facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لعنة لعناء


ماهر ابو طير
11-11-2008 03:07 PM

لم يستفد نجل اسامة ابن لادن ، اي شيء ، من براءته من والده ، فقد تبرأ من والده ، في كل مكان ، وصاحب انجليزية ، وتزوجها ، وحاول ان يقول للعالم انه رجل عصري ، ليس كوالده ، فلم يقبله احد وبقي طريدا ، من عاصمة الى عاصمة.

قصة نجل ابن لادن ، تثبت انه لو بقي مع والده في جبال افغانستان ، لكان افضل له بكثير ، غير انه اعتقد انه سيحصل على حياة افضل ، فتبرأ من القاعدة ومن والده ، واراد ان يقول للعالم ان احد ابناء اسامة بن لادن ، مختلف ومتعصرن ، يصادق انجليزية ، ويشاركها فراشها ، ثم يتزوجها ، فترفضه بريطانيا ، في نهاية المطاف ، وترحله اسبانيا ، ثم تحقق معه مصر ، وهكذا ، ليكتشف فقط انه خسر سمعة عائلته ، وخسر عائلته الصغيرة ، ولم يفز الا بالزواج من خمسينية ، كانت لعنة لعناء عليه بكل الاحوال.

مثل هذا ، اخرون في فلسطين والعراق ، يقدمون كل الخدمات ، للاحتلالات ، باشكال وانواع مختلفة ، من التعاون الامني الى التنسيق السياسي ، واي خدمة مطلوبة ، لارضاء الاخر ، والنتيجة تكون انهم مجرد دمى يتم التخلص منها ، عند انتهاء المدة ، ويتم رميهم واستهلاكهم ، في توظيفات كثيرة ، فلا يربح الواحد منهم لا دنيا ولا اخرة ، حتى لو ظن لوهلة ما ان التنازل ، سيخلق شرعية له ، او سيوجد مكانا له ، بين افراد المعسكر الاخر ، ونتذكر بذات الطريقة ، من عملوا مع اسرائيل ، في جيش لبنان الجنوبي ، وحين غادر الاسرائيليون ، جنوب لبنان ، تركوهم كالفئران المذعورة ، تتراكض خوفا من حزب الله ، فقد انتهت غايات التوظيف العسكري او الامني ، مثلما انتهت غايات التوظيف لقصة نجل بن لادن لغايات سياسية وامنية واعلامية ، للقول ان الولد ليس كأبيه ، وان للـ(المجرم) ولدا مستنيرا يصادق ويعشق ويسهر ويتبرأ من الاب (المجرم)غير ان كل هذا التوظيف تنتهي غايته ، عند حاجته الى اقامة في بريطانيا ، فلا يأخذها ، مثلما لم يأخذ كل مقدمي الخدمات المجانية ، اي دخول حقيقي لمجتمعات الاخرين ، وفي حالات ، يتم ادخالهم فتبقى بشرتهم السمراء ، لعنة لعناء عليهم ، مثل حال المترجمين العراقيين الذين تم تسفيرهم الى بريطانيا وامريكا ، وحصلوا على اقامات ، لكنهم لم يحصلوا على كرامة ، ولا كرامات ، فطابور الارتزاق طويل ، طويل جدا.

هذا يعني ببساطة ، ان لا شيء في الحياة ، يستحق ان تتنازل لاجله عن خصوصيتك وعن امتك وعن عائلتك وحياتك الاصلية وشرفك وكرامتك ، لا شيء على الاطلاق يستحق ، لا مال ولا سلطة ، ولا جاه ، ولا شهرة كمثل تلك الشهرة التي حازتها مؤقتا ابنة اخ اسامة بن لادن ، التي تعيش في امريكا اصلا ، والتي لمعها الاعلام الامريكي باعتبارها مغنية سمراء عربية ، وبثوا لها مئات الصور في اوضاع مثيرة جسديا ، ليقولوا ان ابنه اخ اسامة بن لادن ، مطربة ومغنية ، وان الشوك ينجب وردا بمقاييسهم ، وان التشدد يلد نعومة وانوثة وفنا وسهرا ، وان الرمز ليس رمزا ، في ذهنية من يحبه ، اذ ان الاولى ان يؤدب الشيخ ، ابنة اخيه ، ايضا ، لا.. ان يؤدب العالم ، وهي رسائل ذكية جدا ، تمر على البعض ببساطة ، وعندما انتهى توظيف البنت المصون لغايات نعرفها ، تحولت حياتها الى لعنة لعناء ، فأختفت مجددا بعد ان شربوا دمها ، وسحبوا ماء عظمها ، في مشهد ليس جديدا ، والجديد فيه فقط ، هو حسرتنا على هكذا اناس في كل مكان ، يعتقدون انه سيكون لهم مكان ، اذا قدموا خدمات جليلة ، على حساب دينهم وامتهم وسمعتهم وشرفهم وكرامتهم ، فلا ينالون في النهاية سوى لعنة لعناء.

الامر يمتد الى الخدمات التي تقدمها وسائل اعلام عربية ، وبعض الانظمة في شرق المتوسط والعالم الثالث ، فتلك الخدمات التي تقدمها غانية كابنة اخ اسامة بن لادن ، لا تختلف عن الخدمات التي يقدمها زعيم دولة في افريقيا او اسيا ، او اي مكان في العالم ، فالكل يقف في طابور الخدمات ، ويحصل هؤلاء على مزايا مؤقتة ، وطعام مطبوخ بدم العائلة او الشعب ، ورغيف خبز منقوع في دم اطفالنا ، وطابور التوظيف ، لاي غاية ، يتسع زبائن جدد ، غير ان على جميع الزبائن ، ان يتذكروا ان قبلهم ملايين الزبائن الذين تم استخدامهم ثم طردهم من الخدمة بشكل او اخر ، وان بعدهم ملايين الزبائن ، ولا ينال كل هؤلاء سوى لعنة اهلهم وشعوبهم ، وانتقاص قدرهم في الدنيا والاخرة ، ولا يبقى لهم سوى وخز الضمير ، ان كان هناك ضمير اصلا.

بالمناسبة ، هل يستطيع الجاسوس او العميل او المتعاون او المتنازل او المستخدم ، ان ينظر في وجه طفله او طفلته ويبتسم؟ سؤال برسم الاجابة.

m.tair@addustour.com.jo







  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :