facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"للخلف دُر"


09-02-2017 03:49 PM

في الوقت الذي تسعى فيه العديد من دول العالم ومنها دول منطقتنا إلى زيادة معدلات انتشار استخدام الانترنت، باعتباره أداة من أدوات التطوير في مختلف المجالات، ترى حكومتنا أن الانترنت ترف، وأن من يريد أن يتنعم برفاهية التواصل مع العالم عليه أن يدفع مقابل هذه الرفاهية.

زيادة ضريبة المبيعات على خدمات الانترنت إلى 16% ، للمساهمة في سد عجز الموازنة، لها تأثيرات عديدة، لا تقتصر فحسب على خنق قطاع جديد من قطاعاتنا الاقتصادية، بل تتعدى ذلك إلى خنق جيل كامل، باعتبار الانترنت اليوم النافذة التي يطل منها أي شخص على العالم.

الحكومات التي تبحث عن اقتصاد مستدام واستقطاب استثمارات عالمية تعمل على ضخ المزيد من الأموال لرفع نسب انتشار الأنترنت، لتتحول إلى حكومات رقمية تقدم خدماتها لمواطنيها بأسرع وقت وأقل كلفة، وذلك في إطار سعيها للتقليل من الهدر الحاصل جراء بروقراطية المكاتب، وتعزيز الاقتصاد ليكون اقتصاداً منافساً وقادراً على جذب الشركات الكبرى للعمل والاستثمار.

الحكومات التي تريد أن يكون أبناء شعبها منافسين بقدراتهم ومهاراتهم تعمل على توسيع قاعدة انتشار خدمات الأنترنت، ليستطيع أي شخص أن يصل إلى المحتوى المعرفي في أي مكان وزمان وليبقى مطلعاً على تطورات العالم ومستجدات العلم في مختلف المجالات.

من يبحث عن جيل متعلم ومثقف وقادر على مواجهة التحديات عليه أن يبني جيلاً متعلماً متسلحاً بالمعرفة والعلم، ومنفتحاً على ثقافات العالم، لا أن يقطع عنه مصادر المعرفة، والتي باتت شبكة الانترنت مصدرها الأول، فلم يعد الجلوس خلف الحاسوب أو تصفح الموبايل ترفاً، بل أداة من أدوات البحث والتطور والتقدم.

هل المطلوب لسد عجز الموازنة أن نعود بالأردنيين إلى زمن الخمسينيات والستينيات، هل المطلوب أن نعود للمغر، وأن ننقطع عن العالم، فمن أجل سد العجز باتت السيارة رفاهية، وليست وسيلة نقل، وعلى مالكها أن يدفع رسوم جمارك عليها وضرائب خاصة على وقودها، وأصبح الأنترنت ترفاً وليس وسيلة تطوير وتعلم، والحديث في الهاتف الخلوي ثرثرة وليس تواصلاً، هل المطلوب منا لسد العجز، أن نوقف الزمان ونصرخ به "للخلف دُر".

ما هكذا تورد الإبل، والمواطن الأردني ليس "صرافاً آلياً"، دوره في الحياة أن يدفع الضرائب ويوفر للحكومات المتعاقبة الأموال. نعم واجب الأردني أن يصبر وأن يقف مع الوطن وأن يدافع عنه بروحه وبكل ما يملك، ولكن ليس من واجبه أن يغطي على عجز الحكومات المتعاقبة عن إيجاد حلول جذرية لمشاكلنا، التي كلما جاءت حكومة طالبت بالصبر مبشرة بأن السنوات العجاف ذاهبة بلا رجعة، لنكتشف مع أول حكومة بعدها أنها "صفرت العداد" وبدأت السنوات العجاف من جديد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :