facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وماذا فعلت هذه القمة؟


طارق مصاروة
05-04-2017 01:58 AM

أعجب ما سمعنا خلال هذا الاسبوع، أن هناك من الأردنيين، من هو مستعد للسؤال في اذاعة لندن، أو على صفحات التواصل الاجتماعي: وماذا فعلت هذه القمة؟ ماذا حققت؟ .. ولم يمض يوم واحد على انتهائها على شواطئ البحر الميت. وتمتد هذه الأسئلة الى كل مؤتمرات القمة السبعة والعشرين.. ليأخذ الحكم على عبثية القمة وزنا حقيقيا او شبه حقيقي.

وخلف هذا النمط من الانحطاط الذهني امر لا علاقة له بالوضع الذي تعيشه المنطقة من حولنا، ولا علاقة له بما يجري من تذابح عربي، واقليمي، ودولي.. وانما حالة تستحق من علماء النفس الجماهيري تحليلا اعمق من هذه العجالة.

ونستطيع ان نفسّر، بقدر محدود، من هذا التحليل، فتوارث الولاءات القديمة التي مرت بها الديكتاتوريات العسكرية، واعلامها النازي الذي كان يقوم على: اكذب، واكذب واكذب فلا بد ان يصدق بعض الناس .. بعض الكذب.

فتراكم اختلاط هذا التوارث ادى الى حالة من الهذيان في الحكم على الاشياء.

لقد صدّق ملايين العرب كذبة صواريخ الظافر والقاهر التي كانت تزرع شوارع القاهرة، وهي لم تكن الا اشكالا من الخشب والكرتون. وصدقوا تحويل نهر الاردن وقممه في الوقت الذي كان النهر قد حوله العدو.. وجمّعه في بحيرة البطوّف، واوصله الى النقب. وبالمساق ذاته صدقنا قصة القيادة الموحدة، وعلي علي عامر. وصدقنا قصة الحروب الوهمية على الجولان.. وصدقنا وصدقنا. ولما كان كل ذلك انتهى الى هزيمة حزيران ثم الهزائم التي تلت. وصل الكثيرون الى طرح مثل هذا السؤال المنحط بعد يوم واحد من قمة احتاجت الى معجزة لمجرد انعقادها، في ظروف انهارت فيه دول وتشرّد ملايين الناس وقضى حتى الآن على بعد متر واحد من حدودنا الشمالية 300 ألف سوري قتلا برصاص النظام الديكتاتوري الطائفي، والطوائف غير السورية التي تحكم.

هذا الخليط الذي يداهم طارحي الاسئلة، وماذا فعلت هذه القمة؟؟. هذا الخليط من ذاكرة منهكة بالهزائم، والمعتقدات القائمة على الكذب ونتائجه، جعلت الكثير من جامعي الذكريات المتناقضة لا يعرف كيف يتعامل مع قمة انتزعها الأردن والدول العربية من فم الكارثة. ولذلك فهو يطرح السؤال الاكثر تفاهة: وما الذي فعلته هذه القمة.. بعد يوم واحد من انعقادها.

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :