facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




طاعون الإرهاب بين الحقائق والأرقام


د. عادل محمد القطاونة
02-01-2017 11:54 AM

من 3000 قتيل في العام 2000 الى ما يقارب 30000 قتيل في العام 2015، ومن إرهاب مبتور الى إرهاب مأجور، ومن إرهاب وضيع الى إرهاب رفيع، ومن ابداع إرهابي الى آخر تكفيري، وبين جملة من الأفكار الموجودة والمطروحة، وبين ثنايا العمليات الإرهابية يتساءل الكثيرون عن حقيقة الفكر الإرهابي الذي بات التفكير الاكثر تعقيداً، الأكثر تهديداً، الأكثر اختراقاً في نسيج الدول المختلفة، وهل بات طاعون الإرهاب من أكثر الامراض فتكاً في البشرية! 

وفقا لتقرير دولي صدر عام 2014 فقد حصد الإرهاب نحو 32700 شخصا في جميع أنحاء العالم، وهو ضعف عدد ضحايا الإرهاب في عام 2013 الذي تجاوز ال65000 شخصا! وقد اشار التقرير الدولي الى إن معظم ضحايا الإرهاب هم من سكان دول الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث تشكل أعداد الضحايا في كل من العراق وسوريا ونيجيريا وباكستان وأفغانستان ثلاثة أرباع مجموع ضحايا الإرهاب في العالم. وكان العراق البلد الأكثر تضررا، حيث قُتل 9929 شخصا جراء عمليات إرهابية، ويعاني العراق أعلى عدد من الهجمات وأكبر عدد من القتلى جراء عمليات إرهابية يسجل في اي دولة على الإطلاق حسب الدراسة. 

بالعودة في الزمن وتحديداً العام 2001 وأكثر تحديداً الى ليلة يوم الثلاثاء الموافق 20 سبتمبر 2001 بعد احداث 11 سبتمبر من العام نفسه والتي ادت الى سقوط 2973 شخصا في الولايات المتحدة الامريكية حيث انطلقت الحملة على الإرهاب حيث خاطب الرئيس الامريكي الأسبق جورج بوش اعضاء الكونغرس الامريكي قائلاً: 
"حربنا على الإرهاب تبدأ بالقاعدة، لكنها لا تنتهي عندها" معلناً بدء الحملة الدولية على الإرهاب في العالم، واليوم وبعد 16 عاماً من بدء الحملة الدولية ضد الإرهاب ومع بداية العام 2017 يتساءل البعض، هل اصبح العالم أكثر أمناٌ؟ هل حقق التحالف الدولي ضد الإرهاب اهدافه؟ 


تشير الارقام والإحصائيات التي نشرها مؤشر الإرهاب الدولي الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، إلى ارتفاع عدد قتلى العمليات الإرهابية بتسعة أضعاف منذ بداية القرن الحالي. ففي الوقت الذي حصد فيه الإرهاب أرواح 3329 شخصا سنة 2000، ارتفع هذا الرقم عام 2014 إلى 32685، في أعلى مستوى له منذ 15 سنة. وعرف عدد العمليات الإرهابية بدوره ارتفاعاً صارخاً، ففي الوقت الذي لم يتجاوز عددها عتبة 2000 هجمة مع بداية 2000، اقترب من حاجز ال14000 هجمة في سنة 2014. 

بلغ عدد ضحايا الإرهاب العام 2015 نحو 29 ألفا و376 شخصا، أي أقل بثلاثة آلاف و338 عن عدد الضحايا في 2014 وحتى اللحظة لم تصدر التقارير الرسمية عن عدد الاشخاص الذي ذهبوا ضحية للعمليات الإرهابية للعام 2016 والتي كان آخرها في مدينة اسطنبول التي ذهب ضحيتها 39 مدنياً، وبغداد التي تسبب اخر انفجار في اخر يوم من العام 2016 بسقوط أكثر من 30 مدنيا، وقبلها بأسابيع كان الإرهاب يضرب كلاُ من الاردن والمانيا وبأساليب وتقنيات مختلفة!! 

لقد ايقن العالم الآن وأكثر من أي وقت مضى ان الإرهاب بات أكثر خطراً من أي وقت مضى، وان العالم اصبح أقل أمناً، فالإرهاب وصل المسجد والكنيسة، المطعم والفندق، الشارع والممر، الطائرات والقطارات، المحلات والمولات، المقاهي والملاهي وأن جميع الوسائل القانونية وغير القانونية، الدولية المعلنة وغير المعلنة عجزت في كبح جماح الجماعات الإرهابية، وان المعلومات الاستخباراتية لم تستطع في كثير من المرات من تدارك الخطر قبل وقوعه! 

أخيراً وليس آخراً بات على حكومات الدول المختلفة دراسة أنظمتها المعلوماتية والاستخباراتية بشكل أكثر دقة، وبشكل أكثر حرفية، واستشعار الخطر قبل وقوعه، كما بات العالم بحاجة أكثر الى زيادة التواصل المعلوماتي وربط الاحداث في ما بينها فالإرهاب ليس وليد الصدفة فهو ذو نزعة دينية تارة وذو نزعة سياسية تارة اخرى، او كهدف إيديولوجي في مرات عديدة، وبات الإرهاب يتنقل من منطقة لأخرى كانتشار السرطان في الجسم، 

من هنا فان حكومات محترفة تدير العمل بحنكة وتحكم قبضتها على الامن السياسي والاجتماعي، المعيشي والوظيفي، الاقتصادي والفكري، الثقافي والسكني عبر قرارات جريئة متزنة ترى في المواطن الشريك الاستراتيجي في المعلومات، ترى في المواطن القاعدة الأقوى في الوطن، وعبر وضع الرجل المناسب في المكان المناسب والتخلص من المجاملات والمزايدات، ومن خلال اعادة التأهيل والتدريب ورفع المستوى الفكري والذهني لأفراد الأمن والمخابرات، عندها يمكن للدول اعادة نشر الاوراق بينها وبين الإرهاب عبر فرض الورقة الاقوى ليصبح العالم أكثر أمناً.





  • 1 محمود الزعبي 02-01-2017 | 12:51 PM

    مقالة أكثر من رائعة

  • 2 احمد الخوالدة 02-01-2017 | 01:04 PM

    الاستاذ الدكتور عادل محمد القطاونة
    مقالة واقعية تحاكي الواقع المؤلم في عدم القدرة على السيطرة على الارهاب الذي فتك في العالم كل الشكر لهذه المحاكاة

  • 3 مريم خليل 03-01-2017 | 11:34 AM

    مقالة رائعة لكنها مأساويه جدا بالنسبه لتحول الأرقام و 2016 ربنا تكون اضعاف هذا الرقم في المقال..... شكرا لك دكتور


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :