facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاعتقال الاصعب و الاعتقال الحميد


د.عبدالفتاح طوقان
17-01-2017 04:39 PM

“نيابة محكمة أمن الدولة الاردنية قررت توقيف عدد من المخالفين للقانون .. و تناقلت صفحات التواصل الاجتماعي الخبر وخلعت عليهم لقب “ناشطيين سياسيين “ و التي اصبحت صفة من لا صفة له. كل من كتب كلمة على الفيس بوك اصبح ناشطا سياسيا ، و كل من اعترض بسطر اصبح ناشطا سياسيا و كل من فتح فمه اصبح ناشطا سياسيا و كل من ظهر على شاشة فضائية وهو في سوق خضار اصبح ناشطا سياسيا و غيرها من التقليعات .

و حيث ان الاعلام غائب وغير شفاف و دور وزارة الثقافة الاردنية في خانة ترضية من لا وزارة له ، فقد قام العديد من المغيبين اعلاميا بنشر بيانات الشجب و الاستنكار دون معرفة الحقائق ، و اكتفى رئيس الحكومة الاردنية بالرد على استفسار من رئيس مجلس النواب حول اسباب الاعتقال بالرد :” الموضوع في يد القضاء”.

و الادهى عندما سئل احد الوزراء في الحكومة نفسها اجاب :” من هم هؤلاء الرجال “ و هذا يعني ان بعض اعضاء الحكومة غائبين عن السياسة اصلا و الاحداث اليومية فكيف بالمواطن العادي .

و تلقى الجميع معلومات خاطئة و من مصادر غير صحيحة ، فبادروا باصدار بيانات أعربوا فيها عن رفضهم وشجبهم لاعتقال لواء مخابرات متقاعد و رفاقه بمن فيهم احد النواب السابقين ، معتبرين أن الاعتقال رسالة إلى كل المتقاعدين العسكريين والناشطين الوطنيين تحد من حرية تعبيرهم.

و طبعا هذا ليس صحيحا لان ما بني على خطأ هو خطأ .. فلو كانت القضية قضية راي عام و انتقاد بناء من اعماق المجتمع و قلبه لكان الحال الدفاع عن الحريات و رفض الاعتقال الاصعب لتقييد الحريات و تكميم الافواه ، اما و ان الحالة ليست كذلك فأن الاعتقال دليل قوي على الدور الامني و الاجراءات الوقائية التي تقوم بها دائرة المخابرات لحماية الوطن و الدفاع عن امنه و شرعية الحياة السياسية النظيفة الخالية من الشوائب.

و اقصد اولا أن الحريات كفلها الدستور بصراحة و الملك يحميها و يطالب بسقف اعلى لتمكين الرأي الوطني الحر المستقل غير الموجه عن بعد ، و البعيد عن الاجندات الخارجية الملوثة ، و يشدد على عدم المساس بمن يكتب و ينتقد لاجل بناء الوطن لا هدمه بمعول الافساد للحياة السياسية ، و يتدخل الملك احيانا ضد رغبات و توجيهات روؤساء حكومات مطالبة باعتقال كاتب، او منتقد ، او صاحب رآي ، على الرغم ان بعض الحكومات تحد من الحريات دفاعا عن مصلحة الحكومة ذاتها في مواقف ذاتية لا علاقة لها بالقصر الملكي.

ما حدث من افعال و ردود افعال من اللواء المتقاعد و الدكتور محمد العتوم و رفاقه مرجعيتها الى غياب وزارة الثقافة ، و عدم وجود مناهج دراسية لتوعية الطلاب ان الاردن مملكة هاشمية لا ساحة جهوية شيعية او دولة اشتراكية او شيوعية ، و تعود الى حالة التيه السياسي و الانغماس في سراب السفارات و اجهزتها من بعض المعتقلين.

و لقد حصل بعضهم على الدكتوراه من دول عالم ثالث في التقريب بين المذاهب ، في الوقت كانت قد تجرأت في طرح المذهب الشيعي على أرضها بعد انتصار الثورة الخمينية في 1979، وما عكسته كثورة تم تصديرها لتتلقفها الحركة في دول انذاك ، ومهّدت وجود الشيعة و التشيع العلني في نهاية الثمانينيات على ارضها.

لقد كان ضابط المخابرات حينها تحت تأثير سحابة علماء السلطان علn ما يبدو ، مركزا على الاحاديث التي يؤمن بها الشيعة ، و بلا شك اهتم بقراءة و عرج على كتاب الكافي الذي يعتبر من اهم اربع مراجع في كتب الشيعة ، و يشتهر في أوساط الشيعة الإثنى عشريَّة بلقب ثقة الإسلام الكليني للشيخ محمد بن يعقوب الكليني (ت. 329 هـ). و منذ ان خرج الى التقاعد وهو مهتم بالنقد السلبي ، و محاولات الاتصال بشخصيات اعتبارية لكسب ودها و خلق تيار قوي ( في نظره هو للامور مستغلا عضويته في مؤسسة المتقاعدين العسكريين ) لرفع سقف النقد باحتراف الادعاء غير الصحيح ، و التركيز على سلبيات و تضخيمها و تفخيهما و تسويقها بين المتقاعدين العسكريين و غيرهم ، و اصبح يدور في شلة من المناكفين لهم علاقة مع سفير و بعض منهم زاروا ايران و سوريا بدون لواء المخابرات ، و لكن اعين المخابرات الاردنية و فرسانها اذانهم لم تكن غافلة ، و تستحق الثناء على ما قامت به من جهد لمحاربة دس الفتن والمؤامرات السياسية التي تروج لها دولا لخدمة مصالحها السياسية والاستراتيجية علي حساب الاردن و ترابه.

المتقاعدون العسكريون هم الاكثر حرصا علي الوطن و الحريات و هم الاكثر استبسالا في الذود عن ترابه و حمايته من الاجندات الخارجية ، و قضية الاعتقال التي حدثت لرجل المخابرات و شله معه او هو معها ، لا فرق ، هي ليست اعتقال سياسيا او قضية حريات كما يظن البعض و لا تشكل العقدة الأصعب في المعالجة القانونية ، بل هي قضية “ اعتقال حميد” لحركة تبدو انها شبه تخابرية في بعض من اجزائها و في اخرى تحريضية ضد الوطن ، تحتاج الي منشار بتر تحت مظلة القانون لكل من يتلاعب بمقدارت و مشاعر الوطن ، بحق او بغير حق ، ويعتدي على استقلاله الفكري لدس الفتن و اثارة البلبة.

الاعتقال الاصعب عندما يكون الاعتقال لصاحب رآي او قلم حر تحاول الحكومة ان تكسره و تمنعه ، و ليس في مثل تلك الحالة الحميدة التي تحمي المخابرات و القضاء معا الوطن من التشقق و الانقسام.

الحكومة الاردنية مطالبة باعادة برمجة اعلامها و ثقافتها و بث معلومات بشفافية للاحداث و مكاشفة توعوية حتي يقف المواطن معها ،و تزيل الغشاوه عن اعين ممن يدعون انهم نشطاء سياسيين و ممن زيفت لهم الحقائق فغردوا خارج السرب ، و لمن يمتهنون اللعب ضد الوطن ، و في نفس الوقت على وزارة الخارجية الاردنية تفعيل القانون الدبلوماسي كأحد مجالات القانون الدولي التي تتحكم في عمل البعثات الدبلوماسية بحيث لا تتدخل اي من الدول في الشآن الداخلي الاردني .

حلوة يا بلدي ،،حماك الله و حمي فرسان حقك.

aftoukan@hotmail.com.





  • 1 ابو سويلم 17-01-2017 | 05:31 PM

    سلمت يا دكتور والله انك نشمي وهلا لما اتعب واقول هلا بيك


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :