facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جبوا المغيبة وافتحوا الحقيبة


عدنان الروسان
12-04-2017 07:22 PM

يتوالى مسلسل اتهام الكثير من الشخصيات العامة و التي تشغل أو كانت تشغل مناصب عليا في الحكومة أو الدولة ، و تكتظ ليس فقط مواقع التواصل الاجتماعي بالتهم و التندر بالمسئولين بل إن تقارير عربية و غربية رصينة تقوم بنفس الفعل و تتهم الكثير من المسئولين الأردنيين بالفساد و عدم الشفافية و الإثراء الفاحش بواسطة الوظيفة و المنصب ، و ما يحيرني أن بعض المسئولين يغضبون من هذه الاتهامات و لا يعالجونها بالطريقة الصحيحة التي تنجيهم في الدنيا و الآخرة من الاتهام و العقاب و يلجئون إلى التهديد و الوعيد و يريدون أن يغلقوا مواقع التواصل الاجتماعي و سجن الناس و محاسبة المواقع الإخبارية و الصحافة كلها.

الناس يعيشون في فقر و ضنك و مذلة و مهانة و يأكلون من القمامة ، و يكفي للمسئولين أن يتجولوا خارج نطاق أحياء الفصل العنصري التي بناها ديناصورات العهود الماضية كما قال وصفهم الملك ذات يوم ، في عمان الغربية أو أن يذهبوا إلى منطقة السكة في مدينة الزرقاء مثلا ليروا مقدار الفقر المدقع الذي يعيشه بعض الأردنيين بل معظمهم ، و بالمقابل يرى هؤلاء الفقراء بأم أعينهم وزراء و نواب و أعيان و مسئولين يتجولون بسيارات فارهة ثمن الواحدة يغني حيا بأكمله ، و يقطنون قصورا كتلك التي في هوليوود ، و هم لم يعملوا شيئا في حياتهم سوى أن يكونوا مسئولين أو وزراء أو أبناء مسئولين أو أبناء وزراء أو رؤساء ، أشخاص يتعالون و يتكبرون على فقراء الأردن و يصفونهم أحيانا بالحمير أو الزبالة ، تخيلوا وزيرا يصف شعبه بالحمير و وزير أخر يصف الأردنيين بأنهم باردين وجه ، فقط لأنه شعب شريف نظيف و لا يسرق و لا ينهب من الموازنة ... ياحرام

ثم يدرك أولئك الفقراء أن لا فرصة لهم و لا لأبنائهم في أن يرتقوا يوما ليكونوا من تلك النخبة أو قريبين منها حتى ، فكل ديناصورات النخبة لا يموتون و لا ينقرضون حتى يورثوا أبنائهم ، لا أريد أن اعدد أبناء رؤساء الحكومات السابقين و بناتهم و أحفادهم و كناينهم الذين يشغلون مناصب عالية جدا في الحكومة و الدولة و يتقاضون مرتبات فلكية ليس لأنهم قمة في الذكاء أو عباقرة مثل اينشتاين بل كل سيرتهم الذاتية أنهم ولدوا أبناء رؤساء وزارات .

و هكذا ينقسم المجتمع ، أو ينفصم و يرى أن لا ملجأ له مما هو فيه إلا إلى الله لأنه لا يقدر على مناكفة النخب و لا يستطيع المطالبة بحقوقه و لا يستطيع أن يفعل شيئا سوى الهجوم الواسع في مواقع التواصل الاجتماعي و العودة إلى الله و بالعودة إلى الله يبدأ بقراءة كل ما يلعن الفساد و الفاسدين في الدين و يصبح لا يرى طريقا للخلاص و بالتالي ينتهي به المطاف مع داعش أو واحدة من أخواتها ، و استطرادا يكون أصحاب المناصب المتهمين بالفساد هم المتسببين بتعاطف شرائح من الناس مع التطرف و التكفير و العنف ، و هم الذين يدفعون الناس دفعا للجريمة و الانتحار و اغتيال الشخصية و غير ذلك.

المسئول أو الوزير أو الرئيس مطالب هو وقبل أن يتهمه الناس بتوضيح كل ما من شأنه أن يضعه في موضع الاتهام ، و مقولات أن كل واحد حر و أن الحديث عن المسئولين و ثرواتهم و نزواتهم ينتهك حريتهم الشخصية كلام لا سند له لا في الشرع و لا في الديمقراطية و لا في العرف ، انظروا إلى الرسول و هو فوق الشبهات صلى الله عليه و سلم ، عن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفا . فأتيته أزوره ليلا . فحدثته، ثم قمت لأنقلب ، فقام معي ليقلبني - وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد- فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : على رسلكما ، إنها صفية بنت حيي فقالا : سبحان الله يا رسول الله . فقال : إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم . وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا ، ثم حينما وقف الخليفة عمر و ما أدراكم ما عمر كان يحكم دولة تمتد من أقصى غرب طنجة إلى أقصى شرق المتوسط و وسط أسيا وقف على المنبر يخطب و قال أيها الناس اسمعوا و أطيعوا ، وقف إعرابي ما بسوى شلن في تقييماتنا هذه الأيام و قال مقاطعا الخليفة يا عمر لا سمع و لا طاعة فثوبك أطول من أثوابنا و أنت رجل طويل القامة فمن أين أتيت بكل ذلك القماش لذلك الثوب ، قال عمر لم تكفني حصتي من القماش من بيت مال المسلمين فأشفق عبدالله ابن عمر على أبيه و أعطاني حصته قال الإعرابي الآن سمعا و طاعة ، و لم يرفع الخليفة عليه قضية عصيان و قدح و ذم عند المدعي العام في المدينة و لم تتناوله أي أجهزة أمنية لمعاقبته و محاسبته ، و بقي الخليفة عالي القدر و الإعرابي آمن في سربه معافى في جسده و رزقه.

ليس محببا أن يشك الناس يبعضهم البعض فإن بعض الظن إثم و لكن ما نراه أيضا يجعل على كثيرين من الصعب أن لا يشكوا و يشككوا و يقولوا إن سوء الظن من حسن الفطن كما قال الشافعي ، ارحموا الناس و ارحموا أنفسكم و رحم الله امرءا جب المغيبة عن نفسه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :