, قائمة على حق تاريخنا تجنيا وانتقاصا, بإيلاء بعض قصاصات المؤلفين عليه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :