facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إنهم يقتلون الأطفال


فايز الفايز
22-01-2017 01:08 AM

ليست فواجع أومصائب عائلية فحسب،إنها كارثة وطنية كان من الأوجب والأحق التوقف عن كل عمل والإنشغال بها، كان على مجلسي الوزراء والنواب أن يؤجلا مناقشة الموازنة الشهيرة وعقد جلسة خاصة لمناقشة مقتل أم وطفلاتها الثلاث على يدّ والدهن، مع الأخذ بعين الإعتبار إن الكثيرين يرون ما أقوله ضرباً من الهرّاء، فالجرائم تحدث دائما، والناس تنسى بعد يوم أو يومين، فلما كل هذا الحزن، ولكن هذه الجريمة لن تكون الأخيرة، لننتظر سنرى واحدة أخرى عما قريب، فقد اعتاد الناس عليها وكأنها حوادث دهس قطط أو كلاب ضالة على جوانب طريق صحراوي، ولكنها كارثة وطنية يا جماعة.

جريمة الرمثا ليست الأولى، بل هي الثانية في إسبوع، ففي يوم الجمعة قبل الماضية أقدم أحدهم على قتل طفلته ذات الستة أعوام قبل أن ينتحر في شرق عمان، ومساء ذات الجمعة قام آخر بقتل شقيقته في وسط الشارع بعمان، وقبل نحو من شهر أقدم رجل على قتل أفراد عائلته، الزوجة وابنته العروس وابنه الأكبر، ثم قضى نتيجة جلطة دماغية في المعتقل، وقبل ذلك وقعت العديد من هذه الجرائم العائلية المتعددة، تحت مبررات سخيفة وحقيرة، فإما تحت الضغط النفسي أو ما يدعونه بالشرف أو الخلافات المالية أو نقص الرجولة، ولكن يبدو جليا أن الأمر أخطر من ذلك، فالنزوع الى ارتكاب مثل هذه الجرائم يعطينا مؤشرا خطيرا نحو المتغيرات السلبية في مجتمعنا الأردني.

كيف لدولة أن تصمت على مثل هذه الجرائم المعلنة، فيما هناك جرائم الإعتداء على أموال الناس والضرب والتهديد والإغتصاب والإكراه تحدث يوميا ولا أحد يعرف عنها سوى الشرطة والمحاكم، وليس من الحكمة أن يقول لك أحدهم إن عدد سكان الأردن زاد بنسبة تضخمية، فما دخل الزيادة السكانية بجرائم الأسرة، ما دخل ارتفاع الضرائب بقتل مجرم متوحش لأطفال صغار لا ذنب لهم، ما دخل إقرار مجلس النواب لموازنة 2017 بشكل مجحف،بقتل أخ لأخيه الخميس الماضي لعدم إعطائه عشرين دينارا، ألا ترون أن هناك وحشا بدأ يستيقظ في مجتمعنا تحت نظر وسمع كل أركان الدولة من حكومة ومؤسسات أكاديمية وصحية وبحثية وأجهزة أمنية وشعب لاه وإعلام منشغل بالمناسبات والعزائم.

حتى الكلاب المسعورة لم تنهش بهذا العدد من الأطفال والنساء، فيما مجتمعنا بات يستمرء سماع الروايات عن تعذيب وقتل الأطفال، و قذف المواليد السفاح على قوارع الطرق، وتخلي آباء عن الأبناء للزواج بأخريات ليستمر تناسل المشاكل والمآسي من جديد، والكل منا صامت، نحوقل في أقصى جهودنا للتعليق على ما يحدث، بينما المجتمع بات يتوحش شيئا فشيئا، في البيت و الشارع والمدرسة والجامعة، حتى وصلت الصراعات الى مجالس النواب دون سبب حقيقي ووجيه، فلا خلافات سياسية ولا صراعات وطنية حقيقية، حتى بات الوطن في «هوشة».

إن من مؤثرات إستسهال وقوع مثل هذه الجرائم، واللا مبلاة التي عصفت بنا، هي مشاهد القتل الجماعي في بلاد الصراعات الحربية عبر بلاد العرب،والتي تبثها القنوات الإخبارية بلا تنبيه يحذر من تضمينها لمشاهد تشمئز منها النفوس السليمة، فيما الإنترنت بات فضاءا مفتوحا وسهلا تتدفق عبره أفلام الرعب والدماء وأفلام الخيال غير الواقعي عن ما يسمى بمصاصي الدماء والأموات الأحياء، وكذلك برامج المصارعة الأمريكية التمثيلية، حتى بات المصارع والممثل لاحقا»جون سينا» و «ذا روك» هم المثال الأعلى والأغلى للمراهقين في مدارسنا،وغالبية الآباء والأمهات فقدوا إتصالهم بالواقع التربوي للأطفال، وبات الجميع منغنمسا في لعن الدنيا وشتم الحكومات و تكفير الآخر، وزرع نزعة التعالي واحتقار الآخرين في نفوس أبناهم.

إن جرائم الرمثا والنزهة ومادبا وعمان،هن مطرقة يجب أت تضرب رؤوسنا جميعا سائلين ومسؤولين، للبدء بحركة تصحيحية لأخلاقنا وتقويم الإعوجاج الحاصل في تربيتنا، وقواننينا المتساهلة، يجب فضح المجرمين بالأسماء، فمن يقتل أطفاله يسهل عليه تفجير قاعة ملآى بالحشود، وكيف للمحكمة أن تعلن عن إمهال عدد من المطلوبين الخطرين المتاجرين بالمخدرات الغازية لأبنائنا ثم لا تنشر الأسماء، فمما نخاف، وهل تخاف الدولة من العصابات والزعران والمجرمين، أم إن جملة محمد الماغوط على لسان ممثل المسرح باتت شعارنا» اللي بيموت نوخذه للمقبرة،واللي يقتل بناخده للسجن» ، إستيقظوا أيها النائمون، إنهم يقتلون الأطفال وأنتم تضحكون.

Royal430@hotmail.com


الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :