facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تذكير لطلابنا بمناسبة نتائج الثانوية العامة


د.فايز الربيع
16-02-2017 12:44 PM

دفعني لكتابة هذه المقال الصورة التي زودني بها قريبي الاستاذ حامد العبادي من أرشيف الصحف الاردنية وهي تعود لعام 63-64 والصورة تجمع اوائل المملكة لذلك العام مع جلالة الملك الراحل الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه وكنت الثاني في المملكة على الضفتين  .

كنت في هذه الصورة على يمين جلالة الملك – اتصل بنا أحد المراكز الأمنية وقال أن هناك دعوة من جلالة الملك – للمقابلة والغداء استنفرنا ما لدينا ، ببدلة وربطة يمكن أن نلبسها لأول مرة – وقررت أن ألبس ( الحطة ) وبما أن الدنيا صيف كانت بيضاء اللون .

تجمعنا في وزارة التربية قابلنا المرحوم ذوقان الهنداوي وكان وقتها على ما أذكر مديرا للعلاقات الثقافية والعامة ، وبما أنني كنت الوحيد الذي أرتدى الحطة ، خاطبني قائلا ، أنت الوحيد الذي تلبس الحطة ، قلت نعم ، قال هل تصر على ارتداءها ، قلت أنا وهي سواء ، هي معي على الغداء والمقابلة ، قال إذن لك ذلك .

تجمعنا في قصر رغدان وكانت الساعة حوالي الثالثة ، حضر جلالة الملك وكنت معه على المنسف ، بحق لم نفطر بعد وكنا بحاجة للأكل ولكن مجاورتي كطالب لجلالته ألهاني عن الأكل ، وبادرني بالسؤال عن الاسم والمدرسة وماذا أريد أن أدرس ، وكنت أول من سألهم ، وحضر المدير رحمه الله ، أحمد عربيات والوزير وقال لبوّا له ما يريد ، وأهدانا كل واحد قلم حبر ( باركر ) ضاع مني وأنا أركض على دوار الداخلية لألحق بإحدى السيارات .

هكذا كان اهتمام جلالته بالعلم والطلبة منذ وقت مبكر لأن الاستثمار في الإنسان هو أهم أنواع الاستثمار وقد علمني ذلك كيف أستثمر بعائلتي علمياً ومهنياً .

أقول لطلابنا ، كنا نمشى الى المدرسة في اليوم الواحد ستة عشر كيلو مترا ثمانية في الصباح وثمانية في المساء وفي الحر والبرد ، كانت المدارس فترتين؛ صباحية ومسائية ، أي يكون وصولنا كل يوم مع مغرب ذلك اليوم ، من المؤكد أن الغرف الصفية غير مدفّأة، نتغدى في ساحات المدرسة مما تيسّر ، نمارس الرياضة في الوقت الظهيرة وأحيانا نتأخر في المساء ، قلم الرصاص في الغالب هو ما نكتب به ، ليس معنا حقائب جلدية ، أغلبها من القماش ، لباسنا موحد من الكاكي ، مثل القوات المسلحة ، في الابتدائية كان البنطال حتى الركبة ، وفي الثانوية يصبح طويلاً ، هذا الزي لكل الطلبة ، نشاطاتنا متنوعة ومتلائمة مع البيئة نحضر مهرجانات الكشافة ، ونمارس الانضباط بعصي ملونة اسمها ( الصولجان ) ، هيبة المعلم لا تضاهيها هيبة ، أما المدير فهو شيء آخر من الاحترام والهيبة ، وتنفيذ ما هو مطلوب .

يجري التفتيش على الأظافر والشعر تماماً كالجنود ، نتبارى بما نحفظ من القرآن والشعر ، نكتب في الصف الثالث إعدادي موضوع الانشاء من عشرين صفحة ، ننهي ما هو موجود في المكتبة من الكتب.

تقول وزارة التربية أنها ستجعل شهادة الدراسة الثانوية العامة مرة واحدة ، كنا كذلك مرة واحدة ، نقدم اللغة العربية الورقة الأولى في الصباح والثانية في المساء ، عدد كتب اللغة العربية يتجاوز الستة كتب وكذلك الإنجليزية ناهيك عن التاريخ العربي والأوروبي وأنواع الجغرافيا والإحصاء والفلسفة ، لا نفكر بشيء اسمه الغش في الامتحانات ، أسماؤنا كانت تذاع عبر المذياع ، من إذاعة المملكة الرئيسية ، وتنشر في الصحف ، كنا ضفتين الشرقية والغربية الأول من النجاح والثاني من السلط وهكذا ، لم يكن التشعيب متوفراً في كل المدارس أقصد العلمي والأدبي ، أما الكهرباء فلم تكن متوفرة ، واحيانا حتى الكاز ، يمكن ضوء النار أو الشمع ، لم يمنعنا كل ذلك من مواصلة الدراسة ، أبنائي من هذا الجيل كل ما لديكم من وسائل متوفرة ، باصكم في باب بيتكم ومدارسكم جيدة ، ومناهجكم مقتضبه ، ووقتكم أطول ، وجيوبكم مدفأة ، ماذا ينقصكم غير الإرادة والتصميم .

 

 

 

 

 





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :