عمون- يستعرض كتاب (اعلام الرواية اليابانية) الصادر حديثا عن سسلة كتاب (الرافد) في الشارقة لمؤلفه الاديب علي كنعان خصائص متميزة في الرواية اليابانية الحديثة عن نظيرتها في الغرب الاوروبي او الاميركي الشمالي او ما تتمتع به الرواية في بلدان اميركا اللاتنية.

ويرى مؤلف الكتاب ان الرواية اليابانية مكتوبة بلغة سردية سلسة مبتكرة شديدة الرقة والجاذبية معبرة عن تجارب انسانية متعددة لافراد وجماعات بالبيئة والثقافة اليابانية.

واوضح الكاتب ان هناك تجليات لدى عديد من الكتاب الروائييين باليابان تمتلكهم رهافة الحس البصري في قدرة المبدع على التعبير بوفرة عن الكثير من الصور الملموسة التي يعبر فيها الكاتب بخياله البصري ليترك اثارا عاطفية وجمالية دواخل القاريء.

ولفت الى ان الرواية اليابانية تمزج بين لغة الابداع الروائي ولغة الابداع السينمائي في انجاز فني بديع متالق لكن غرائبية الموضوع الذي يتناوله الكاتب الروائي يظل في تصاعده الدرامي يميل الى الايجاز والتكثيف داخل منظومة من العلاقات الانسانية المستوحاة من طبيعة اليابان الجبلية وعناصرها الجمالية الخصبة.

واشار الكتاب الى ان الاديب الياباني يرصد اشواقه بدقة ويكبح تماديها في الاندفاع او الانفلات، فهو لا يعلن الحقيقة كاملة ولعله لا يدركها ولا يحيط بها من جميع اطرافها، وانه يؤثر ذلك البوح الحر الطليق والتصريح عنها ببراعة فنية بنزعة باطنية في الانطواء فهي تتوغل بالواقع المعاش ثم تنفلت الى فضاءات السرد المتخيل بتاثير شاعري جذاب شديد الغموض والجمال والامتاع.

ويضيف المؤلف كنعان ان غنى الرواية اليابانية يجيء من ابعاد الخيال البصري الخصب للاديب الياباني الذي ينأي عن الرتابة والملل ويحتشد بجماليات عبر اقتناص مواقعها ومفرداتها باساليب شاعرية سلسة تتحاشى التوتر الدرامي حتى في اكثر المواقف التي تستدعي بنية درامية محبوكة فهو هنا غير معنى باثارة القارىء والاستحواذ على مشاعره باختراع مواقف مازومة لان طبيعة المجتمع الياباني تكره العنف والصراع، فالرواية اليابانية في هذا المنحى تعبر غالبا عن الصراع الداخلي الذي يعانية الفرد في مواجهة المشكلات التي يقف عاجزا عن حلها وربما وجد خلاصة في الهروب او اللجوء الى مصائر قاسية.

يشار الى ان الكتاب عاين نقديا جملة من اعمال اشهر اعلام الرواية اليابانية من بينهم: ريونو سكه اكوتاغوا، سوسكي ناتسومه، ياسوناري كاواباتا، جونشيرو تانيزاكي، وكنزابرو اووه.