عمون- قال رئيس اتحاد الغرف والبورصات التركية رفعت هيسار أوغلو إن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الاردن وتركيا تشهد تطورا نوعيا خصوصا في أعقاب توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين الشقيقين عام 2009، واتفاقية تشجيع الاستثمارات المتبادلة، فضلا عن اتفاقية إلغاء متطلبات التأشيرة لمواطني البلدين.

وأكد أوغلو في مقابلة خلال زيارته الدوحة الأسبوع الفائت إن هذه الاتفاقيات كان لها أثر واضح في توسيع آفاق التعاون الاقتصادي وزيادة حجم المبادلات التجارية المشتركة الى مستويات متقدمة، موضحا أن الميزان التجاري بين الاردن وتركيا يتجاوز اليوم مليار دولار سنويا مقارنة مع أقل من 500 مليون قبل بضع سنوات.

وبموجب اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، يتم منح المنتجات الزراعية والصناعية معاملة تفضيلية، وتعفى جميع السلع المتفق عليها من الرسوم الجمركية والرسوم ذات الأثر المماثل، كما يتم خفض الرسوم الجمركية والرسوم ذات الأثر المماثل المطبقة في الأردن على الواردات ذات المنشأ التركي بنسبة تتراوح بين 55- 65 بالمئة.

وأشار الى سعي القطاع الخاص التركي للمساهمة بفاعلية من أجل الارتقاء بالميزان التجاري بين البلدين الى حدود 5 مليارات دولار سنويا، مضيفا أنه "بالرغم من التطور الكبير الذي طرأ على تجارة البلدين إلا أن هناك إمكانيات كبيرة وإصرارا لدى الطرفين على زيادة حجم التجارة بينهما الى حوالي 5 مليارات دولار خلال السنوات القليلة المقبلة".

وأثنى أوغلو على أداء الاقتصاد الاردني والبيئة الاستثمارية الجاذبة والمشجعة لاستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية من مختلف دول المنطقة والعالم، مشيرا الى أنه "بالرغم من الصعوبات والتحديات الاقتصادية التي يواجهها الاردن جراء أزمات المنطقة المتلاحقة، إلا أنه تمكن من المحافظة على نمو الاقتصاد في نطاق معدلات جيدة".

وقال إن ما يميز الاقتصاد الاردني فضلا عن مقدرته على مواجهة التحديات هو أنه اقتصاد تنافسي بامتياز، ويستطيع التأقلم والتكيف مع كل المتغيرات مهما كانت أشكالها، ومهما كانت درجة صعوبتها، ولذلك يعتبر بنظر الكثير من المستثمرين ورجال الأعمال حول العالم اقتصادا قويا يعتمد على تنوع وتعدد المداخيل وليس على دخل واحد ويتمتع بعوامل استقرار اقتصادي واستثماري وسياسي.

واكد أن هذه العوامل تلعب دورا كبيرا في تحفيز وتشجيع أصحاب الأعمال والمستثمرين والقطاع الخاص في تركيا على الاستثمار في الاردن من خلال العديد من القطاعات والأنشطة التي يمكن أن تمثل إضافة نوعية لاستثماراتهم خصوصا القطاع الصحي والسياحي والطاقة البديلة والصناعة الدوائية والاتصالات والتعليم، لافتا الى ان القطاع الخاص التركي حريص على تعزيز تعاونه مع نظيره الاردني بهدف تطوير حجم المبادلات التجارية بين البلدين.

وشدد أوغلو على أن المناخ الاستثماري وبيئة الأعمال في الاردن وتركيا يوفر أرضية خصبة للقطاع الخاص في البلدين لتنفيذ مشروعات استثمارية ناجحة بما ينعكس على تعزيز النشاط الاقتصادي، مؤكدا ضرورة أن يكون هناك خط ملاحي يربط بين الاردن وتركيا، كأن يكون بين العقبة وأي ميناء تركي، لتسهيل عملية الاستيراد والتصدير بين البلدين.

"بترا"