facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تجارة الأنتيك تستقطب أموال الأثرياء في قطر


12-02-2017 12:32 PM

عمون- إذا كنت ترغب باقتناء سيف عمره 400 عام فما عليك سوى الذهاب الى أحد متاجر الأنتيك الشهيرة في العاصمة القطرية الدوحة ووضع 8 آلاف دولار في جيب أحد أصحابها ليصبح السيف في غمدك.

هذا السيف الذي يدعى (سيف جوهر أسد الله) ليس كغيره من السيوف، فهو عدا عن قيمته التاريخية، على اعتبار أنه مصنوع قبل أربعة قرون في إيران ولا نظير له في العالم، فإن نصله مصنوع من الفولاذ المصهور مع الحديد، ما يجعله غير قابل للكسر أو الصدأ على الإطلاق، أما غمد السيف فقد صنع من جلد الجمل المعتق.

يقول ناصر الراشدي وهو صاحب متجر للأنتيك في الدوحة، "قبل خمسة أعوام فقط، لم يكن مثل هذا السيف ليجد من يدفع فيه 1000 دولار فقط. لكن اليوم وفي ظل تنامي وازدهار تجارة الأنتيك في قطر، فقد وصل أعلى سعر دفع فيه الى 6 آلاف دولار".

لكن الراشدي اضطر إلى الانتظار فترة طويلة حتى تمكن من بيع السيف بالسعر الذي يستحقه من وجهة نظره وهو 8 آلاف دولار. ويقول "إن سر صناعة السيف مازال غامضا حتى الآن، لكن تاريخ صنعه محفور عليه. وهذا ما جلب له سعرا جيدا".

يعتقد الراشدي أن القطريبن أصبحوا يقبلون بشكل كبير على اقتناء الأنتيكات، الأمر الذي أسهم في توسع هذه التجارة من بضعة محال قبل سنوات قليلة، الى أكثر من 15 متجرًا في الوقت الراهن.

وبالنسبة الى الراشدي الذي يعمل في تجارة الأنتيك منذ 15 عامًا، فإن مرد إقبال القطريين على شراء قطع الأنتيك يعود لرغبة الكثيرين منهم وضع المقتنيات التاريخية التي يشترونها في مجالسهم كعناصر جمالية شاهدة على التراث، وبعضهم الآخر كما يقول "يحب أن يتفاخر بها أمام زواره، خصوصا إذا ما كانت باهظة الثمن".

الراشدي ينظر الى سبب جوهري آخر في تبريره لتزايد اهتمام القطريين بالأنتيك، وهذا السبب يتعلق من وجهة نظره بارتفاع القوة الشرائية للمواطنين ما يمكنهم من دفع أي مبلغ ثمنا لأي قطعة أنتيك مهما علا سعرها.

وتعد الهند وتركيا مصدرين رئيسيين لتجارة الأنتيك في قطر، وإن كانت الهند تشكل المقصد الأول للتجار في بحثهم عن هذه المقتنيات، يقول الراشدي مبررا ذلك، "بحكم العلاقات التجارية والتاريخية على مر الأزمان ارتبطت منطقة الخليج ببلاد الهند، وهناك تداخل كثير بنمط الحياة بين المنطقتين".

غير الهند وتركيا، هناك تجار يقصدون إيران وبعض دول جنوب القارة الإفريقية للبحث عن مقتنيات خشبية لها قيمة تاريخية تمتد لعشرات وربما لمئات السنين.

فالح البادي واحد من هؤلاء التجار. يقول، "أذهب من فترة إلى أخرى الى جنوب إفريقيا وتنزانيا، وأبتاع من هناك صناديق خشبية قديمة يعود عمرها الى 250 عاما".

هذه الصناديق التي تعرف حسب البادي بـ (المندوس)، تباع للمهتمين باقتناء تحف تراثية بأسعار تتراوح بين 2 - 3 آلاف دولار للصندوق الواحد.

رحلات البادي الى تنزانيا لا تخلو من الإثارة، ففي حالات كثيرة يضطر في سعيه الحثيث للبحث عن كل ما هو عريق وثمين، الى طرق أبواب العديد من المنازل الواقعة في قرى ومجاهل بعيدة، ليس بهدف السؤال عن عنوان معين، أو للاستئذان للحصول على قسط من الراحة، وإنما للتفاوض على أسعار أبواب تلك المنازل.. "نعم أبواب منازلهم!".

يقول البادي والذي يملك متجرا لبيع الأنتيك في سوق واقف التراثي "لا تعتقد أن هذه الأبواب تشبه أبواب منازلنا في شيء، إنها عبارة عن تحف فنية نادرة مصنوعة من أغلى أنواع الأخشاب، مثل الصندل والورد والمريديان والتيك والصاج والأبانوس. والأهم من ذلك أن أحدث هذه الأبواب صنع قبل 100 عام".

هذه المقتنيات الخشبية القادمة من تنزانيا تحديدا تلقى إقبالا كبيرا على شرائها في معظم دول الخليج العربي، وليس في قطر فحسب وفقا للبادي، الذي يؤكد أنها تحمل مواصفات شرقية وإسلامية في تصاميمها نظرا للعلاقات التجارية الوثيقة التي كانت تربط سلطنة عمان بزنجبار عبر التاريخ، والزيارات المتبادلة التي كان يقوم بها التجار بين البلدين.

في أغلب الأحيان، ينجح البادي في الحصول على الباب الذي يريده، مدفوعا بحاجة ماسة لأصحاب المنزل الذين يكونون في معظم الأحوال في حالة يرثى لها من الفقر والعوز، فيقبلون بأي سعر يدفع لهم ثمنا لها.

في المقابل، تباع هذه الأبواب للمهتمين باقتنائها بأسعار تتراوح بين 3 - 5 آلاف دولار.

تجار الأنتيك في قطر يجنون أرباحا طائلة من وراء تجارتهم الجديدة في السوق المحلية. ومعظم هؤلاء التجار وباعتراف البادي، "يحققون ربحا صافيا من مبيعاتهم تتراوح نسبته من100 بالمئة - 400 بالمئة".

البادي لا يعتبر هذا الربح مبالغا فيه، فالباحثون عن مثل هذه البضائع التراثية التي لها خصوصية نادرة، لا يشترون القطعة نفسها بقدر شرائهم قيمتها التاريخية. "كلما كانت القطعة قديمة أكثر، كان سعرها أعلى".

ويقدر البادي إجمالي حجم تجارة الأنتيك في قطر في الوقت الراهن بأكثر من 20 مليون دولار، في حين لم تكن تزيد على مليوني دولار في السابق.

"بترا"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :