على الرغم من أنني لم أعتد الكتابة في الشأن السياسي المباشر، إلا أن تصريح القائد الحمساوي موسى أبو مرزوق استفزني، حيث تواتر من أكثر من مصدر إعلامي أنه وجه انتقادات حادة لمطالبة الإمارات بجزرها الثلاث التي تحتلها إيران!! في هذا الوقت بالتحديد (حسب تعبيره) كأن الوقت مقسم إلى قسمين. وقت تجوز فيه المطالبة باستعادة الحقوق والأراضي المسلوبة ووقت آخر يجب أن ننسى فيه أن لدينا أراضي محتلة .

ولم أكن أتصور أن شخصا من بلاد محتلة (فضلا عن قيادي في حركة مقاومة) يمكن أن يميز بين احتلال واحتلال آخر لتسجيل موقف طافح بالنفاق السياسي، مغلبا مصلحة العلاقة مع البلد المحتل على المبدأ والحق والمنطق الذي يفترض أن لا فرق بين احتلال واحتلال.

ولا أفهم كيف يطالب القيادي المجاهد والمكافح والمناضل! بإزالة الاحتلال عن بلاده العزيزة على قلب كل حر شريف.. وفي الوقت نفسه ينتقد المطالبة بإزالة الاحتلال عن جزر عربية ثابت بكل أوجه الحق والتاريخ والخرائط الدولية أنها عربية خالصة. فقط لأن المحتل مختلف. فهو أي المحتل هنا عدو وهناك صديق! في نفس الوقت الذي لا يتوقف فيه الدعم المادي والمعنوي من قبل الإمارات للقضية الفلسطينية.

ولكل القضايا العربية، أإلى هذا الحد هانت علينا أنفسنا وأصبحت قضايانا المبدئية موضع مساومة خاضعة للأخذ والرد لاعتبارات نفعية؟ أحقا يمكن أن تصل البراغماتية السياسية لدى المقاومين الذين انعطفوا عن المقاومة إلى النضال السياسي إلى الحد الذي يصبح فيه الغزل السياسي تجاه إيران كافيا للاصطفاف ضد المصلحة العربية العليا وضد المطالبة بالحق؟ كنت أتمنى على القيادي الذي قاوم الاحتلال في فلسطين..

وبالتأكيد كان ضد احتلالات أخرى كثيرة سابقة ولاحقة تمتد من الشيشان إلى البوسنة إلى أفغانستان إلى العراق.. أن يتبرأ مما نسب إليه.

وكنت أتمنى على حركته الأم (حماس) أن تتبرأ منه. لكن الأمر فيما يبدو ليس رأيا شخصيا. أيها المقاومون على منابر السياسة.. الاحتلال هو الاحتلال في كل زمان ومكان. لا فرق بين احتلال سبتة ومليلة أو الجزر الإماراتية وبين احتلال فلسطين أو العراق أو الكويت.
وليت المذكور ساوى بين نظرته إلى جزر الإمارات العربية ونظرته إلى احتلالات أخرى في العالم الثالث بعيدة عنا. فأيا كان المحتل لا ينبغي لأي شكل من أشكال العلاقة مع إيران إن كانت إعجابا بمشروع نهضوي أو تعاطفا دينيا أو محافظة على دعم مطلوب أن تنحو بعربي إلى المتاجرة بقضايا أمته. وتقديم موقف سياسي مجاني مخز. ولو كان ذلك بذريعة الاصطفاف ضد أمريكا في مواجهة محتملة مع إيران. فكلاهما محتل.

http://atefamal.maktoobblog.com/