facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




«ترامب» في عيون روسيا


د.حسام العتوم
25-01-2017 10:31 AM

مثلما هي أمريكا منقسمة في داخلها إلى الحزبين «ا لجمهوري» و» الديمقراطي» فأن روسيا أيضاً تنقسم إلى حزبين أساسيين هما « روسيا الموحدة الحاكم» و «الشيوعي المعارض»، وحرص أمريكي على تداول السلطة حزبياً، وتمسك روسي في المقابل بسلطة الحزب الواحد المسيطر على قصر (الكرملين) الرئاسي، وأثبتت أمريكا أيضاً وشعبها المليوني بأنهم ضد توريث السلطة من الزوج «بيل كلينتون» مثلاً إلى الزوجة «هيلاري»، وفيما بلغ عدد الرؤساء من الحزب الجمهوري الأمريكي القادم للسلطة في البيت الأبيض الرئاسي في واشنطن 20 كانون الثاني 6 رؤساء لغاية الآن، فإن عدد الرؤساء من الديمقراطيين وصل حتى اللحظة إلى 8 رؤساء كان اخرهم باراك اوباما.

والولايات المتحدة الأمريكية البالغة مساحتها اكثر من تسعة ملايين من الكيلومترات المربعة، وعدد سكانها الذي يصل إلى 370 مليون نسمة، تقابلها الفدرالية الروسية بمساحة تزيد عن الـ 17 مليون كيلومتراً مربعاً، وبعدد سكان لا يتجاوز الـ150 مليون نسمة، ونأخذ هنا بعين الاعتبار ولاية «الاسكا» الامريكية التي تعود جذورها إلى الزمن الروسي في عهد القياصرة الأوائل والتي هي حكماً أمريكية بسبب تعرضها للبيع انذاك، وتوازن امريكي روسي في غزو الفضاء وفي مستوى الترسانة النووية العملاقة وعلى مستوى السلاح التقليدي المتطور أيضاً، وتبوؤ امريكي للمرتبة الأولى في بيع السلاح عالمياً تتبعها روسيا في السيطرة على المرتبة الثانية، وتقدم روسي ملاحظ على المستوى العالمي في نشر المفاعلات النووية للإغراض السلمية، وحضارة عريقة في امريكا تقابلها حضارة متجذرة وعريقة في روسيا واقتصاد روسي مركزي يعاني من تضخم عملته الوطنية (الروبل)وعقود تجارية عملاقة مع العالم وحرب على الفساد يقابله اقتصاد امريكي يرتكز على السوق الحرة والتضييق على الفساد وتحريك لازمات العالم ذات الوقت، وبناء عليه لا اتفق اعلامياً مع المصطلح القائل بأن امريكا هي اقوى دولة في العالم بوجود روسيا القوية أيضاً والداعية لرفض عالم القطب الواحد، والمتوجهة لترسيخ عالم الاقطاب المتعددة والمتوازنة، وإلى تقاسم المصالح الدولية ورفض تصادمها، وإلى حوار الشعوب والثقافات والحضارات والأديان السماوية السمحة.

وقبيل صعود الملياردير (دونالد ترامب) السياسي حالياً رسمياً منصة البيت الأبيض في واشنطن 20 الجاري من شهر كانون الثاني كنت اتابع الإعلام الروسي الفضائي وبالروسية مباشرة عبر قنواته (24+ RTR+ I)، وعبر قناة (روسيا اليوم) الناطقة بالعربية والموجهة إلى منطقتنا الشرق اوسطية من موسكو العاصمة فاتضح لي تفاؤل الرئيس (فلاديمير بوتين) بقدوم (دونالد ترامب) وحرصه على دقة التصريحات الإعلامية في الشأن الأمريكي، وسبق لزعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي فلاديمير جيرينوفسكي أن توقع وبفرح كبير فوز ترامب معلنا عن رغبته ذات الوقت الاحتفاء بذلك.

وفي لقاء قبل فترة وجيزة من الآن 16/ شهر كانون الثاني جمع الرئيس بوتين ونظيره الملدافي، تحدث بوتين فيه عن عدم معرفته المسبقة بترامب، وبأنه لا يصغي للإشاعات الاعلامية التي تدور حول الرئيس الامريكي الجديد بخصوص علاقاته الترفيهية بحسان روسيا عندما كان يزور موسكو عام 2008 وبعد ذلك بصفة رجل اعمال ثري، ولم يكن يتوقعه يوماً أن يعمل في السياسية، ولا يعرف كيف سيتصرف في الشأن الدولي، ولا يستطيع نقده أو مدحه وفضل ان ينتظر مرحلة ما بعد تنصيبه رسمياً في البيت الأبيض في العاصمة واشنطن.

والسؤال المطروح على الساحة حاليا هل يبادر ترامب بزيارة موسكو للقاء الرئيس بوتين لفتح صفحة دبلوماسية وسياسية واقتصادية وعسكرية وثقافية جديدة معها تلغي ملفات الماضي التي رافقت الحقبة الامريكية السابقة وبقايا الحرب الباردة السرية والتي شملت أيضاً وكما صرح (سيرجي لافروف) وزير الخارجية الروسي بمحاولة تجنيد دبلوماسيين روس لصالح جهاز الامن الامريكي والتي تم احباطها في وقتها.

أمريكا الجديدة المتجددة مطالبة ايضا اليوم بالعزوف عن العقوبات التي وجهتها لروسيا في اعقاب موقفها من الحدث الانقلابي (البنديري) الاوكراني رغم عدالة وموضوعية موسكو داخله وتجديفها لإنجاح خياره السلمي انطلاقاً من معاهدة (Minsk) الشهيرة التي دعا الطرفان المختلفان سياسياً غرباً وشرقاً بوقف اطلاق النار والجلوس على طاولة المفاوضات، ومن المهم في الوقت المعاصر عدم اعتبار امريكا لنفسها بأنها صاحبة احقية في توجيه العقوبات لروسيا او لغيرها من دول العالم بينما هي احدى اقطابه الكبيرة وليست القطب الاوحد بطبيعة الحال، وأفكار الرئيس (ترامب) الناقدة لجهاز امن بلاده بدأت مبكراً تعطي إشارات بهذا الاتجاه، وآن أوان تثبيت هيبة مجلس الأمن وقراراته المشتركة وسط اروقة الامم المتحدة والقانون الدولي وفيه الإنساني وفي أطار اعمال محكمة الجنايات الكبرى ولجان تقصي الحقائق وسط الازمات العالمية العالقة.

ونحن في الشرق الاوسط نتطلع لأمريكا التي تتغير امام اعيننا ان يكون التغيير إيجابياً فأمريكا اليوم مطالبة بإعادة التصويت في مجلس الامن لصالح تجميد المستوطنات الاسرائيلية غير الشرعية على ارض فلسطين، ومن غير المقبول ولا نصدق غير ذلك، ونريدها ان تساند اغلاق ملف اسرائيل الاحتلالي لفلسطين والجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية ومنذ عام 1967، وكذلك الامر العمل معنا نحن العرب ومع دول العالم من اجل وضع حد نهائي لمسألة احتلال ايران أيضاً لجزر الامارات الثلاثة (طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى) منذ عام 1971، وأن تجدف مع العرب ومع دول مجلس الامن ليعم السلام الحقيقي في شرقنا بعد انجاح مشروع حل الدولتين والاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين وليس كما يشاع ترحيل سفارة واشنطن اليها والذي هو امر خطير مع ضمان حق العودة والتعويض، ويبقى الملف السوري هو الاسخن وسط قضايا الربيع العربي منذ انطلاقتها عام 2011 .

ونرى بانه لا مخرج له من دون تعاون امريكا مع روسيا ومع دول العالم الهامة الاخرى مثل إيران وتركيا في مؤتمر الاستانة في كازاخستان الذي انعقد 23 كانون الثاني. تمهيداً لعقد جنيف 3 لاحقاً وصولاً لحل سلمي عادل لازمة الدولة العربية السورية برمتها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :