facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الرأي العام في الذكرى الثالثة للتفجيرات


د. فارس بريزات
10-11-2008 01:44 PM

ماذا يعني أن تنخفض نسبة الأردنيين الذين يُعرّفون تنظيم القاعدة في العراق الذي أعلن مسؤوليته عن التفجيرات الإرهابية في عمان قبل ثلاث سنوات بأنه "منظمة إرهابية" من 72% في كانون الأول 2005 إلى 30% في آب 2008؟ وماذا يعني أن ترتفع نسبة من يُعرفونها بأنها "منظمة مقاومة مشروعة" من 6% إلى 28% في ذات الفترة؟

باختصار تعني هذه الأرقام أن الرأي العام الأردني تغير كثيراً تجاه التنظيم المسؤول عن التفجيرات. على الرغم من أن الجرح الذي خدش الأمن الوطني في ذاك المساء الخريفي ما يزال ماثلاً وتعتبره الأغلبية من الأردنيين (95%) إرهاباً. ويتفق 95% من اللبنانيين، و87% من الكويتيين، و67% من الفلسطينيين، 62% من اليمنيين، و 60% من الجزائريين مع الأردنيين في رؤيتهم لهذا العمل بأنه إرهابي كما تدل بيانات مقياس الرأي العام العربي الذي ينفذه مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية مع عدد من الجامعات ومراكز الأبحاث العربية والأجنبية.

لماذا تغير الرأي العام الأردني تجاه تنظيم القاعدة-العراق وبقي كما هو تجاه العمل الإرهابي الذي ارتكبه التنظيم؟ هناك عدة أسباب ولعل أبرزها هو أن تنظيم القاعدة في العراق أدرك أنه ارتكب خطأ جسيماً في استهداف المدنيين الأردنيين وأدرك أن الرأي العام الأردني لا يقبل بشرعية يدعيها التنظيم لنفسه بأنه يقاتل أعدائه على الأرض الأردنية ويزهق حياة عشرات الأردنيين من أجل ذلك الهدف – "مقاتلة الأعداء". السبب الآخر هو أن تنظيم القاعدة بدأ يظهر على أنه مقاوم للاحتلال الأمريكي في العراق مما اكسبه صفة "المقاومة الشرعية" لدى ربع الأردنيين ولكن بذات الوقت بقيت الأغلبية من الأردنيين ترفض استهداف المدنيين العراقيين بحجة مقاومة الاحتلال وتتفق الأغلبية في المغرب والجزائر ولبنان وفلسطين مع الأردنيين في هذا الموقف. وفي ظل هذه التغيرات ازدادت نسبة الأردنيين غير المتأكدين من موقفهم تجاه التنظيم من 16% في كانون الأول 2005 إلى 36% في آب 2008.

على الرغم من أن العامل الخارجي مهم في تحولات الرأي العام الأردني تجاه التنظيم، إلا أن الأسئلة المتعلقة بالحالة الداخلية مهمة أيضاً. وأهمها هو هل تكفي المعالجة الأمنية دون المعالجة السياسية؟ ما ينبغي متابعتها هي الأقلية الصغيرة جداً (2%) التي ترى بأن تفجيرات عمان "غير إرهابية". وهو مؤشر على وجود الآلاف من الأردنيين الذين لديهم موقف "قابل بالإرهاب" حتى في الأردن. وجود سياسات احتوائية وتنويرية للتخفيف من "القبول بالإرهاب" يقابله في الجانب الآخر قوى جذب تبرر وتقبل وتشجع الإرهاب مدعومة بعوامل إقليمية ليست بمقدورنا السيطرة عليها. ولكن بمقدورنا تخفيف حدة الميل تجاه الإرهاب بزيادة مساحة التنافس السياسي الحر الذي يُخفف من المواقف المتطرفة. نجاعة المعالجات الأمنية البحتة لا تلغي ضرورة معالجات أخرى خصوصاً إذا كانت غير مكلفة.

بالمجمل، يعتبر الرأي العام الأردني والعربي تفجيرات عمان وشرم الشيخ والمغرب ولندن ومدريد إرهاباً. ولكن السياسة دائماً حاضرة. إذ تعتبر الأغلبية من الرأي العام كل من الأردن والجزائر والكويت تفجيرات لندن ومدريد إرهابية ولكن بنسب أقل من تلك التي تعتبر تفجيرات عمان وشرم الشيخ إرهابية. بينما في اليمن كانت النسبة أقل من النصف وفي فلسطين نحو الثلث. موقف الرأي العام من الإرهاب هو موقف إنساني يرفض القتل لكن للعوامل السياسية أثر في تحديد موقف الناس منه ولا يمكن فهمه دون فهم هذه العوامل.

f.braizat@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :