عمون- محمد الخوالدة- احيا نقابيو الكرك في مهرجان خطابي حاشد اقيم في مجمع النقابات المهنية بمدينة الكرك بمشاركة الكاتب القطري الدكتور محمد المسفر ورئيس مجمع اللغة العربية الدكتور خالد الكركي ورئيس بلدية الخليل الدكتور داود الزعتري ذكرى شهداء قلعة الكرك الذين صعدوا في حادث قلعة الكرك الارهابي في الثامن عشر من شهر كانون اول الماضي ، وتحدث في المهرجان اضافة الى الدكتور المسفر والدكتور الكركي والدكتور الزعتري عدد من النقابين وممثل فعاليات المجتمع المحلي  . 

وقال الدكتور المسفر ان الكرك كمثل كل ارض الاردن كانت سباقة للشهادة لتحقيق قيم الحرية والعدالة والوطنية، فمن ارض الكرك كان شهداء البدء في مؤتة، ومنها انطلق صلاح الدين محررا للقدس، وفي جبين الكرك الموشح بالعروبة قال المسفر شيخ القلعة ابراهيم الضمور الذي فدى بأطفاله ضيوفه القادمين من فلسطين هربا من بطش ابراهيم باشا المصري، لتبقى الكرك دائما حصنا لا يملك ولا يمس . 

وعرض المسفر ما قال انه الملاحم البطولية التي سطرها الاردنيون ومنهم اهل الكرك على مر تاريخهم وفاء للقيم التي يؤمنون بها من عام 1910 حيث ثورة الكرك ضد التعسف العثماني ومرورا كما قال بالمؤتمر الاردني الوطني الاول الذي انطلق دفاعا عن العروبة ، كما استذكر بطولات الجيش الاردني في باب الواد واللطرون ، وصولا الى شهداء قلعة الكرك التي زفت للوطن يوم امتدت لها يد التطرف رجالا توجوا في جبين الزمان شهداء حق وواجب. 

وحيا الدكتور الكركي الشهادة والشهداء الذين قال انهم من ينسجون من ارواحهم رايات الامة ، شهداء لبوسهم اردية الارجوان ، ارجوان مؤتة لا ارجوان دولة الرومان ، ارجوان باب الواد وصباح الكرامة وليلة القلعة الذين اسرجوا العاديات ضبحا ، وطاروا الى الحرب زرافات ووحدانا ، وبدأوا الرعد وهم يتلون اوائل الورد وآيات سورة الرحمن . 
هذا هو زمننا الجميل اضاف الدكتور الكركي ، اما الزمن الثاني فهو الزمن الرديء ، زمن من امتطوا بغال الشر وصاروا غربانه ، ترددوا وصمتوا وباعوا واستكبروا على ما يحيط بهم من خزي عظيم ، انهم دعاة الهزيمة والاستسلام والتشظي والطائفية ، تجار الحروب من العدميين والندمان ووعاظ السلاطين والطفيليين ، لكن صواعق الحق ستحرقهم عند التماع البروق وطغيان التيار القومي الغاضب وجريان نهر الشهداء العظيم . 

واضاف الدكتور الكركي ان لنا زمن قادم ، زمن النسور في سماء بلا غيوم وحق الاطفال في كتب بلا خوف ولا خرافة وحق الاردنيين في وطن عادل وكريم ، حيث لا غزاة ولا ضباع ولا جهلة متطرفين ، لنا حق الغضب كما لنا حق الشهادة ، والذي لنا سنقاتل فيه عن الوطن والاطفال والحياة ، اما القتلة فسنردهم الى بطن الثرى رمادا مجبولا باللعنة الابدية على الفاسقين . 

رئيس بلدية الخليل وجه التحية لذوي الشهداء ، وقال عندما انظر الى صور الشهداء اقول من القلب حمى الله الاردن وطنا وقيادة وشعبا وادعوا لها بالأمن والاستقرار ، واضاف عندما سمعنا في فلسطين بحادث قلعة الكرك الارهابي وقفنا جميعا متضامنين في وجه مؤامرة كانت تستهدف النيل من الامن الوطني والقومي والاسلامي ، مشيرا الى ان كل من يتامر على الاردن لن ينال منها شيئا ، ليبقى الاردن سدا منيعا في وجه كل محاولات استهدافه، واضاف ان قوة الاردن هي قوة فلسطين ، فالأردن وفلسطين شعب واحد تربطهما علاقات تاريخية متينة مبنية على الاصالة والنخوة والمحبة . 

رئيس مجلس النقباء المهندس محمود ابوغنيمة قال ، لا يتقدم احد على الشهداء فهم اصحاب المكان والزمان ونحن ضيوف في رحابهم ، ووجه التحية لسائد المعايطة اسد القلعة ورفاقه في الشهادة كلا باسمه ، وقال ان اللغة تعجز عن الوفاء بحقهم فمن يكتب حكايته بالدم لا تكفي بوصفه كل مفردات اللغة ، فلغة الشهداء لغة خاصة لا يحكيها الكلام ، واضاف لقد خط شهداء قلعة الكرك اسماءهم في صخور الكرك وقلوب الاردنيين الذين يزرعون ضلوعهم سياجا لحماية الارض والوطن الاغلى الذي سيبقى عصيا على خوارج العصر وبعيدا عن ايديهم وايدي مشغليهم المجبولة بالدم والشر والحقد . 

رئيس لجنة بلدية الكرك الكبرى عدنان قطارنة قال في حضرة الشهداء نرسخ مسارات الوسطية والاسلام المعتدل ومعاني التسامح والاخاء والعيش المشترك كفلسفة عامة اختطها الاردن ، واعداء هذه القيم التي تجسدها تضحيات شهدائنا يرون في الاردن خصما عنيدا فيكيدون ويتامرون ، واضاف ان الشهداء هم الاجدر بالتسامي فتضحياتهم تفرض علينا استحقاقات الوفاء لهم وتخليد اسمائهم في وجداننا لتتناقلها الاجيال جيلا اثر جيل . 

امين عام مجمع النقابات المهنية / نائب نقيب المحامين رامي الشواوره استذكر شهداء الوطن على مدى تاريخه الطويل ، بدء بشهداء 1948 ومرورا بعام 1967 ومعركة الكرامة وصولا الى تضحيات شهداء الركبان والبقعة والشهيد معاذ الكساسبه وشهداء قلعة الكرك ، اسماء قال الشواوره انها ستبقى خالدة في الاذهان . 

والقى الشاعر العراقي غدير الشمري قصيدة من مجد فيها الشهادة والشهداء ونوه بسيرة الاردن الذي نذر نفسه للذود عن حمى الامة وحياضها وطنا وقيادة وشعبا . 

وفي نهاية الحفل الذي اداره الدكتور مظفر الجلامدة بتواجد جمع كبير من المدعوين من داخل وخارج محافظة الكرك تم تكريم ذوي شهداء حادث قلعة الكرك الثلاثة عشر اضافة الى من اصيبوا في هذا الحادث ،وكذلك السائحة الكندية التي قضت فيه.