facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الصندوقان الأسودان لجماعة الاخوان المسلمين !


غيث هاني القضاة
28-01-2017 12:17 PM


فليعذرني الكاتب د. محمد أبو رمان في استعارة مصطلحه الذي أطلقهُ على الكتاب الحديث الصادر للأستاذ سالم الفلاحات المراقب العام السابق لجماعة الاخوان في الأردن ،والذي كان عنوانه "الحركة الإسلامية في الأردن ،دراسة تاريخية و تحليلية ونقد ذاتي " ، حيث أسماهُ في مقاله "بالصندوق الأسود" لجماعة الاخوان في الأردن ،ولا أُخفيكم أنني مرضتُ نفسيًا أكثر من عشرة أيام بعد أن انتهيت من قراءة هذا الكتاب و اطلعتُ من خلاله على الكثير من الحقائق وتسلسل الاحداث وطبيعة وشكل الصراع الذي كان يدور داخل أروقة الجماعة عبر الأجيال المختلفة ،ولا أدري كيف استطاع الأستاذ الفلاحات ان يكتب ويُوثق كل ذلك دون أن يمرض مثلي  !

لن تستطيع مقالات أن تُحيط بالكتاب من كل الجوانب فهو يحوي وثائق وتصريحات وتحليلات ونقد في أكثر من ثمانمائة صفحة وعلى مدار أعوام طويلة ،ولكنني أعتقد أن هنالك مناورات و منعطفات حادة وخطيرة كانت بين فريقين واضحين داخل الجماعة ،كان كلُ فريقٍ يُفكر بطريقة مختلفة تماما عن الآخر ويتجه في عربته الفكرية اتجاهًا مختلفًا ، كان أولُ هذه المنعطفات والذي توّج قمة الفصام النكد المُمزق بين الفريقين ذلك البيان الذي صدر عن مكتب تنفيذي الجماعة بقيادة الفلاحات حينها وعُرف ببيان (1172006) وتم بعده استقالة الفريق الذي كان خارج القيادة و تم حل مجلس شورى الجماعة ومكتبها التنفيذي احتجاجا على ذلك البيان المُتخاذل !وأعتقدُ أن أحد الفريقين وجد في هذا البيان فرصة تاريخية للانقضاض على الفريق الآخر وتعريته أمام القواعد ووصفه بأبشع الاوصاف واغتياله اغتيالا شخصيا غير مسبوق ! حيث جاء البيان بعد لقاء خاص مع جلالة الملك ومدير المخابرات حينها، وذكر فيه الفريق القيادي بعدها في بيانهم أنهم مُلتزمون بثوابت الوطن والدستور وبالمصالح الوطنية الأردنية، وأعلنوا فيه الولاء لله والوطن والملك، واستنكروا فيه الإرهاب، ورفضوا الفكر التكفيري المتطرف، والتزامهم بتوصية مؤتمر عمان الخاص بالإفتاء، ورفضهم الصريح لأي تصريحات تسيئ الى ذوي ضحايا تفجيرات عمان.

وقع هذا البيان وقع الصاعقة على اذان الفريق الآخر، ولكنه يبدو أنه جاءهم على طبق من ذهب أيضا وفتح لهم بابا طالما انتظروه، حيث تم الرد المكتوب والقاسي منهم بأن هذا البيان الصادر هو تعهدٌ أمني وعقدُ إذعان للدولة !وأن كل ما ذكر فيه هو شروط واملاءات فُرضت على الجماعة و لا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال ، وهو حالة انكسار وإقرار غير مبرر بالهزيمة !وقد كانت الجُملة الخطيرة حينها- والتي استوقفتني -ما ذكروه بأن الالتزام بتقديم "المصالح الأردنية" على كل ما سواها من المصالح هو التقديس العملي لحدود "سايكس بيكو" واعتبارها اصناما على الناس أن يطوفوا بها !و ذكروا :ماذا اذا كان ما يسمى" مصلحة اردنية" تتصادم مع الفهم الشرعي للجماعة مثل مواقف الحكومة المتخاذلة مع أمريكا !وهل يعني هذا التخلي أيضا عن "حماس" والمقاومة؟ ثم جاء سؤال خطير آخر يوضح طريقة الهجوم الظالمة والتي تم فيها دغدغة عواطف القواعد لكسب تأييدهم وشعبيتهم ذلك المتعلق بلفظ ومفهوم الولاء الوارد في البيان، حيث جاء في ردهم "ولكن نقول لماذا الولاء للملك وليس الإخلاص؟ ولماذا هذا الولاء الصريح والواضح؟".

حقيقة من يقرأ البيان الصادر عن القيادة حينها الان بعين الانصاف والموضوعية لا يجده يختلف عن جميع البيانات التي أصدرتها الجماعة في الأعوام القريبة الماضية، بل تم اصدار بيانات وتطمينات وتصريحات في الصحف تجاوزت مفهوم ومصطلحات ذلك البيان ونصوصه، والاهم من ذلك أن لفظ "المصالح الأردنية" أصبح مفهوما مطلوبا ومهما وواجبا شرعيا وديباجة مهمة في جميع التحالفات والخطابات، وأصبح مثل "الكاتشب" الذي يجعل أي طعام ذو مذاق لذيذ ومقبول، ولم يعد المصطلح –بقدرة قادر-اعترافا بحدود سايكس بيكو اللعينة المشؤومة! ولم يعد الاهتمام بالمصلحة الوطنية العليا تخليا عن "حماس" والمقاومة، كما كانوا يتهمون رفاقهم زورا وإثما وبهتانا! ولم تعد أمريكا أيضا رأس الافعى التي تستهدف الامة وتدمر العراق! وهذا يستدعي باعتقادي دراسة "سيسيولوجيا" التحولات الفكرية داخل الحركة الإسلامية واسبابها وهل هي مناورة "وبراغماتية" وإذعانا للواقع؟ أم تحولات حقيقية نابعة عن دراسات وتحليلات واستشراف للمستقبل.

كان المنعطف الثاني الخطير في حياة الفريقين النفسية هو منعطف "التقرير السياسي" الذي أعدّه رئيس الدائرة السياسية حينها د. رحيل غرايبة وفريقه، والذي كان بتاريخ (13/8/2009) حيث تم تقديم تقرير شامل امام أعضاء الشورى وتسرب التقرير بعدها بيوم للإعلام! ولم يُعرف مصدر التسريب حتى اللحظة، وتم حل الدائرة السياسية وتم تحميل مسؤولية ما ورد في نصوص التقرير المتقدم فكريا وسياسيا لشخص واحد فقط أمام الحكومة، علما بأن التقرير قُدّم للشورى على أساس أنه تقرير المكتب التنفيذي! وتملّصت الحركة حينها من التقرير لقوته وعمقه وخشيةَ أثره على علاقتها بالنظام! ثم عادت –بقدرة قادر-وتبنت معظم ما جاء فيه مع بداية الربيع العربي بقيادة رئيس الدائرة السياسية الجديد! وقد كان هذا التقرير حينها أيضا مادة للنزاع والشقاق والخلاف فزاد المسافة بين الفريقين.

ومنذ ذلك الوقت دب الخلاف بشكل واضح داخل الحركة الإسلامية وأصبح الخلاف برعاية بعض المواقع والصحف اليومية ،وتم استخدام أبشع الأسلحة النفسية والشخصية فيها سواء في الانتخابات الداخلية أو الاصطفافات العميقة في القواعد والقيادات ،أو الاتهام وتخوين الاخر بالتخلي عن القضية الفلسطينية ،وتمزقت الحركة وتشكلت تيارات مختلفة لا يتسع المجال للحديث عنها ،و من المؤسف القول بأن أكبر كُتلة معارضة صلبة كانت تشكل أملا في يوم ما للتغيير الإيجابي فقدتْ قوتها وتراجعتْ وتفككتْ وفقدت بريقها وألقها ،ولا يغيب عن البال بأن الفلاحات كان متوازنا في كتابه وذكر السلبيات والايجابيات والاخطاء التي وقع فيها الجميع بلا استثناء .

 

بالمناسبة في داخل كل طائرة صندوقان اسودان لونهما برتقالي ،وقد قرأنا واستمعنا لمعلومات أحد الصندوقين ،وبقي أن نستمع ونقرأ للصندوق الثاني والذي أتمنى فيه صدور كتاب اخر لا لكي يرد على هذا الكتاب وإنما ليوثق الحقائق ويوضح الصورة بشكل اكبر حتى تستطيع الأجيال القادمة أن تحكم بروية وهدوء على هذا التاريخ السياسي المهم ،و بقي ان أقول وأُسجل أن الزمان يستدير بشكل غير معقول وأصبحتُ أشاهد "الخصوم" يتبنون أفكارا ومعتقدات وسياسات وحتى ألفاظ "خصومهم" بشكلٍ غير مسبوق ،وما كان حرامًا وخيانًة وعمالًة وذلًة أو غير قابل للتطبيق والفهم ! أصبح مصلحًة وحلالا وسياسًة وبراغماتيًة مطلوبة!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :