facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الإصلاحُ الإملائيُّ .. واجبٌ


د. عودة الله منيع القيسي
16-01-2017 03:43 PM

- قال الشاعر الكبير- عنترةُ ابنُ شدادٍ- العبسيُّ:
- ( هل غادرَ الشعراءُ من مُتَرَدَّمِ- أم هل عرفتَ الدارَ، بعدَ توَهُّمِ)
.. ومع أنه شاعرٌ كبيرٌ- فقد أخطأ؛ إذْ رأى أن الشعراء لم يتركوا شيئاً لم يقولوه في – الأطلال، بل الصواب بقيِ كثير، كثير.

لأن الحياة وَلود، ولأن الحياة متجددة، تأتي كلَّ يوم بجديد.وللأسف .. فقد اتبع أكثرُ الناس قولَ عنترةَ؛ فقد ظنوا أنه لم يترك الأوّلُ للآخِر شيئاً. مع أن الأول ترك للآخِر أشياءَ وأشياءَ، فليس من عصرٍ إلا وفيه جديد، إلا إذا عَقُمتْ الحياة، وماتَ الفكر، ونَضَبَ مَعين الوجدان. ومن الأشياء التي ترك فيها الأول للآخر شيئاً.. الإملاءُ..
= إذْ- معلوم أن الإملاء.. بدأ حروفاً غير منقوطة، ثم- لكي تصحّ قراءة الناس للقرآن- كان شكلٌ لأواخر كلمات القرآن الكريم. ثم .. كان نَقْطٌ للحروف حتى يُماز بين – الباء- والتاء- والثاء- مثلاً- وغيرهنّ.ومع هذا.. فقد بقيت كتابةُ بعض المواضع ناقصةً، وقد أخذها الخالف عن السالف، ولم يُطْرئ الخالف عليها تغييراً، ولم يُصْلح مافيها من خطأ؛ لأن الانحطاط داهم الحضارة العربية الإسلامية، بعد القرن الهجري الخامس.. فلم يَعُدْ عند الناس قُدْرة على التجديد أو الإبداء أو إصلاح الخطأ، بل قبلوا مافي التاريخ والأخبار والأحاديث الشريفة، وفيما كُتب من سيرةالرسول( ) المعصوم – من أخطاء وأكاذيب، ولايزالون يقبلونَها إلى يوم الناس هذا..على أنه أخبار صادقة!!- وكلّ ذالك يجب أن ىيجري عليه الإصلاح.
ومن هاذه الأخطاء في الإملاء ما يلي::
1- كتابة (عَمْرٍ) بواوٍ – في آخرها، أقول عندما لم يكن شكلٌ للحروف كان الذي تَفَطَّن إلى إضافة (واوٍ) إلى آخر- عَمْرٍ- للتفريق بينها وبين – عُمَرَ- عبقريّ، ولاكن، بعد اختراع- الشكل – أضحى بقاء الواوِ يدل على جمود فكر، واستسلام لكل ماتركه الأسلاف، فانطبق عليهم قولُ الله تعالى: ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭼ (البقرة- 170) – فبعْدَ وجود الشكل يكفي أن يوضع على حرف العين في- عَمْر- فتحةٌ، وعلى حرف العين في – عُمَر- ضمّةٌ ,ليحصل التفريق. خاصة أن الحركة- أخصر- من الحرف. وطبيعة الحياة تميل إلى الأيسر، مع الوفاء بالمطلوب.
2- (ابن)- فقد جعل القدامى لها أربع قواعد- تُكتب بلا ألف (بْنُ) – إذا وقعت بين علمين- وبلا ألف- إذا سبقها اسم موصوف- وتكتب – بألف- إذا أتت غير مسبوقة بإسم، وإذا جاءت في أوّل السطر! وهاذا.. صعّب إملاءها على المبتدئين، بل لحق شيء من هاذه الصعوبة المتخصصين باللغة العربية الفصحى: لابُدّ من أن يذاكروا قواعدها بين آنً وآخرَ، حتى لايخطئوا.. ثم.. سبّبَ ذالك إرباكاً آخرَ، وهو أن أهل المغرب كلهم ينطقون (ابْنَ) – (بِنْ)- باءٌ ونونٌ- فقط.- وإنما ويُخرج الناسَ من هاذين الإشكالين، ويسهّل كتابتها أن تكتب – دائماً- وفي أولها- ألف- (ابن)- كما تكتب- الألف – دائماً- في أوّل كلمة(القمر) وأخواتها، وهي لاتنطق في دَرْج الكلام، وكتابتها أعني- ابن- بأوّلها ألف تتماشى مع إصلاح قواعد الإملاء، ولاتُخِلُّ بمعنىً، فسواء- أُعْرِبَ- ما بعدها على أنه صفة أو بدل( )- فذالك يدلّ عليه معنى السياق، وليس صورة كتابتها.
- أسماء الإشارة، مثل: (هاذا- هاذه-هاؤلاء- أولائك.. الخ) – حُذِفَتْ منها الألف في العصور الغابرة، لأن الكتابة كانت يدويّة بطيئة، ولأن الورق والحبر كانا شحيحين. فكانوا يتخلصون من مثل هاذه الألف، في مثل هاذه الكلمات المحدودة، لأنه يمكن قراءتها، من دون ألف، مع التعوّد. فاطّرحوا الألف.. اختصاراً للجهد والوقت، وتوفيراً للورق والحبر. أمّا اليوم والمطابع تخرج الواحدة منها عشرات الآلاف من النُّسَخِ في اليوم الواحد، والورق والحبر.. أصبحا متوفرين- فقد زال سبب حذف الألف، فيجب- إذن – إعادتُها- كما وجب حذْف- الواو- من عَمرٍ.
3- ومثل- الألف- وهاذه الأسماء الإشارية.. كلمة (لاكن) إذْ يجب إعادة الألف إليها، فقد حذفت الألف من (لاكن) لنفس السبب، ويجدر أن تعود إليها، لنفس السبب الآخر.
4- ومثل كل ما سبق : - إلاهيّ- إلاهة - إلاه . أما كلمة الجلالة – الله- فلا يغير في حروفها شيء , لأنها تمثّل – الوحدانية- فهي واحدة , في لفظها وفي صورة حروفها وفي معناها. وهي –بعدُ- وردت في الكتاب العزيز هاكذا كما وردت كلمة –الرحمن- من دون ألف, و- بسم- من دون ألف, في قوله تعالى ( بسم الله الرحمن الرحيم)
• ونحن بهاذا نتمثل القول الشهور: [ إنّ الله يُحبُّ إذا عمِلَ أحدُكم عملاً .. أن يُتقنَهُ].

• وقول المتنبي العظيم:
• ( ولم أرَ في عيوبِ الناسِ عيباً----------كنقصِ القادرينَ على التمام ِ )
• تساؤل: قد يقال : وكيف نغير ما ترادفت عليه العصور من القرن الثالث الهجري , حتى اليوم؟ والجواب : أن الحق قديم , والأخذ بالحق خير من التمادي في الباطل – كما قال أمير المؤمنين – عُمر ابن الخطاب – رضي الله عنه. وأقول: إن الخطأ يجب أن يُعدَل عنه , وإن القصور يجب أن يُتلافى.و إلا .. كان لا يجوز أن نكشف الكذب القديم في هاذه الأحاديث الأربعة التي نعالجها في هاذه الدراسة, ونبيّن كذبها. ومثلُها عشرات الآلاف من الأحاديث الأخرى التي يجب أن ينهض بمهمة كشف خطئها, وإخراجها من واقع العلم والاستعمال رجال مخلصون لدينهم وقومهم .فنهوض أيُّ أمة يجب أن يقوم على مراجعة ماضيها,لإبقاء الصالح فيه, وإبطال كل الكذب, وما لا يصلح للاستمرار في الحياة , لأنه يعوق جهود الإصلاح, ويجعلها تتعثّر.

• ثم.. في عشرينيات القرن العشرين, عندما تولّى –أتاتورك-الحكم في –تركية- وكان الأتراك يكتبون لغتهم بالحروف العربية.. قرّر أن يُستعمل في اللغة التركية بدَلَ الحرف ِالعربي- الحرف َالإنجليزي.. وقد استطاع الأتراك أن ينقلوا كل تراثهم , خلال عقود من الحروف العربية - إلى الحروف الإنجليزية . وأنا لا أدعو إلى تغيير الحروف العربية-معاذَ اللهِ-! وإنما أدعو إلى إصلاح كتابة بعض الكامات العربية, بإعادة الحروف العربية التي فقدتها هاذه الكلمات, لظروف ذكرتها, آنفاً, وقد زالت تماماً هاذه الظروف . وفي حالة إعادة هاذه الحروف تصبح الكتابة والقراءة –أقرب إلى الصواب. والله المستعان.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :