facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تمكين الام في عيدها حاجة ملحة


د. طارق لويس مقطش/لندن
20-03-2017 10:42 PM

اتعجب من الاعلانات التي تعج بها الصحف الورقية و الالكترونية لتسوق ادوات المطبخ و البيت على انها هدايا مناسبة ' لست الحبايب' و تزيد عليها انه بامكانك الحصول على هدية شخصية عند شرائك هدية عيد الام. و امام هذا الزخم الاعلاني اتسائل: هل اصبح المطبخ رمزا للامومة؟ و هل هذا جزء من تمكين المرأة الام لتكون جزء فاعلا من المجتمع؟

الام في عيدها لا تحتاج اثمن الهدايا اصلا، علما ان ثروات الأرض كلها لا تفي الام حقها على ابنائها، الا ان ما نقدمه لامهاتنا في عيدهن يجب ان يحمل الرمزية الحقيقية لعلاقة الاولاد بأمهاتهم و يكون امتدادا للتعامل اليومي من اكرامها و تعزيزها و وصلها. لا ضير من هدية شخصية للام في عيدها، على ان لا تكون بديلا او تعويضا عن اكرامها و حسن وصلها. فامهاتنا لن ينتظرن منا جائزة ترضية في عيد الام تعويضا عن اخفاقنا في التواصل الدائم معهن او عن سلوك لا يليق بهن. فمن يجافي امه عاما كاملا لا ينتظر منه احتفالا او هدية يوم عيد الام او صورا مع " ست الحبايب" ليغرق بها مواقع التواصل الاجتماعي.

الام ركيزة اساسية في المجتمع و اولية قصوى. و للامهات حق على المجتمع و حق على الدولة بتسهيل امورهن و تعزيز و تفعيل دورهن في بناء المجتمع و الاسرة. الام ركيزة اساسية في بناء جيل المستقبل و يجب ان تكون مثال حي لابنائها من خلال عملها و مساهمتها في اخراج جيل من القادة. هل من المناسب ان نختزل دور الام بعلاقتها مع المطبخ و تنظيف البيت؟ هل نريد لبناتنا ان يكبرن طباخات و مدبرات بيوت. انا لا انتقص من دور المرأة في البيت و لكني اعظم دورها نحو المجتمع. فالام العاملة تكون مثلا و قدوة لابنائها و بناتها و المجتمع الذي يفقد نصف انتاجيته باجلاس الامهات في البيوت هو مجتمع ناقص لا يمكن ان يتطور.

انا لست ابدا مع اهمال الام لواجبها المقدس و رسالتها في انشاء جيل صالح و متعلم و واعي و مثقف و الانشغال بالعمل المضني، و لكن ابقاء الام حبسة جدران البيت لتربية الابناء فقط سيكون له اثر سلبي على المجتمع و على الابناء مقارنة بتمكين الامهات و تفعيل دورهم. و سيتم انتاج جيل ينقصه الحماس و الرغبة بالمثابرة و العمل. اضافة الى ما سبق، فأنه من المرفوض تماما ان تخسر اي ام فرصة عمل مواتية لرغبتها في الحمل و انجاب الاطفال او لكونها حاملا، فنحن نشهد كثير من حالات انهاء العقود او رفض التعيين اذا كانت المرأة تخطط للأنجاب.

و في هذا السياق اجد نفسي اقف احتراما للرؤية الثاقبة و التي انتهت بأقرار نظام العمل المرن لسنة 2017 و توشحه بالارادة الملكية السامية و الذي سيسمح للنساء العمل ضمن ساعات مرنة، فضلا عن العمل عن بعد بحيث يمكن انجاز العمل عن بعد ودون الحاجة إلى تواجد العامل في مكان العمل. سيساهم هذا النظام بتفعيل دور الام في بناء المجتمع دون اي اثر سلبي على دورها و واجبها اتجاه ابنائها. و اقف هنا املا ان يتم تفعيل هذا النظام بشكل حقيقي و ان لا يغدو حبرا على ورق كغيره من الأنظمة السابقة.

اجمل هدية تقدمها لامك هي وصلها و مراعاتها و مبادلتها الاهتمام و الحب الذي لم تبخل يوما به عليك و افضل هدية تقدمها لام اولادك هو الدعم و المساعدة و التشجيع لتكون طرفا فاعلا كما انت في بناء اسرة على اساس المساواة و التشارك لا التسلط و السيطرة. و لنترك الخلاطات و المكانس الكهربائية و الجلايات ليوم اخر.






  • 1 مهند الصمادي -- جامعة العلوم 21-03-2017 | 08:19 AM

    صح لسانك ودام قلمك دكتور


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :