منذ بدء الخليقة وهب الله سبحانه وتعالى الثدييات على اختلاف أنواعها نعمة إرضاع مواليدها لتتغذى وتنمو هذا ويعتبر حليب الأم غداءاً كاملاً فيه جميع العناصر الغذائية فلا يحتاج الوليد معه شيئا آخر.

ومع تقدم التكنولوجيا وانشغال الأمهات بالعمل فترات طولية بعيدا عن أطفالهن ظهرت الحاجة لوجود بدائل لحليب الأم لتغذية الرضع وقد وجد أن الحليب ألبقري غني جدا بالعناصر الأساسية ولكن يحتاج إلى بعض الإضافات أو التعديلات حتى يصبح مناسبا أكثر للمواليد الجدد وبذلك يتم إنتاج أنواع عديدة وتراكيب مختلفة لحليب الرضع كبدائل عن حليب الأم .

وقد هزت خلال الأسابيع القليلة الماضية الأوساط العالمية كافة , فضيحة الحليب الصيني الملوث بالميلامين والمستخدم لحليب الرضع , حيث توصلت الفحوصات المخبرية إلى وجود نسب عالية من مادة الميلامين السامة في محتواه مما ينتج عنه حالات مرضية مختلفة لأطفال صينيين يقدر عددهم بالآلاف توفي منهم 4 أطفال حتى الآن .

وغالبا ما ينتج عن هذه المادة تشكل حصى داخل الكلى والمسالك البولية قد تؤدي إلى حدوث فشل كلوي حاد ومن ثم الوفاة .

و أدى ذلك إلى سحب جميع المنتوجات الصينية التي يدخل فيها الحليب مثل السكاكر والحلويات والأيس كريم والألبان ومواد التجميل من جميع أسواق العالم .

ومن المستهجن أن يصل الجشع في نفوس القائمين على تصنيع هذه المواد إلى الاستمرار بإضافة مادة الميلامين بهدف الحصول على نسب أعلى من البروتين خلال فحص الحليب قبل شرائه للحصول على مرابح أكثر , وهم يعلمون أن مادة الميلامين مادة عالية السمية تستخدم كمبيد حشري زراعي في الصين حيث يشتق منها مادة السيرومازين القاتلة .

وقد شكك عدد من العلماء الصينيين على أن هذه المادة قد تمتصها النباتات في صورة ميلامين وبالتالي توجد في سلستنا الغذائية وليس فقط في منتجات الألبان والحليب , ومن المؤلم أن من آلاف الأطفال الصينيين الذين أصيبوا بالحصوات في الكلى هناك 80% تقل أعمارهم عن سنتين ممن كانوا يعتمدون بشكل كامل على الحليب الملوث .

وقد أشار الأطباء الذين قاموا بمعالجة الأطفال إلى سهولة إزالة الحصوات ولكن ما يثير القلق هو إلحاق أضرار بالكلى أو أن يصاب الشخص بفشل كلوي حيث تبدأ مادة الميلامين في التبلور وسد أنابيب الكلى الصغيرة التي تنقي الدم .

هذا ويوجد نسب محددة للملامين في الغذاء بحيث لا يتجاوز ملليغراما واحدا في الكيلوغرام خاصة في غذاء الأطفال والأمهات المرضعات والحوامل . أردت طرح موضوع حليب الرضع الملوث لأهميته حتى وان كان والحمد لله لا يوجد حليب صيني في الأسواق المحلية هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أدعو جميع الأشخاص القائمين على تصنيع المنتجات الغذائية واخص بالذات أطعمة وحليب الأطفال إبقاء ضمائرهم يقظة وحية فأرواحنا وأرواح فلذات قلوبنا بأيديهم نتمنى عليهم الحفاظ عليها دائما وللجميع دائما الصحة التامة بعون الله .