تعرضت في تونس خلال مشاركتي الأخيرة وحتى خلال مشاركاتي المتعددة في الندوات والمؤتمرات التي كنت أدعى إليها في تونس الحبيبة .. تعرضت للكثير من التلميحات والتصريحات من بعض المثقفين والكتاب التونسيين ، والتي مفادها أن الفلسطينيين باعوا أرضهم لليهود وأن اليهود في تونس توجهوا إلى أراض مباعة ومسجلة بأسمائهم بعد قيام الفلسطينيين ببيعها !!

 وكنت في معظم الأحيان أنتصر بالشرح التاريخي والسياسي ، الذي ينقلب بالآخرين إلى الاصطفاف إلى جانبي وموافقتي بأن الدول العربية التي قامت بطرد اليهود من أراضيها بكامل إرادة غبائها وغفلة حكمها هي التي باعت فلسطين ، وضخت يهودها في فلسطين ليحلوا بدل أهلها ، وارتاحت من اليهود ومن فلسطين !!!

 أرسل لي اليوم صديق وكاتب تونسي وثيقة فظيعة تثبت أن بن علي ( الذي سمي بالديكتاتور المنزوع والهارب ) وصرخت الجزيرة : بن علي هرب ... واستمرت في بث التثوير التوراتي : بن علي هرب، بأن هذا الهارب قد رفض رفضاً قاطعاً عام 2006 تزويد تل أبيب بقائمة اليهود التونسيين في تونس لطلب تهجيرهم إلى فلسطين مقابل عدم التدخل أو الاعتراض على قضية التعويضات الكبرى التي اتفق بن علي وبوتفليقة والقذافي عام 2009 على مطالبة فرنسا بها نتيجة التفجيرات النووية التي قامت بها فرنسا في الصحراء الكبرى وقتلت عشرات الآلاف من شعب المغرب العربي .. وخلفت فطر النووي إلى الأبد وبناءً عليها دخلت فرنسا النادي النووي !!

وتقول الوثيقة أن بن علي لم يرد على خطاب تل أبيب، وطلب من وزير خارجية تونس بأن يرد بكتاب شديد اللهجة، وكان الرد من وزير الخارجية كمال مرجان بأن يهود تونس هم (توانسة) ولا يرغبون بالهجرة إلى أرض محتلة ومسلوبة وهي حق للفلسطينيين العرب وليست لليهود !!! وألا يمكن العمل لإحلالهم في أرض فلسطين !!

 

مصيبة العرب انهم لم يطلعوا على أسرار هذا المسمى بن على مثلا ا!! فهل دفعت تونس ثمن مواقفها العربية والقومية والمتضامنة مع شعب فلسطين وثورته ؟؟ وهل دفع بن علي ثمن موافقته مع القذافي على مطالبة فرنسا بتعويضات هائلة للمغرب العربي عن التفجيرات النووية ؟؟ واين ذهب ملف ليبيا المطالب فرنسا بالتعويضات البالغ 777 مليار فرنك؟ خاصة حينما أجابه ساركوزي: هل تريد لفرنسا أن تباع تحت طائلة مطالبات تعويضاتك ؟؟ فقال له القذافي نعم حتى ولو بيعت فرنسا . !!!