معاريف : حل فيدرالي أردني – فلسطيني20-01-2017 07:24 PM
عمون -جدعون ساعر -هل هذا اليوم – يوم دخول دونالد ترامب الى البيت الابيض – سيذكر بالفعل بانه يوم الانعطافة الدراماتيكية في السياسة الامريكية من النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني؟ الكثير جدا منوط باللقاء الذي سيعقد بين الرئيس الجديد ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في شباط. يعلق الكثيرون في اسرائيل آمالا كبيرة على عهد ترامب. ولكن السؤال الاساس هو هل حكومة اسرائيل ناضجة لفك الارتباط عن فكرة “الدولتين” بين البحر والنهر، ورد الفكرة الخطيرة المتعلقة بإقامة دولة فلسطينية في قلب البلاد . من اليمين الامريكي تنطلق منذ الان اصوات واضحة وهامة تدعو الى “اعادة النظر في المسار”. السفير الامريكي في الامم المتحدة سابقا جون بولتون، الذي يذكر كمرشح لمنصب نائب وزير الخارجية، نشر في الشهر الماضي مقالا حادا في “وول ستريت جورنال” وصف فيه حل الدولتين بانه “رؤيا الطريق المسدود”. ويصر بولتون على ان مثل هذه السياسة الخيالية، مع صفر امكانية وجود اقتصادي ستضر سواء اسرائيل أم الفلسطينيين، ويقترح فحص بدائل لنهج “الدولتين”. لقد اجتاز رئيس الوزراء نتنياهو ثماني سنوات اوباما، مجيدا بشكل عام في المناورة في الساحة السياسية، في ظروف غير سهلة. وفي ظل ذلك اضطرت اسرائيل الى اتخاذ خطوات صعبة من ناحيتها: خطاب بار ايلان في 2009، تجميد المستوطنات في 2010، تحرير مخربين في 2013 وغيره. كنت قريبا جدا من نتنياهو حين عاد الى الحكم في 2009. وعلى اساس المعرفة الشخصية ايضا، أشك جدا أن يكون سيعرب في حينه عن تأييده لفكرة “الدولتين” الذي قاتل ضدها على مدى معظم طريقه السياسي، لو كان في حينه رئيس آخر في البيت الابيض. ولكن حتى من يعتقد بان خطاب بار ايلان كان مبررا في حينه، بما في ذلك التحفظات التي اشترط فيها نتنياهو على حد نهجه، استعداده لتأييد اقامة دولة فلسطينية مجردة – ملزم بان يعترف بالتغييرات التي طرأت منذئذ. ثانيا، الاستراتيجية الفلسطينية في السنوات الاخيرة لخلق نزع شرعية عن اسرائيل في الساحة الدولية، في ظل محاولات عزلها، علمتنا ما يمكن أن نتوقعه من “الشريك الفلسطيني المعتدل”. كما أن السياسة المنهاجية في دفع المخصصات للمخربين وعائلاتهم من قبل السلطة وتعظيم الارهابيين تواصلت في “تعليم” الفلسطينيين على الكراهية والعداء بدلا من السلام. وفي نفس الوقت يمتنع ابو مازن قدر ما يستطيع عن مفاوضات مباشرة مع اسرائيل في ظل طرح شروط مسبقة مختلفة. كما أن جولة المحادثات السياسية في 2013 مع ادارة امريكية سعت بكل قوتها لتطبيق حل الدولتين فشلت. ان التجربة المتراكمة في عقدين تضمنت استعدادات لتنازلات اسرائيلية بعيدة الاثر من اجل السلام، وانتهت دوما بطريق مسدود وبإرهاب فلسطيني. وعلمتنا هذه التجربة بانه لا يوجد في الجانب الفلسطيني رغبة ولا قدرة على انهاء النزاع التاريخي بين الشعبين بحل وسط. ثالثا، الانقسام الفلسطيني بين غزة والضفة ثبت كظاهرة دائمة وليست عابرة. واضح أنه دون صلة بالتنازلات الاسرائيلية – لن يكون ممكنا بلورة اغلبية فلسطينية حول حل وسط تاريخي، والنزاع سيستمر من الارض التي تحت السيطرة الفلسطينية. في هذه الاثناء، في هذه الفترة، اضاف الفلسطينيون الى العمليات والصواريخ سلاحا جديدا: الانفاق. فقد خلقت تهديدا اضافيا على بلدات غلاف غزة. وانسحاب على اساس خطوط 67 سيجلب إنفاق ارهاب (لا حاجة لان تكون طويلة) ستصل الى داخل الاحياء اليهودية في القدس. رابعا، التغيير الشخصي في البيت الابيض (والاسناد في المجلسين التشريعين في واشنطن) كفيل بان يسمح لإسرائيل بمجال مناورة أوسع والتشكيك بالإجماع الدولي حول فكرة “الدولتين”. من حيث المضمون – فان المزيد فالمزيد من الاسرائيليين والفلسطينيين يفهمون بان هذا شعار عابث وغير عملي. فدولة فلسطينية صغيرة في المناطق لن تكون قابلة للحياة وغايتها الوحيدة ستكون استمرار الحرب ضد اسرائيل في مكانة سياسية متطورة. لن يكون للفلسطينيين مجال اقتصادي ومستقبل ولن يكون أمن للإسرائيليين. اما طرد اكراهي كبير لمواطنين اسرائيليين من منازلهم فهو غير انساني وغير عملي. لن يحقق السلام مع الفلسطينيين ولكن من شأنه أن يخلق تهديدا حقيقيا بحرب اهلية بين الاسرائيليين.
شيء واحد واضح: يجب طرح بديل على الفكرة التي تبدو ظاهرا بان لا بديل لها. إذا ما أبقينا فكرة الدولة الفلسطينية بصفتها “المباراة الوحيدة في المدينة” – فإننا لن نخسر فقط اللحظة المناسبة، بل سنضمن في نهاية المطاف استمرار الضغط السياسي الدائم على اسرائيل كي تواصل العمل بخلاف مصالحها. لنتنياهو استحقاقات في منع التدهور في صيغة اوسلو. وفي شباط القريب القادم لديه فرصة للقيام بعمل تاريخي وانقاذ اسرائيل من الشرك. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة