facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شبابيك القلب .. مدارس ..


ربيعة الناصر
16-11-2008 03:35 PM

اندفعت ممتقعة الوجه نحو مديرة المدرسة وألقت على مكتبها بورقة مقتطعة من دفتر مدرسي وهي تردد في تبرم خجول: إلى متى سأصبر على هذه الطالبة؟
إقرأي هذه الرسالة ، أخجل من ذكر ما ضمته من عبارات الغزل والهيام!!!
كانت تلك المرة الأولى الذي تظهر به المعلمة بهذا الضيق والتبرم من طالبة، عرفها الجميع شخصية ممتلئة أمومة دافئة، تنادي من حولها دوما ومن غير تكلف ب حبيبتي وعيني وروحي، يفيض وجها سماحة ورقة، ويتسع صدرها لكل التناقضات التي تحيط بالبنات والمعلمات والعاملات في المدرسة..
حملقت المديرة في الورقة وبدأت تصدر عبارات الاستنكار والاستهجان مما تقرأ، تناوبت المعلمات على قراءة الورقة المنتزعة من دفتر مدرسي بشغف وفضول، كان الوقت فرصة، جميع الهيئة التدريسية في غرفة الإدارة..
بدأت كل واحدة منهن تستحضر انطباعاتها عن تلك الطالبة (غريبة الأطوار)، نظراتها، حركاتها، سلوكها، كل ما يبدر عنها مريب..!
فورا أصدرت المديرة أمرا في طلب الطالبة المتهمة.
فتاة لم تتجاوز الثالثة عشر تجر قدميها جرا نحو قاعة المحكمة ، عفوا غرفة المعلمات ، رأسها منكس ، عيناها مسمرتان في الأرض ويداها مضمومتان إلى خصرها ..
انهالت عليها التوبيخات من كل جهة..
: طالما أنك تجيدين كتابة رسائل الغرام، ما الذي يمنعك من دراسة دروسك..غريب ليس هناك أي خطأ إملائي في رسالتك، والتفت المعلمة إلى زميلاتها معقبة: إنها لا تعرف أن تكتب كلمتين في الامتحان لا أعرف كيف كتبت هذه الرسالة..
قرأ الجميع الرسال، ةالمعلمة الجديدة فقط، لم تقرأ الرسالة، ربما خشيت اتهامها بالفضول، تملت في وجه الطالبة، رأت فتاة يرتعد جسدها الضئيل تحت الثوب المدرسي الهزيل.. لم يبدر عنها ما يشي بالجرأة أو بالوقاحة.. وتكاد من الخوف تختنق..!
صرفت المديرة الطالبة ، غادرت المتهمة المكان وسياط العيون تربك خطواتها..
: ممكن أقرأ الرسالة ؟ سألت المعلمة الجديدة
من السطر الأول تبين لها كاتب الرسالة، رفعت رأسها بعد أن انتهت من رسالة الغرام،تسائلت بحذر: لم أرى في هيئة البنت ما يوحي بغرابة الأطوار، وأعتقد أنها لم تعرف السبب الذي أغضب الجميع منها..
هل منكم من يعرف بيت البنت، كيف تعيش، مع من؟
أجابت إحداهن: يتيمة الأبوين، وتقيم في بيت عم لها..
وعقبت معلمة ثانية بقولها: أحيانا تأتي متأخرة ويبدو عليها الإرهاق والتعب! وتصدت أخرى بقولها: .. إنها تمسح الأرض في كل صباح قبل مغادرتها البيت، وكثيرا ما تزكم أنوفنا رائحة الكاز المنبعثة من يديها وثيابها..
فيما بعد... تبين من خلال المعلومات التي تعرفها المعلمات جيدا..!
أن الطالبة (غريبة الأطوار) طفلة مستثناة في البيت ، ليس من يربت على ظهرها ، لن أقول من يضمها أو يقبلها ، تحمل عبء مسؤولية بيت باكمله.
تاقت أن تقول لمعلمتها كم هي تحبها.. فاستشارت صديقة لها، أقرضتها كتاب أخيها (رسائل المحبين) لتنقل عنه رسالة محبة خالية من الأخطاء للمعلمة التي تحب..!
ترددت كثيرا قبل أن أرسل بهذه الحكاية المؤلمة للنشر، إلا إن إلحاح داخلي يدفعني وباستمرار لاستحضارها وغيرها من مواقف، نرتجل فيها نحن المعلمون أحكاما، وننساق وراء لغو لا يمت بصلة إلى مهنة التعليم،
أقول،ربما لو كان في بيت البنت رف صغير من الكتب،
أو لو كانت هناك بضعة رفوف للكتب اللامنهجية والقراءة الحرة في غرفة الصف ..
لكانت أعفتني من الكتابة هنا..!!!
rabeea.alnasser@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :