facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المرأة تتزين بالفطرة طلبًا للجمال


سارة طالب السهيل
04-03-2017 05:07 PM

تظل حاجة النفس البشرية إلى الاحساس بالجمال وترقبه والبحث عنه بل والتفنن في صنعه حاجة فطرية فطرها الخالق العظيم عليها، ولذلك تفننت الحضارات المتعاقبة في تاريخ الانسانية جمعاء في صنع الجمال في الحدائق الغناء والطرز المعمارية البديعة كما ينجلي في الرسومات والزخارف التي تزخر الكهوف والآثار العمرانية وكذلك الابداع في الفنون والآداب والتي انعكاس للحظة جمال حقيقي داخل النفس الانسانية.

وعشق الجمال اذن قد دفع حواء بفطرتها في كل الحضارات القديمة لإضفاء لمسات ابداعية علي مظهرها الخارجي باستخدام ادوات التجميل لتروي عطش الروح للجمال الفطري بداخلها ولينسجم مظهرها مع ورحها العاشقة للجمال .

قد تنطلق حاجة الفطرة الانسانية من حب الجمال من حديث المصطفي صلي الله عليه وسلم : " إن الله جميل يحب الجمال" فالله تعالي جميل وخلقه ايضا يحبون الجمال، وان كان حب الله تعالي " وهو ليس كمثله شيء" للجمال  كمفهوم شامل يتوغل في ظاهر الجمال وباطنه اسمي من تخيلنا وحاجتنا البشرية .

لذلك وجدنا  الاهتمام الاول  للمرأة عبر العصور يتركز علي مظهرها وجمالها، كما تجلي في تاريخ الفراعنة والأشوريين والبابليين والفرس والروم واليونان استخدمت خلاله أدوات التجميل من كل لون وصوب حتى الشعر المستعار وصولا للرموش الاصطناعية والبوستيجات .

بل الفلاسفة يرون ان  تزين المرأة ضرورة حياتية كما يقول الفيلسوف الروماني "بلوتس" ( المرأة من دون طلاء أو مكياج كالطعام بدون ملح)، وذلك رغم ان الحضارات القديمة قد استخدمت مستحضرات وأدوات التجميل حاليا كأحد اشكال الطقوس الدينية، لكنها سرعان ما تركز الهدف من استخدامها في العناية بالصحة كالوقاية من اشعة الشمس الحارقة أو لإظهار جمال المرأة حسب طبقتها الاجتماعية .
 
خبيرة تجميل فرعونية
سبقت حواء الفرعونية كخبيرة تجميل بيوت التجميل الحديثة فكانت اول من استخدم  أدوات ومستحضرات التجميل من الكحل والحنة والماسكرا، فقبل عشرة آلاف سنة قبل الميلاد استخدمت الزيوت العطرية والمراهم لتنظيف وترطيب البشرة مثل النعناع والصبار والزعتر وزيوت الزيتون والخروع والسمسم واللوز للحماية من اشعة الشمس وحرارتها والجفاف، كما  استخدمت مواد مصنوعه من النحاس والرصاص والمرمر لعمل عجينة توضع كماسك على وجهها للحصول على لون وتحديد معالم الوجه كما استخدمت خليط من اللوز والنحاس المؤكسد والرماد ككحل لتزيين العيون .

وسجل القدماء المصريون على الحوائط استخدام الكحل والحنة للنساء والرجال للتجميل، وفى عهد تحتمس الثالث سجلت الوصفات لعلاج التجاعيد مثل: صمغ اللبان المورينجا الطازجة. فقد عثر في قبور الفراعنة على أواني تحتوي على مراهم وعطور مختلفة وعلى مسك وبخور.

وسبقت المرأة الفرعونية بيوت التجميل العالمية في تحديد نسب جمالية لوجهها، كما يذكر كل من د. محمد فياض و د. سمير أديب في كتابهما "الجمال والتجميل في مصر القديمة".

فقد عرفت المرأة الفرعونية طلاء الشفاه باستخدام فرشاه خاصة، وهو الاسلوب الذي قلده خبراء التجميل مؤخراً لما له من أثر كبير في تعديل شكل الشفاه وإبرازها بمظهر جمالي مناسب.

كما عرفت المرآة في مصر قديماً صبغة الشعر، بالحناء، واستعملتها في التجميل ابتداء من صبغة الشعر، إلى طلاء الأظافر، والتبرك بها لطلاء الكفوف والأقدام، واستخدمت الأصباغ المستخرجة من قشر الرمان، والكركم؛ لصبغ الشعر باللون الأصفر والوردي، وحتى اللون الأخضر: ظهر في باروكة أحدى أميرات الدولة الحديثة، وقد اتخذت لونها من خليط النيلة والعصفر

عرفت مصر القديمة مهنة تصفيف الشعر، وكانت الكوافيرة تسمى (نشت)، تعد التسريحات وتهذيب الشعر ونظافته. 

وتحفل الآثار المصرية بالعديد من التماثيل والرسوم للمرأة الفرعونية بتسريحات مختلفة، نعرفها اليوم بالكاريه، والبانك والشعر المجعد، والمتدرج، والقصير، والجدائل.

وكانت المرأة الفرعونية تغير تسريحة شعرها من وقت لآخر. كما عرفت مثبتات متنوعة للشعر من المواد الراتنجية والدهون الحيوانية بالإضافة إلى المثبتات المعدنية الجميلة.

وبحسب كتاب "الجمال والتجميل في مصر القديمة" فان للمرأة الفرعونية الفضل والسبق في ابتكار فن التجميل وعلوم صناعته وكشف أسراره؛ فلقد اكتشفت المساحيق، وعرفت صناعة البودرة من حجر (التلك)، وتعلمت كيف تطحنه لتحصل على أنعم وأرق ذرات التلك، ولا تختلف هذه الطريقة عن أحدث ما وصل إليه العلم بالطرق الآلية الحديثة، حيث صنعت قوالب وأقراص معاجين البودرة بعد معرفة المصريات بغذاء ملكات النحل، والذي كانت تستعمله الملكة "حتشبسوت" ضمن مستحضرات تجميلها، وكانت تحتفظ بمزرعة خاصة لتربية النحل والنعام؛ لاستخراج العسل، ودهن النعام لصناعة مستحضرات تجميلها.

واستخدمت حواء الفرعونية  طلاء الأظافر، وطلاء الشفاه باللون الأحمر، وكان يصنع من الشحم مع بعض النباتات وتوضع بواسطة فرشاة على الشفتين أو بملاعق التجميل، وكذلك اللون الأحمر لتوريد الخدود، وكان يتم تركيبه من الدهن وقليل من صمغ الراتنج

واهتمت حواء الفرعونية ببشرتها بصورة فائقة، وابتدعت لها أقنعة العناية بالبشرة؛ بهدف تقويتها، وتجديد شبابها، مستخدمة (الغرين) الذي تحمله مياه النيل في وقت الفيضان. كما استخدمت قناع عسل النحل مضافا إليه مساحيق النباتات المختلفة، كمطحون الحلبة، بجانب زيت "البابونج" الذي بدأت بيوت التجميل في استخدامه الآن كعنصر أساسي للعديد من أقنعة البشرة المغذية.

 كما استخدمت المرأة الفرعونية زيت الخروع، وزيت زهرة اللوتس. وهما يستخدمان حالياً على نطاق واسع للعناية بالبشرة الدهنية، وزيت الحلبة الذي أثبتت التجارب فاعليته في مقاومته التجاعيد والقضاء على النمش، واستخدمته الملكة كليوباترا للعناية ببشرتها والحفاظ على شبابها.

 
حضارة بابل وآشور
أما حضارة بلاد ما بين النهرين " العراق " فكانت اسبق في صنع أحمر الشفاه منذ أكثر من 5000 عام، حيث كانت النساء تطحن نوعًا من الأحجار الكريمة وتضعها على شفاهها وأحيانًا حول العين لغرض التجميل، بينما اخترع العالم العربي الأندلسي أبو القاسم الزهراوي أول أحمر للشفاه صلب في عام 1000 ميلادياً، وبدأ ينتشر استخدام أحمر الشفاه في القرن الـ16 الميلادي في إنجلترا خلال فترة حكم إليزابيث الأولى، حيث كان أحمر الشفاه يصنع من شمع النحل وصباغ نباتي أحمر، وخلال الحرب العالمية الثانية بدأ انتشار استخدام أحمر الشفاه، الذى أصبح بشكله الجديد "قلم روج" منذ عام 1915، ثم تطور إلى ملمع الشفاه عام 1932.

وعني البابليون والسومريون بالتجميل فاستعملوا معطرات الجسم، كما استعملوا البودرة وادهنوا باللون القرمزي، كما صنعوا من السدر والسرو مستحضرات لإضفاء الحيوية والنعومة على البشرة كما ابتكروا مزيلات الشعر وصنعوا الكحل من سناج الهباب ووضعوا ظلال العين من اللون الأخضر. أما الأشوريون فقد عرفوا في القرن الخامس قبل الميلاد أنواعاً من العطور استخدمها كل من النساء والرجال

واهتم العرب اهتماما بالغا بالتجميل واستعملوا الكحل والحناء لتزيين اليدين والشعر كما اهتموا كثيرا بالعطور وابتكروا الكثير منها وكانوا يضمخون الشعر واللحى بها كذلك استخدموا نبات الديرم لصبغ الشفاه وغسلوا الشعر بالسدر وغذوه بالزيت .

وكان استخدام مستحضرات التجميل عند اليونانيين القدامى قواعد عامة ومفهوم خاص، وكلمة تجميل جاءت من لفظ(osmet)  وهن الجواري اللواتي كن يعملن في تجميل نساء أثينا القديمة. ‏

ويعد أبوقراط أول من وضع أسس هذا الفن حيث يقول: (من أجل أن تكون صحيح الجسم وجميل الطلعة عليك أن تراقب غذاءك وتستفيد من أشعة الشمس، وتحافظ على تمريناتك البدنية يومياً).اليونانيين منذ1000 سنة قبل الميلاد استخدموا الرصاص والطباشير كبودرة للوجه، وطين اكسيد الرصاص والحديد الأحمر للشفاف كالروج .

بينما ارتبط التجميل في الهند بالعواطف والآداب الاجتماعية وبضرورة ان تبدو المرأة جميلة وأنيقة، فاستخدم الكحل أساساً في التجميل الهندي واستعملت البودرة المصنوعة من دقيق الزعفران في صبغ الوجه وحليت الكعوب بالحناء .

وفى الصين منذ عام300 قبل الميلاد صبع الصينيون اظافرهم بالصمغ والجيلاتين أو العلكة العربية المعروفة وشمع العسل والبيض، وكانت الوان الأظافر تعبر عن الطبقة الاجتماعية الى تنتمى لها المرأة الصينية مثلا الوان الذهبية والفضية للطبقة الحاكمة وحظرها على باقي الطبقات الاجتماعية، وعام 1500 قبل الميلاد استخدم الصينيون مساحيق الأرز لجعل وجههم بيضاء، وصبغ اسنانهم باللون الذهبي أو الأسود، استخدام الحناء لصبغ الشعر والوجه .

أما النساء الإغريقيات كن يقمن بطلاء وجههن بالرصاص الأبيض، ومسحوق العنب على الشفاف كالروج، واستخدمت شعر الثور في صنع حواجب وهمية لها.  ينما يرجع الفضل للرومان في تطوّر فن التجميل، حيث وضعوا له قواعد تعتمد على العناية بالصحة العامة.

 وفي روسيا القديمة، عرفت العناية بصحة الجلد وملمسه ومنذ مئات السنين استخدم مراهم محضّرة من حشائش ونباتات مختلفة لإنعاش الجسم وتطرية البشرة، وكان لبعض الأطباء العرب باع طويل في فن التجميل مثال الطبيب ابن سينا وكتابه المشهور (القانون في الطب) شرح فيه فن التجميل والزينة وصناعة العطور. ‏


اما مستحضرات التجميل بالمفهوم الحالي كان مبكرا بدأت عام100م قام شعب روما باستخدام دقيق الشعير والزبدة بوضعها على البثور واستخدموا دهن الأغنام ودمائها في طلاء الأظافر، وعرفوا كذلك حمامات الطين، وكذلك صباغة شعر الرجال باللون الأشقر. أما منذ عام 300م وحتى عام 400 م استخدم الهنود الحناء في صباغة الشعر والرسومات الخاصة على اليدين والقدمين خاصة في حفلات الزفاف الهندوسي (الوشم حاليا-التاتو)، كما استخدمت الحناء في بعض قبائل شمال أفريقيا.

أما في العصور الوسطى1200 ميلادي وكنتيجة الحروب الصليبية وصلت العطور من الشرق الأوسط ولأول مرة إلى أوروبا. وعام 1300 ميلادي انتشرت صباغة الشعر باللون الأحمر في عهد الملكة اليزابيث في انجلترا، كنوع من الموضة ووضع النساء بياض البيض على الوجه لعلاج البشرة الشاحبة، ومنذ عام 1400م وحتى 1500 ميلادي، اقتصر استخدام مستحضرات التجميل في أوروبا علي الطبقة الأرستقراطية، واستخدم الزرنيخ كبودرة على الوجه، كما تطورت صناعة الروائح في فرنسا بشكل خاص من استخدام المواد الطبيعية للمواد الكيميائية ومنذ عام  1500م وحتى عام 1600ميلادي قامت نساء أوربا بالعديد من المحاولات لتفتيح البشرة باستخدام الطلاء الذي يحتوي على الرصاص الأبيض بالإضافة إلى صبغة الشعر الشقراء التي كانت تعتبر من الأمور الملائكية ووضع  مزيج من الكبريت الأسود والشبة والعسل على الشعر وتركه تحت الشمس.

عام 1800 ميلادي أعلنت الملكة فيكتوريا أن استخدام المكياج أمر غير لائق، بحيث ينظر إليه بطريقة مبتذلة وقصر استخدامه فقط للممثلين مع استبدال مساحيق الوجه القاتلة كالرصاص والنحاس بأكسيد الزنك لاعتبارها مواد سامة تصيب شلل العضلات والموت.

وعام 1900 ميلادي استخدمت النساء  مساحيق التجميل لإظهار شبابهن والظهور في سن أصغر وزادت شعبية صالونات التجميل من تقديم نصائح تجميلية للوجه، ولم يكن المكياج متطورًا بشكل كبير، فقد كانت تضعه النساء من الطبقة العليا فقط، وكان يشبه الدهان الأبيض للوجه والأحمر للخدود، وفى عام1910 بدأ ينتقل المكياج إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
 
دور السينما في نشر المساحيق
اخذت فنون المكياج تنتشر في العشرينات من القرن العشرين مع رواج وشهرة السينما في هوليوود، وبدأت تظهر شركات تجميل جديدة، وفى عام 1930 بدأ  انتشار أحمر الشفاه وأصبح أكثر شعبية ثم ظهرت ماسكرا "Mabelline" ، وبعد الحرب العالمية الأولى كانت تجرى جراحات تجميلية لإزالة آثار الشيخوخة.

الطريف، انه خلال الفترة من عام 1960 وحتى عام 1970 ظهرت حركة نسوية ضد استخدام مستحضرات التجميل، لكنها لم تصمد امام حاجة المرأة لإبراز انوثتها وحاجة الرجل للاستمتاع  جمال المرأة  فانتشرت صناعات وفنون ادوات التجميل بشكل كبير.

في عصرنا الحديث كانت فرنسا  هي الرائدة في مجال تنمية صناعة التجميل وانتشار مستحضراته غير أن الإيطاليين نافسوها في ذلك خاصة أهالي فينيسيا وحقق مبيض البشرة الذي ابتدعه الفينيسيون شهرة عظيمة رغم خطورته على البشرة مما قد يؤدي إلى الموت أحياناً .

ولكن يبقى الكحل من زمن الفراعنة من أهم منتجات التجميل التي لا تستغنى عنه أي امرأة، بل أن الرجال كانوا ايضا يستخدمون الكحل في مصر القديمة، بهدف حماية العين من إله الشمس و"العين الشريرة “،وعاد الكحل ليصبح موضة منذ عشرينات القرن الماضي، بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، حيث كان شكل الكحل في الماضي مختلف عن شكله الآن .

 وتبقي عناية المرأة باستخدام ادوات التجميل والزينة ملمحا مهما لاكتساب  بعض ملامح الجمال الظاهري بشرط  ان يبتعد عن المبالغة والافراط، لأنه وكما يقال في الاثر الشعبي : " اللي يزيد عن حده ينقلب ضده "

كما ينبغي لحواء ان تعتني بتغذية روحها وعقلها كما تعتني برعاية وجمال جسدها.

مثلما قال الامام علي كرم لله وجهه : " ليس الجمال بأثواب تزيننا ان الجمال جمال العمل والأدب" .

ولتكن كلمات اجمل نساء الارض الحديثة "اودري هيبورن" نبراسا لكل امرأة تبحث عن الجمال  في قولها : "إن الجمال الحقيقي للمرأة لا يكمن في المظهرية وجمال الملابس وطريقة تصفيف الشعر ووضع أطنان من المساحيق على البشرة إنما يكمن في حلاوة الروح وعذوبة الأخلاق وحب الناس" .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :