facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من فاتح القلق إلى فاتح الشمبانيا ..


عبدالهادي راجي المجالي
13-02-2017 02:37 PM

صديقي الشاب الذي نجح في التوجيهي ، وقرر أن يحتفل عبر قيامه بفتح الشمبانيا في عبدون ..أتسمح لي أن أكتب لك ؟ أنا مثلك..فرحت حين جاءتني النتيجة ،وكانت نجاحي في التوجيهي عام( 1991) ولكن أبي لم يكن يسمح لي بفتح الشمبانيا ..كان يسمح لي بفتح باب الدار لضيوفنا فقط .. 

حصلت على المركز الأول في مجموع العلامات ، ولكني عدت من مدرسة الأمام علي بن أبي طالب ، أمشي على شاطئ دمعي ..هل شاهدت رجلا يمشي على شواطئ الدمع ؟ ...أنا يا فتى الشمبانيا كنت من يفعل ذلك ...ولم أبك يومها لأجل البكاء ...ولكني حين خرجت من دارنا لإحضار نتيجتي ، شاهدت أبي..المرحوم السيد راجي المجالي وكأنه كهلا من الأحزان ، كان متسمرا على التلفاز يشاهد القنال الإسرائيلي وهو يعرض لقطات لذبح العراق وذبح كل عراقي ..لحظة خروجهم من الكويت ، كانت الدنيا وقتها على قلق ..والوطن من قلق أيضا ، فقوى التحالف أنشبت أظفارها في العراق ..وذبح النخل والنهر والعروبة من أول وريد حتى اخر شريان . 

تركت أبي يا فتى الشمبانيا ، وخرجت مثله أداري الدمع ..يا الله لماذا نبتلى في أول العمر بالهوى القومي ، ولماذا حتى في لحظات الفرح ..يداهمنا الدم وتداهمنا الحرب ونكسر في ضميرنا في وجداننا .. 

صديقي فتى الشمبانيا .. 
لم يكن وقتها لنجاحي طعم ، وأنا كنت مثل أهلي مبتلى بالعراق قصيدة ولحنا وحبيبة ولحظا ...كنت مبتلى به ، وكان أبي يخطط لإرسالي إلى بغداد كي أكمل مشوار دراستي في جامعاتها ...لكن الحظ أبى واللحظة أبت وحتى العراق صار عصيا .. 

افتح يا صديقي الشمبانيا ..افتحها واحتفل ، وامتطي صهوة السيارة واطلق لها العنان ..وافرح وحلق في المدى ، فلدينا كل شيء صار مباحا ... 

لدينا يا فتى الشمبانيا ...نصحو للحياة ..وهي في نظرنا معركة ، نقاتل فيها كي نعيش ..كل الشعوب في العالم تعيش الحياة بحلوها ومرها ..إلا نحن نصحو وتشعر أنك تقاتل الصباح والوقت ، تقاتل اسطوانة الغاز كي يقوى لهبها قليلا من أجل استواء البيض في المقلاة ..حتى يتناول الأولاد إفطارهم دون أن يتأخر عنهم الباص ، وتقاتل البرد بإغلاق المعطف على صدرك قليلا ..ويدك تتردد في إشعال (زر) التدفئة ..وتقول في داخل لست مجبرا على استهلاك ما تبقى من ديزل ... 

وحين تغادر ، تراقب عداد البنزين وما تبقى به من رمق ، وتقول في داخلك سيكفيني حتى العمل ، وتكذب والعداد يكذب والسيارة تخذلك في منتصف الطريق ، وتقرر أن تشعل سيجارتك ثم يراودك قرار اتخذته منذ(10) سنوات بترك التدخين ..وتكتشف أنك لا تجرؤ فمن تبقى لك في العمر من صديقات ، لا يخجلن من تقبيلهن أمام الناس واحدة فقط وهي السيجارة .. 

افتح يا صديقي زجاجة الشمبانيا ..افتحها . 
فالجراح في الكرك لم تهدأ ، للحادثة فقط أقل من أربعين يوما ، والدمع لم يجف بعد والشهداء ، ما زالت الدمعة في محاجر عيون أهلهم بعد ...كل ذلك لا يعنيك المهم أن تفرح أنت ، ومن المهم أيضا أن يبقى الجنود على أهبة الاستعداد ..وأن يتحرك الدرك في أقل من دقائق حين تأتيهم الأوامر ، ومن المهم أن تبقى الجاهزية ، لعربات (البرادلي) التي تحمل رشاش الـ (500) دائمة ، وهي تجثم على الحدود الشمالية كي تصطاد المتسللين ، هؤلاء كلهم سخروا لحماية فرحك ..وحماية أنخابك ، وحماية الشوارع التي تمشي بها زهوا ، وحماية تسريحة شعرك ، وحزام البنطال ..والحبيبات اللواتي يرسلن لك المواعيد عبر (الواتس أب) ... 

أفتح يا صديقي زجاجة الشمبانيا ..افتحها . 

من حقك أن تفرح ، ومن حقنا أن نجوع ...من حقك أن تشرب ما أردت من الشمبانيا ومن حقنا أن نشرب حتى الثمالة من الجوع والتعب وضنك الحياة ...من حقك أن تكون السماء في عبدون صافية لك ، والقلب لدينا ليست مشكلة إن كان مكدرا ..أو متعبا أو فيه من الحزن أكثر مما فيه من الدم ... 

أنت يا فتى الشمبانيا تجاهر بالخمر في عز النهار ، ونحن لا نجرؤ أن نجاهر في الكلمة وإن جاهرنا فهناك سجن ماركا ، ومن الممكن أن تذهب إلى أم اللولو ..من الممكن أن تسكن الجويدة ، أنت إن جاهرت فلديك عيون الصديقات اللواتي ستحملك ..في الوميض وعلى أطراف الأحداق .. 

أنت سيقولون عنك شاب مراهق ، ستجد ألف تبرير حين تشهر الشمبانيا ، أما أنا إن أشهرت غضبي فمليشيات الفيسبوك تترصد بي ، وسيقال عني سحيج وربما مرتزق وربما ستبتكر ألف تهمة ...أي وطن هذا الذي تستطيع فيه إشهار الشمبانيا على الملأ ولا تجرؤ على إشهار غضبك في الشمبانيا ... 

لن أطيل في الحديث ..كل ما وددت أن أقوله لك كلمة واحدة وهي :- (بصحتك) فأنا حين كنت في عمرك فتحت (لتر) القلق وما زلت أشرب منه لم أثمل ،ولم ينفذ اللتر بعد ..(بصحتك) يا صديق





  • 1 شايش النعيمي 13-02-2017 | 02:56 PM

    اشكرك الاستاذ الصحفي عبدالهادي راجي المجالي

  • 2 nizar 13-02-2017 | 03:52 PM

    اوجزت واصبت. حفظ الله رجال الاردن الاوفياء

  • 3 Facts 13-02-2017 | 04:32 PM

    والله انك على حق. بوركت

  • 4 يا سلام عليك 13-02-2017 | 05:00 PM

    رهيب.... بس فكرك فيه ناس بتفكر بهيك امور؟؟؟ والله ما حدا مهتم ...بس بزيد عليك انه احنا حطب اموالهم وشكرا...وجعتلي قلبي اخخخخ

  • 5 الشعره من العجين 13-02-2017 | 06:08 PM

    ايهي ايهي ايهي بكيتني هاظ ابوه يلي فتح الشمبانيا بطلع منها دايما زي الشعره من العجين من مثلك بتشحد الشفقه شحده

  • 6 فاتح الشمبانيا و ضياع الخلافه الإسلامية 13-02-2017 | 06:20 PM

    ....أنا رسبت في التوجيهي وإعدته ونجحت المره الثانية وبكيت فرحاً يومها ولم أبكي حزنا أو فرحاً من يومها وكان لي نصيب من الأفراح والحزن في الحياه . لكن بعد 40 سنه من التوجيهي والغربه في أمريكا لم يفارقني إرهاب التوجيهي في كوابيس الاحلام الفشل أو التاخر في النوم أو الطرد من الإمتحان من قبل مدير القاعة وحتى السجن متهماً في الغش ظلماً التوجيهي إرهاب نفسي يلازمك مدى الحياه وجب الغاء التوجيهي القاتل فكم شاب وشبة إنتحرو ا من الدنيا بسبب التوجيهي رحمة في الناس

  • 7 ابراهيم 13-02-2017 | 06:31 PM

    ابوراجي النشمي كم انت كبير

  • 8 أحسنت و شكرا 13-02-2017 | 06:46 PM

    نشرتها على صفحتى على الفيسبوك لأن هذا هو واقع الحال بدون مبالغة أو تهويل

  • 9 عماد 13-02-2017 | 07:38 PM

    حبيبي كل واحد حر هي عداتنا و تقاليدنا احنا بنفتح شمبانيا هي مشكلتنا..... لكم دينكم والي دين ...

  • 10 ابو هزيم 14-02-2017 | 12:01 AM

    اعتقد اللي بيحتفل بفتح زجاجة شامبانيا احسن من الذي يحتفل بفتح النار و إطلاق العبارات الناريه

  • 11 .... 14-02-2017 | 03:41 AM

    هادي مشكلتك مو مشكلتنا,نحنا بنحب الفرح والحياة

  • 12 كايد اسمر 14-02-2017 | 06:59 AM

    لماذا هذا التضخم والتضخيم للذات ، وكان الاستاذ عبد الهادي توقف عن الحياه منذ ذاك التاريخ ، وما علاقه فتح الشمبانيا لشاب يحتفل بقضايا الآمه ، هذا منطق اصولي ، او مزايده ليست بموقعها ، هل كسب الجماهيريه يبرر لنا كل ما نفعله ... انا لم افهم الربط سوى ان الاستاذ عبد الهادي حريص على قضايا الامه ويتالم لها وفاتح الشمبانيا لا تهمه قضايا الامه وهو يفرح والامه والاستاذ عبد الهادي يتالموا

  • 13 ربداوي 14-02-2017 | 11:49 AM

    المرابط على الحدود الشمالية يحمى وطنا بكل مافيه مجالي ولن يسخر من نفسه في حمايته لبعض المنحرفين وعلى الاقل هذا الغر تمادى وتحدى جهارا نهارا وفي الشارع العام وسيلقى عقابه -على ما اعتقد - اما المشكلة فيمن لا يطاله لا القانون ولا العرف.

  • 14 هو يجاهر 14-02-2017 | 02:28 PM

    لكن هذا لا يعني أن الذين لا يجاهرون لا يشربون، أنهم يشربون أكثر من المجاهرين، ومن يشرب في البيت يشرب اقل مما يشرب مع الندماء خارج البيت

  • 15 محمود 18-02-2017 | 12:48 PM

    صدقت اخي.... وكلمات تكتب بماء الذهب


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :