facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين القيادتين الفكرية والسياسية


د.فايز الربيع
15-04-2017 11:32 AM

بعد انتقال الخلافة الى بني امية و تحول الملك الى وراثة ووجود معارضة فكرية و سياسية تحولت الى مواجهات عسكرية انهكت هذه الحروب الطاحنة لأكثر من قرن من الزمان اصحاب الفكر و الالتزام السياسي مما الى تراجع دورهم والانطواء بعيداً عن القيادة السياسية حتى كان نصيب الكثير من العلماء ومنهم الائمة الاربع الايذاء فسجن الامام ابو حنيفة – وضرب الام مالك –ونال العذاب احمد بن حنبل وهرب الامام الشافعي من حضرة السلطان – و بغض النظر عن صواب الفكر و خطئه فمن غير المستساغ ان يقتل شخص لمجرد اظهار رأي مخالف لأن الاجدى الحوار – الحجة بالحجة – و الرأي بالرأي – وتنامى هذا الامر في العصور المختلفة – و من هنا حفلت كتب السياسة الشرعية في كثير من الاحيان بتبريرات سياسية ، عند عرضها على الكتاب و السنة نجدها لا تتسق معها – حيث غيبت الشورى بوصفها مؤسسة ولم تنضج بالممارسة الفعلية – و بقى الناس يتحدثون عنها نظريا – و لكنها بعيدة في الواقع – و من المعلوم ان الدولة و كيانها الحضاري ينمو بالعدل و الحرية اللذين يتبعهما الازدهار و العمران – اما الظلم و الاستبداد و الرأي الواحد فلا ينتج عنه الا التخلف و العمران – وهذا قانون اجتماعي حيث قال ابن خلدون في مقدمته ( الظلم مؤذن بزوال العمران ) لقد علمنا الرسول صلى الله عليه و سلم ان الشورى اساس و هي من صفات المؤمنين ، و هي امر ليس على سبيل الندب او الاباحة و انما على سبيل الأمر ( و شاورهم في الأمر  ) .

إن الغرب قد حل اشكاليته السياسية من خلال الديموقراطية و التي هي اسلوب في الحكم تراضى عليه الناس ، كأداة للوصول الى السلطة التنفيذية ، من خلال الاحزاب و البرامج و الانتخابات .
نطلق في عصرنا الحاضر على اهل الرأي – أو اهل الحل العقد – تجاوزاً ( المثقف ) – والذي له رأي سياسي – او فكري- او اقتصادي و من المعلوم ان النظام العام للمجتمع هو الذي يحكم في النهاية صواب الرأي – ووصوله الى حيز التطبيق – و المجتمع لا يقبل عندنا ما هو صادم له من الآراء – التي تجرده من قيمه و مبادئه و عاداته الايجابية و على رأس كل ذلك دينه الذي يعتز به .
ان وجود ( المثقف السياسي ) و ليس ( السياسي المجرد ) ضرورة سياسية و ضرورة اجتماعية – لان الانسان بدون مرجعية تحكم سلوكه او مبادئ ( تخلّق ) تصرفاته يصبح اداة في يد من يريد توجيهه صباحاً في اتجاه و مساءً في اتجاه ، ومن هنا تضيع المؤسسية وتراكم الخبرة – و تدرّج البرامج في التطبيق في غياب الرؤيا الشمولية لإدارة الدولة ضمن الاستراتيجيات التي تأخذ بعين الاعتبار المعادلات الواقعية و المحلية و الاقليمية و الدولية .

ووجود شخصيات وازنة في موقع قرار ادارة الدولة يقنع الناس بتبعيتهم و سماع آرائهم ، اذ ان الناس تنصاع للقانون كراهية و خوفاً من العقاب ، و الافضل أنها تطبق القانون طواعية و محبة و قناعة أن هذا هو السبيل الى رقي الدولة .

و مشكلة ( المثقف السياسي ) في العالم العربي في العصر الحديث أنه اصبح ( كبعض كتاب السياسة الشرعية ) يطوعون آرائهم تبعاً لما تريد السلطة فيزداد الناس بعداً عن المثقفين لإن تجربتهم في السلطة لم تكن بأحسن حالاً من غيرهم .

إن تجسير الفجوة بين ( الأمة و العلماء و الحكام ) أو ( بين المثقف و السلطة ) ضرورة وطنية لتجاوز مرحلة الانحدار السياسي الذي ازدادت فيه الفجوة بين السلطة و الناس والتي لا غنى عن جبرها لمصلحة الأمة و مستقبل الأجيال و البدء بمشروع نهوض حضاري جديد يعيد لهذه الأمة مكانتها التي تستحق.

 


Email: Drfaiez@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :