بالأمس توجهت انا وعائلتي الصغيرة الى بيت من بيوت الكرم والأصالة والعراقة لقراءة فاتحة أخي عيسى على كريمة العم والاخ وصديق الوالد درويش مجدلاوي ، ولأن الجرح الوطني نما وأوجع ، ولأننا نفجع يوميا بشلال الدم الذي يسيل في كل مكان ، فقد كان للعم العزيز أبو مصطفى مباردة طيبة بأن رفض أن يكون هناك جاهة خطوبة لأبنته وأكتفى بمن حضر من عائلتنا الصغيرة لما يربط العائلتين من روابط الصداقة منذ زمن طويل.

هذه هي السلط ، كانت ومازالت أوجاعها ما أصاب غيرها ، من جبالها نتذكر ونتعلم ونصبر ونحلم ولا ننسى ، كيف لا وهي تعانق النسمات من أطهر بقاع الأرض فلسطين ، لم تكن يوما الا واحة للتآخي والمحبة بين مختلف عائلاتها بغض النظر عن الأصل أو الديانة ، رصفت من حجارتها الصفراء معلما للتاريخ ، وشاهدا من شواهد عزتنا ورفعتنا ومحبتنا لبعضنا البعض ، شكرا لمن بادر وكسر الأنانية ، شكرا لمن بادر وقال لا للمظاهر الزائفة ، شكرا لمن أعادنا لأنبل عاداتنا وتقاليدنا ، شكرا لهذا الوطن الذي جمعنا على الحب والتآخي واحترامنا لبعضنا البعض .
وطني بخير طالما فيه أهل النخوة والخير .