facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مأساة أطفال الموصل النازحين تحتاج يقظة ضمير إنساني


سارة طالب السهيل
19-01-2017 08:12 PM

يعيش اطفال نازحون من الموصل سواء منذ دخول تنظيم داعش إلى أراضيهم او حتى خلال تطهيرها في الحرب الجارية لتحرير الموصل حاليا، مأساة انسانية لم تكن متوقعة على هذا النحو من القسوة .
 فمن هؤلاء الاطفال من سكن مع ذويهم في المخيمات، ومنهم من سكن في خرابات قديمة، والبعض الثالث سكن بنايات قيد الانشاء، ومنهم من يقطن المدارس، والبعض الاخر يفترش أماكن العبادة من مساجد او حسينيات أو كنائس.


فغياب المأوى الآمن لهؤلاء الاطفال ينمي بداخلهم مشاعر الخوف واحساس الطريد، خاصة في ظل النقص الحاد في أعداد الخيم المجهزة ونقص الاغطية والفرش في فصل الشتاء القارس، بجانب النقص في المواد الغذائية والطبية رغم المحاولات والجهود المبذولة من قبل المحافظات والأقاليم التي استقبلتهم بطيب وقدمت لهم من المعونات ما تستطيع تقديمه نظرا للظروف القاسية التي تمر بها المنطقة برمتها من مشاكل اقتصادية وامنية رغم النيات الطيبة.

هؤلاء الاطفال يدفعون ثمن جرائم داعش مرتين، مرة حين احتلال الدواعش لأرضهم، ومرة ثانية عند تحريرها من قبضة الدواعش الارهابيين. والطامة الكبرى ان عمليات نزوح الاطفال قد تزامنت مع بداية فصل الشتاء، ووجود المخيمات في مناطق صحراوية تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، في الوقت الذي تغيب فيه وسائل التدفئة للصغار من مشتقات نفطية وغيرها.

ولعل ازدحام المخيم الواحد بأكثر من اسرة بسبب قلة الخيام المجهزة جعل الاطفال يعيشون وكأنهم في سجن فلا تتوافر لهم مساحات للعب او حرية الحركة بسبب الزحام داخل المخيم الواحد.

ويتسبب هذا الزحام في انتشار الامراض المتوقعة والتي تصيب الاطفال أكثر من الكبار نتيجة نقص مناعتهم. وتشتد خطورة هذه القضية في ظل النقص الحاد او غياب كثير من الأدوية والعلاج اللازم.

نقص الغذاء
يعاني نازحو الموصل مع اطفالهم من ازمة نقص الغذاء، فالجهات الرسمية لم تكن تتوقع هذه الاعداد الغفيرة من النازحين، وما يتطلبه ذلك من توفير لاحتياجاتهم الغذائية، وتبلغ المأساة ذروتها في  خلو الكثير من هذه المخيمات من ألبان الاطفال الرضع مما يعرضهم للهلاك والموت.
 
تداعيات مهلكة
هذه الحالة اللاإنسانية التي يعيشها أطفال النزوح جعل العديد من المشكلات الامنية والاجتماعية والنفسية والتربوية التي يعيشونها حاليا ستتترك آثارا سلبية في تنشئتهم مستقبلا.
فنشأة هؤلاء الاطفال في ظل الحروب وتجرعهم مرارة الارهاب وشربهم كأس التهجير القسري، سيولد لديهم مشاعر عميقة من الالم والخوف والتوجس تؤثر سلبا على صحتهم النفسية وسلوكهم  في المستقبل بسبب قسوة التجارب الحياتية التي تعرضوا لها في مرحلة المهد.
وكثير من هؤلاء الاطفال قد فقدوا ذويهم، أو تركوا أهلهم او أصدقاءهم وجيرانهم، والبعض يعيش تجربة اليتم المؤلمة والفقر والجوع غياب الامن والسلام.

ولا شك ان هذه المأساة التي يعشها اطفال الموصل النازحون تتطلب يقظة ضمير المجتمع الانساني للإسراع في تمويل مواد الاغاثة لهؤلاء الصغار من طعام وشراب وادوية واغطية.

كما ان المؤسسات الدولية والعربية كاليونسكو ومنظمات المجتمع المدني العربي عليها واجب انساني يتمثل بسرعة حشد التبرعات السريعة لزيادة عدد المخيمات لهؤلاء النازحين وتوفير مستلزمات الحياة الامنة والكريمة فيها، وخاصة البان الاطفال.

 

وأوجه دعوة خاصة للفنانين والمثقفين العرب لأن يتبنوا حملات لجمع تبرعات توجه لأطفال الموصل النازحين تحميهم من قسوة البرد وتوفر لهم الطعام والكساء والدواء لحين عودتهم الى أرضهم سالمين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :