facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




احداث ايلول ووصفي التل في حكاية ثورة


طاهر العدوان
17-11-2008 02:59 AM

تابعت عددا من حلقات »حكاية ثورة« التي تبثها فضائية الجزيرة عن مسيرة الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها, وتقدم المادة المكتوبة من معد الحلقات مع الصور التلفزيونية الارشيفية الى المشاهدين توثيقا مهما عن المراحل التي عاشتها القضية الفلسطينية منذ نصف قرن, وتأتي هذه الاهمية كون القضية لا تزال ساخنة ومسألة معاشة عند ملايين الفلسطينيين والعرب.

غير انه ومن خلال ما شاهدت استوقفتني عدة ملاحظات منها: اولا: ان معظم شهود المرحلة التي استضافتهم الجزيرة, وهم من القيادات والكوادر الفلسطينية تحدثوا عن انفسهم وبطولاتهم اكثر مما فعلوا عن القضية الفلسطينية نفسها, وكأن الثورة جسم منفصل عن تاريخ هذه القضية ومسيرتها, فالانتصارات رصيدهم, والخسائر والهزائم رصيد الوطن والقضية, بينما واقع ومعالم المرحلة بما تحمل من نكسات وفشل وانحدار يفترض ان يكون (النقد الذاتي) غالبا في روايات الشهود.

لقد ارتكبت اخطاء فادحة على مستوى القيادات الفلسطينية والتنظيمات لا زال الشعب الفلسطيني يدفع ثمنها باهظا, سواء في بداية العمل الفدائي في الاردن ولبنان, أو غزة والضفة الغربية فيما بعد.

وكانت حلقات الجزيرة, ومناسبة سرد حكاية الثورة, فرصة لهذه القيادات والتنظيمات ان تعيد قراءة التجربة بعيون نقدية, وبموضوعية تاريخية تسلط الاضواء على الجوانب السلبية, وبعضها كان خطيرا جدا على مسيرة الثورة, وفي ذلك, فرصة ايضا, عبر منبر الجزيرة الاعلامي المشاهد من الملايين لتقديم العبر والدروس التي تساعد في تقييم وتقويم مسيرة نضال شعب لم تحقق اهدافها بعد.

ثانيا: كانت هناك فرصة لهؤلاء ان يعترفوا بالاخطاء من باب النقد الذاتي بعد نصف قرن من عمر التجربة النضالية ومنها (1) الاعتراف بالتجاوزات التي مارستها التنظيمات الفلسطينية في الاردن في الفترة ما بين عامي 67-,1970 والتي تم فيها التعدي على السيادة الوطنية وكرامة المواطنين بصورة ممنهجة وعلى اسس اقليمية بغيضة.

(2) لقد اساء المتحدثون الى مشاعر الشعب الاردني عند تناول قضية اغتيال رئـيس وزراء الاردن الاسبق وصفي التي في القاهرة, واسهبوا في سردها وكأنها عمل بطولي, غير قادرين على تجاوز احقاد, قادتهم الى ارتكاب تلك الجريمة النكراء بالتعاون مع اجهزة السادات, ولو كانوا منصفين لبادروا بالاعتذار عن تلك الجريمة, ثم لكانوا اعادوا تقييم مواقفهم من احداث ايلول واغتيال الشهيد التل.

يفترض ان تعاد قراءة احداث ايلول من باب انها صراع بين النظام الاردني وبين منظمات مسلحة ارادت انتزاع الحكم, ولم تكن مسألة خيانة كما تم تفسيرها, فالسلاح الفلسطيني رفع بوجه الفلسطيني في الماضي في بيروت ومخيم نهر البارد, ولا يزال في غزة والضفة, فلماذا يتم الحرص على وضع احداث ايلول في خانة العداء مع الاصرار على عدم تجاوزها في الوعي والذاكرة التاريخية??

لقد سمعت من ابو عمار وابو اياد في بيروت في بداية الثمانينيات اعترافات صريحة بان الثورة الفلسطينية ارتكبت خطأ جسيما باغتيال وصفي التل, وفي المقابل, ومن موقع عملي في القسم السياسي في الاذاعة الاردنية الذي كان مقربا من وصفي التل حتى لحظة استشهاده, فان اصراره على حضور مؤتمر وزراء الدفاع في القاهرة كان لعرض مشروع تنظيم عمل المقاومة من الجبهة الاردنية في اطار جبهة دول الطوق, وضمن خطوط استراتيجية شاملة لتحرير الاراضي العربية المحتلة, وجاءت واقعة اغتياله ضربة قاصمة للمقاومة الفلسطينية, وتاريخ الرجل الذي يتم اغفاله في روايات (المناضلين) انه ابن للقضية ورجل مقاومة ضد الصهيونية في جيش الانقاذ ومع الجيش السوري في الجولان وان اكثر انشغالاته كانت تحرير فلسطين.

في الخلاصة, نتحمل نحن في الاردن, ذنبا وتقصيرا, بحق الوطن وتاريخه ورجالاته, لان الغياب لا يزال كاملا في تسجيل روايات شهود العصر او من خلال الدراما في ظل وهم السلام وهموم الاقتصاد, بينما يحاصرنا الاخرون باسلحة الاعلام وتزوير التاريخ وتسميم الوعي والذاكرة الوطنية.0






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :