facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سعد الدين العثماني ورئاسة الحكومة المغربية


د.فايز الربيع
25-03-2017 12:18 PM

تربطني بالمغرب علاقة خاصة ، حيث خدمت في فترة مبكرة في المغرب في عام ( 77 ) مستشاراً في السفارة الأردنية في المغرب .

كان لدينا جالية مميزة في المغرب تضم أكثر من ستمائة وخمسون أستاذاً معاراً في تخصصات اللغة العربية ، والتربية الإسلامية ، والفلسفة ، منتشرين في كل أنحاء المغرب من الناظور ووجده شمالا وحتى أغادير في الجنوب كنت أزورهم في مناطقهم وألتقي بهم ، وكان لدينا أكثر من ستمائة طالب معظمهم في كليات الحقوق والإدارة ، أيضاً في جامعات المغرب ، تخرج الكثيرون منهم ، ووصلوا الى مناصب قيادية وإدارية على مستوى القضاء والداخلية وغيرها ، وتزوج بعضهم من المغرب وكونوا أسراً ممتدة ، وعلاقات مصاهره مع العائلات المغربية .

في أول مؤتمر عقده منتدى الوسطية للفكر والثقافة في مطلع هذا القرن وكنت مسؤولاً عن المؤتمر ودعواته ، دعوت مجموعة من المفكرين كان من بينهم الدكتور سعد الدين العثماني ، وتوطدت العلاقة معه ، وعندما كنت في المكتب التنفيذي لحزب الوسط الإسلامي قمنا بزيارة للمغرب ، كان العثماني يومها أميناً عاماً لحزب العدالة والتنمية المغربي ، وعقدنا اتفاقية تعاون مع الحزب وقعها العثماني .
دعاني صديق مغربي ، أسمه الحاج أونجار لحسن ، في الدار البيضاء الى غداء ودعوت الدكتور العثماني الى الغداء ، كان صديقي من الامازيغ ، وجرى تبادل حديث بين صديقي والعثماني باللهجة الأمازيغية ، ويومها عرفت أن الدكتور العثماني ينتمي الى الأمازيغ ، وهم من سكان المغرب الأصليين يمتازون بالصدق في التعامل ، والانتماء الصادق الى الإسلام .

الدكتور العثماني طبيب نفسي ، ولكنني أعده من المفكرين الإسلاميين المستنيرين ، قدم في الأردن من خلال المنتدى العالمي للوسطية ، الذي اسهمت في تأسيسه ، ومن خلال مركز القدس للدراسات مجموعة من الأبحاث المستنيرة عن ما يسمى ( الإسلام السياسي ) وأهتم بدراسة التراث الفقهي السياسي ، واستخرج منه كنوزاً من الأفكار الجديدة في الطرح ، والتفسيرات التي أضافت إضافة نوعية الى هذا النوع من الدراسات ، والتقيت معه في الرياض في ندوة مركز دراسات الملك فيصل في نفس السياق من الأبحاث .

اليوم تم تكليفه بتشكيل الحكومة المغربية الجديدة ، وكان قد خدم وزيراً للخارجية في الحكومة السابقة ، وبما يملك من رؤيا انفتاحيه ومن دماثة الخلق وابتسامته التي لا تفارقه ، وفهمه للمعادلات الدولية والإقليمية ، وقناعته بالتعايش مع الآخر المختلف فكرياً ومنهجيته ضمن الجوامع المشتركة يحظى باحترام القوى السياسية القائمة على النظام الحزبي ، وتكليف أكثر الأحزاب حضوراً في البرلمان ، بتشكيل الحكومة ، تجربة تدعو الى نمو العمل الحزبي .

لا يستطيع حزب واحد أن يحكم ، فالتشاركية ، وتكامل وجهات النظر وشعور القوى الفاعلة من الأحزاب ومؤسسات المجتمع الوطني ، إنها معنية بإيجاد الحلول لمشاكل البلاد ، وتحمل المسؤولية في قيادة السلطة التنفيذية والتشريعية ، وهو ما تنادي به كثير من القوى ، بما يطلق عليه حكومة الإنقاذ الوطني ، التي تمثل التيارات السياسية والقوى الفاعلة في المجتمع .

 

في المغرب يعرف شكل الحكومة بعد الانتخابات ، من خلال الحزب الفائز وأنا على يقين أن الدكتور العثماني قادر على تشكيل الحكومة الجديدة ، والانفتاح على كل الأقطار العربية ، وللأردن ، بالعلاقة التي تربط جلالة الملك عبدالله الثاني بالعاهل المغربي ، وبما يختزنه العثماني من علاقة حب للأردن ، ستكون مفتاحاً لتطوير أكثر للعلاقة الأردنية المغربية على كل المستويات ، والمغاربة شعب أصيل ومحب للأمة العربية ، وللقضية الفلسطينية مكانه هامة في السياسة المغربية ولدى الشعب المغربي ، نتمنى لهم كل استقرار ونجاح .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :