facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قراصنة الصومال والمندب: وماذا بعد؟


د.مهند مبيضين
24-11-2008 08:41 PM

القرصنة او النهاية المفتوحة التي تاتي جراء اختلال موازين القوة دوما، وقد تحملها شهوة الإبحار عبر أمواج المحيطات والبحار، التي يملأها القراصنة دوما دماً، أي دم وبأي ثم، إلى أبعد من أي مخيلة ممكنة.

هنا تقفز الذاكرة التاريخية لعمل هؤلاء القراصنة في ظل الحديث عن تصاعد عمليات القراصنة في الشواطئ الصومالية في مضيق باب المندب الذي يعد مفتاح الدخول إلى البحر الأحمر وأفريقيا الشرقية وجنوب السودان.

في القرن السابع عشر أصدرت الحكومة البريطانية رسائل من الديوان الرسمي إلى الأشخاص الذين يديرون حروبهم بصورة خاصة، بمنحهم حق الهجوم على السفن التجارية المعادية، وبتشبيه تلك السفن المتطوعة ببحارتها للاعتداء تشبيهاً جزئياً ومرادفاً للقرصنة. وهذا التصريح البريطاني كان سببا في فتح آفاق واسعة للتلاعب والصراعات حول مناطق المستعمرات وممراتها الحيوية، والاختفاء من خلال العمل السياسي والتجاري اللامشروع، خلف قناع القرصنة "المشرعنة" من البلاطات والدواوين الرسمية! وفي سجلات حكومة الهند الشرقية ومدونات التاريخ البحري الخليجي الكثير من الفصول.

لكن هل القرصنة في شواطئ باب المندب فتحا جديدا؟ أم هي غاية مخفية لدى قوى كبرى تريد أن يصل الأمر بالصومال إلى أكثر من صومال، أو أن ينتهي أمراء الحرب إلى قراصنة، وان تعتبر منطقة السواحل اليمنية قلقة وغير آمنة، مما يستدعي إقامة دائمة لقوات دولية وربما جيش جرار؟ وهنا لا صبح هناك كبير فرق بين سفينة قراصنة وبين جيش جرار إلا بالعدد.

في تاريخ القراصنة الكثير من الشواهد على ذلك، فالتاريخ يقول أن نابليون بونابرت أُخبر عن أحد القراصنة، الذين عاثوا فساداً واعتدوا على السفن، ولما قبض عليه جنود نابليون، وأتوا به، قال له نابليون: لماذا تمارس القرصنة وتقتتل وتنهب السفن؟ عندها، قال القرصان: عفواً أيها الإمبراطور كلانا يقوم بنفس الفعل، أنا لأنني أقوم بأعمالي بسفينة واحدة أسمى قرصاناً، وأنت لأنك تقوم بأسطول فتسمى فاتحاً.

تاريخ القراصنة يدلك على أنهم انتموا إلى الجيوش وساهموا فيها أحياناً، ففي 14/5/1801م حينما قرر الحاكم الليبي آنذاك يوسف القرماني - خامس حكام عائلة القرمانلي- قطع العلائق الدبلوماسية مع الولايات المتحدة بعد رفض دفع رسومها مروراً بأمام أمام الشواطئ الليبية مثلما تفعل سائر سفن الدول الصديقة آنذاك. وكان من فصول هذه الأزمة محاصرة أول أسطول أمريكي لميناء طرابلس في أول فصول هذه الأزمة محاصرة أول أسطول أمريكي لميناء طرابلس في أول مهمة له في المتوسط، وهو نواة للأسطول الأمريكي السادس وبداية تواجده الدائم في البحر المتوسط الذي لم يتوقف إلى الآن، وكانت من نتائج الحصار نجاح البحرية الليبية يوم 31/10/1803م في أكبر قطع الأسطول (فيلادلفيا) ما جعل الأميركيون يعتبرونه أضخم كارثة في تاريخ البحرية الأمريكية قبل كارثة ميناء Pearl Harbor في الحرب العالمية الثانية.
في خليج عدن وفي مضيق باب المندب البوابة الجنوبية للبحر الأحمر تكاد تكرر المسألة، فالشواطئ الصومالية لم تعد آمنة، وكأن هناك سياسة دولية ساهمت في إنضاج الحالة إلى ما هي عليه اليوم لإضعاف مواقف الدول المسيطرة على المضيق أو لإيجاد ذريعة دولية لإقامة قواعد عسكرية وربما تكون محاولة لنقل الصراع إلى مكان جديد غير الأماكن المتوترة في الشرق الأوسط.

فقد سجل المراقبون ارتفاعاً متصاعداً لهجمات القراصنة التي زادت إسرافاً وإفراطاً في المبالغة بالعنف. في عام 2005م سجلت هجمات القراصنة أكثر من 40 عملية قرصنة ضد سفن تجارية وسياحية وناقلات نفط، مما جعل السواحل الصومالية الأخطر في العالم وهكذا سمي العام 2005م عام القراصنة، وتصاعد الرقم في عام 2006م وزاد عن 60 عملية وانتهى العام 2007م ليسجل 263 اعتداء، وخلال ذلك العام نفذت الوحدات الفرنسية عمليتين لإطلاق رهائن فرنسيين، ولا تزال العمليات مستمرة.

حوادث الاختطاف تبين أن اختيار القراصنة غير محدد، فأي سفينة هي غنيمة سواء من دول الخير أم الشر، فقد سبق وأن اختطف القراصنة في خليج عدن سفينة إيرانية متجه إلى هولندا وكانت تحمل على متنها معادن واسمنت ومواد خام للتصدير. وبطاقم يتألف من 29 شخصا منهم 14 إيرانيا و15 شخصا من جنسيات أخرى، وان قبطان السفينة كان باكستاني الجنسية. ومع أن معلومات الخبراء العسكريين الأمريكيين آنذاك أفادت أن السفينة الإيرانية كانت تحمل على متنها مواد كيماوية وأسلحة بالإضافة إلى المواد الخام. كما زعموا أن فيها أسلحة مرسلة إلى الثوار الإسلاميين في اريتريا، إلا أن القراصنة الصوماليون عندما أقدموا على فتح 7 من الحاويات باءت محاولتهم بالفشل لعدم معرفتهم رموز أقفال الحاويات. وبعد ذلك لوحظت إصابتهم بحروق كيماوية وبعض حالات التسمم مما أدى إلى تساقط شعرهم ولقوا حتفهم بعد أيام قليلة، والجدير بالذكر أن القراصنة هم فقط من أصيب بهذه الإعراض التي أدت إلى وفاتهم.

السفينة الأوكرانية MV Faina التي اختطفت من خليج عدن وتم توجيهها إلى الساحل الصومالي، تعتبر الاهم حتى الآن بعد أن استخدم القراصنة الصوماليون معلومات نقلها أصدقاء لهم من موانيء أوديسا إلى مومباسا، إذ أعطتهم تفاصيل حمولة السفينة المكونة من عتاد عسكري خفيف وثقيل يشمل 33 دبابة روسية من نوع T72 ومدافع مضادة للطائرات وقاذفات يدوية.

ومع أن مصادر تؤكد أنه تم إفراغ أسلحة خفيفة في شواطئ الصومال قبل وصول سفن حربية أميركية إلى مكان تواجد السفينة التي ادعت حكومة كينا ملكيتها لشحنة، إلا أن الدلائل تشير إلى أن الحكومة الكينية وقعت شراء الحمولة العسكرية نيابة عن حكومة جنوب السودان وهذا ما يضيف حرجا ًعلى المسألة وعلى الدور الكيني الذي ساهم عام 2005م بإنهاء الحرب في جنوب السودان.

الموقف الدولي من اختطاف السفينة يدلل على الأهمية التي باتت تلقاها أعمال القراصنة، فمن جانبها أعربت واشنطن التي تحاصر بوارجُها السفينة المختطفة منذ أسبوعين، عن مخاوفها من أن تصل الدبابات والذخائر العسكرية الموجودة على متن السفينة إلى تنظيم القاعدة في الصومال. وروسيا بدورها أرسلت بارجة "ني-اوستراشيمي" لحماية مواطنيها على متن الباخرة وتأمين سلامة طرق المرور لبواخرها التجارية وأعلنت استجابتها لطلب الصومال بمكافحة القراصنة بحرا وبرا، واليمن تحرك من خلال جولة الرئيس صالح إلى دول مشاركة في الإشراف على سواحل البحر الأحمر.

مهما بلغ الأمر ومهما كانت النتيجة في عملية التفاوض على السفينة الأوكرانية التي توفي قبطانها، إلا أنها نؤشر على المدى القوة التي بلغها القراصنة وعلى طبيعة الصلات والعلاقات التي تربطهم بقوى دولية وعناصر عالمية تنتمي إلى عالم القراصنة وتمدهم بالمعلومات والبيانات الأولية عن حركة السفن المتجهة بحمولتها إلى أكثر المناطق والمنافذ البحرية أهمية. وفي أكثر السواحل الأفريقية صعوبة، و حيث التعاون الوثيق بين قراصنة الساحل الصومالي وعصابات اليمن.

ثم جاءت عملية اختطاف ناقلة النفط السعودية أخيرا التي تتبع لشركة آرمكو لكي ترفع الرقم المطلوب في بورصة الفدية إلى 25 مليون دولار. ولتدخل الدول العربية في سجال البحث عن سياسة وإستراتيجية واضحة لأمن السواحل، وهو ما يستدعي تحويل سواحل الأحمر وخليج عدن والصومال إلى جبهة جديدة لكن لمصلحة من كل ذلك؟

الثابت اليوم أن من حاكوا ونسجوا قانون الفوضى "الخلاقة" منذ وقت طويل، يعودون اليوم ويلعبون بها اليوم في القرن الأفريقي، إذ بترك قراصنة الصومال وأمرائه الجدد يفعلون ما يمكنهم فعله، حيث نجدهم اليوم يمتلكون قوارب سريعة ومسلحة بأسلحة متطورة، ولديها وسائل اتصالات متقدمة مع الأقمار الصناعية، وتمتلك معلومات دقيقة عن طبيعة السفن وما تحمله على متنها من بضائع، فقد نظم خبراء الصومال في البحرية خبرتهم الأكاديمية بعد أن نفدت كل ذخائرهم وباتوا مفلسين، فاتفق اللصوص التقليديون في البحر مع زمر أنهكتها الحرب الأهلية وعطلت مصادر دخلها، فكان من الطبيعي أن تجتمع تلك العناصر مع طرف ثالث هم أمراء الحرب في الصومال، الذين يديرون حربا أهلية قائمة على النعرات المناطقية والقبلية والدينية.
في الصومال القرصنة عرض من أعراض فراغ السلطة وصراع داخل حكومة الدولة الفيدرالية الانتقالية التي يرأسها الرئيس العسكري عبد الله يوسف ورئيس الوزراء نور حسين وهي حكومة عاجزة عن منع مواطنيها من القرصنة ولا يمكنها ردع الجهاديين المتمردين الذين تربط بعضهم علاقات مع تنظيم القاعدة، أما الحال في اليمن فهو مختلف، فالحكومة التي تواجه خطر الإرهاب جادة في إحكام قبضتها على منابع التوتر والتطرف، وبعد تفجير السفارة الأمريكية الأخير أعلن الرئيس علي عبد الله صالح عن وجود خلية إسرائيلية ثم زار الأردن ومصر بعد ان تشاور في أزمة القرصنة مع خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز في زيارة قام بها للمملكة مؤخرا. والأرجح أنه أجرى محادثات ذات طابع أمني تستهدف طلب مساعدة الأردن في مكافحة الإرهاب وذلك الحال المحادثات في مصر. وهو ما يعيد إلى المشهد أهمية التفكير جدياً من قبل الدول المشتركة في حوض البحر الأحمر لإحكام الأمن على سواحل البحر ومنافذه المائية.

ما يضاعف الأخطار المتصاعدة أن القراصنة لا يلتزمون دائما روحية الوفاق الوطني الصومالي هم أقرب إلى روح العصابة التي لا تطيق أن يفرط احد بالولاء لها من أعضاء الفريق، هم غير معنيون بأي وفاق أو امن صومالي بقدر ما تثيرهم مياه البحر اللامعة والسفن تمخر عبابها، تهمد قوتهم إذا ما نسيت عيونهم منظر الدماء وهي تسيل أو السفن وهي تذوي في أعماق البحار. هم يصطدمون أحيانا ويتقاتلون ويلمع الدم على صفحات الموج.

بديهي أن تتيح حال التشرذم هذه الفرصة لمن يريد أن يتدخل لتعزيز الفرقة والشقاق وإغراق الأشقاء في حرب أهلية بحرية في موازاة تلك المفتوحة برا،ً فالحالة الصومالية تقدم خير نموذج على نظرية الفراغ في السلطة. كما أن غياب الدولة والمؤسسات يطلق الذئاب والقراصنة.

في الحديث عن المسئولية لا يجب الحديث عن تأخر يمني في اكتشاف الظاهرة ابل أن من أغمضوا العين مؤقتاً عن القراصنة الصوماليين، كانوا يخططون لتوريطهم بتجاوز حدودهم الشرعية في الاعتداء على المياه الدولية، لكي يجد الناتو والاتحاد الأوروبي ذريعة سهلة للتدخل العسكري في الأراضي الصومالية ويغرقها بالتدمير الإضافي بحثاً عن العدو الأهم والأول وهو الإرهاب، خصوصاً أن الصومال لم يتطور بصورة كافية لامتلاك أسلحة دمار شامل! فقد صار بؤرة تجمع مركزي للإرهاب كالمناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان، مما يعني أن القارة الأفريقية مهددة بالوباء نفسه مستقبلاً، وينبغي الإسراع بمحاصرة الصومال بشتى الطرق بما فيها الإنزال العسكري المتوقع.

عند إعادة بناء المشهد نجد ربما الجيل الجديد مفردة القرصنة والقراصنة خارج نطاق أفلام السينما والشكل النموذجي التاريخي، الذي قدمت به شخصية القرصان وسفينته وملامحه وملامح رفاقه فوق تلك السفن المختفية في الجزر النائية والخلجان الوعرة، غير أن الجيل الأحدث للألفية الثالثة تعرف على المفردة في التقنية الحديثة لعالم الكمبيوتر وسرقة البرامج ونشر الفيروسات. غير أن القرصنة في واقع الأمر مفردة أبعد من ذلك، فهي ظاهرة تكررت في الكثير من البحار والمحيطات، وعرفتها شتى شعوب في العالمين القديم والحديث، بل يكاد يجزم بعض الباحثين بأن هذه الظاهرة شبيهة تماما بقطاع الطرق في اليابسة، الذين أخذوا يتربصون القوافل العابرة براً فيهاجمونها وينهبونها ويمنحون أنفسهم حقاً مشروعاً بذلك السلب، وما قطّاع طرق اليابسة إلا أبناء عمومة لقطّاع طرق بحريين منحهم التاريخ لقب القراصنة، الذي يعود جذر مفردته اللاتينية والإغريقية الأقدم إلى كلمة "بيراتوس" الإغريقية، التي اشتقت من فعل بمعنى يهاجم، والتي استعارت اللغات الأوروبية وتحديدا الإنكليزية منها كلمتها الشهيرة حاليا، وهي كلمة pirates.

الروح الفردية هي التي تحكم عمل القراصنة، لذا من السهل تماما أن يغرق القرصان سفينته، ومن السهل على أي قرصان محترف أن يحرق كل أوراقه وان يبدأ من جديد، الشيء الوحيد الصعب إخراج القراصنة من البحار إذا ما ألفتها أجسادهم، والسؤال هل سيخرج القراصنة من البحر ام يخرج البحر من سيادة الدول التي تملك السيادة على منافذه؟

الأكثر أهمية هنا ليس السؤال عن القراصنة بل عن مقترح مفاده أن تدويل البحر الأحمر ووجوب أن ينظر إليه باعتباره جزءا من مخطط إقامة الشرق الأوسط الكبير، الذى طرحه شيمون بيريس الرئيس الإسرائيلي، وتبنته واشنطن بعد توقيع اتفاق أوسلو، ومعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية سنة 1994.

ذلك المقترح الذي حالت عدة عوامل، من بينها الجهد اليمنى المنفرد، دون مروره، يحاول النفاذ من باب مقاومة القرصنة تماما كما نفذت مشاريع كثيرة من بوابة "الحرب على الإرهاب" فهل أن دول الاتحاد الأوروبي كمظهر عملي من مظاهر التدويل- تتسابق في الإعلان عن استعدادها لإرسال أساطيلها إلى البحر الأحمر بحجة الاهتمام بمواجهة القرصنة الصومالية فيه، دون أن تأتى على ذكر القرصنة الأريترية، ما دامت اريتريا مرشحة لأن تكون حليفة المرحلة المقبلة من مؤامرة التدويل..!

حيال هذا الخطر المحدق بمنطقة تعد أخطر مفاتيح الأمن القومي العربي بعد أن غدت السيادة على مياه الخليج العربي متقاسمة بين إيران والولايات المتحدة، يبدو العرب في شغل عن حماية باب المندب تاركين اليمن يواجه منفردا -عدا بعض الدعم اللفظي- تيارا قويا بعد أن أظهرت القيادة اليمنية يقظة تحسب لها وتجلت في قطع الرئيس اليمنى على عبد الله صالح عطلة عيد الفطر بتحركات استراتيجية انصب الجهد فيها على حماية أمن البحر الأحمر، واتجهت الوجهة الطبيعية والصحيحة، وجهة العرب الذين يتعين عليهم الإسراع باتخاذ إجراءات عملية كفيلة بقطع الطريق على مخطط تدويل البحر الأحمر الذي يبدو أنه أخذ في غفلة منهم طريقه العملي باتجاه التنفيذ، قبل أن تغدو "مفاتيح" باب المندب بأيدي ألد أعدائهم وساعتها لن يفيد الندب على ما فات.

ومع ذلك لا يمكن تحميل الأشقاء المنتشرين في مياه خليج عدن عن مسؤولية حرفة القرصنة، أنها ممارسة قديمة تعود إلى آلاف السنين، عانتها المدن البحرية التي ازدهرت كصور وقرطاجة وأثينا غيرها. لكن الجديد المؤلم هو أن يطل العرب علم العالم اليوم من نافذة القرصنة، هذه وكأن هجمات 11 سبتمبر لم تكن بداية التعريف المشوه، أنها ممارسة لا تقدم للعالم شيئاً غير المزيد من صور الدماء والتهديد، مما يعني المساهمة في وضع قائمة جديدة للمناطق المفصلة للغزو لإحكام السيطرة وبالتالي إعلان حرب جديدة، هذه المرة لكنها حرب قراصنة مفتوحة.

القادة الدوليون والشرعية الدولية ممثلة بمجلس الأمن يبدو أنهم ادكو الخطر متأخراً، إذ دعا بان كي مون الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة إلى محاربة القراصنة الذين يبثون الرعب عند السواحلَ الصومالية، وأشار إلى أن حياة ملايين الأشخاص مهددة بسبب المخاوف من سيطرة القراصنة على شحنات الغذاء المرسلة لهم من قبل برنامج الغذاء العالمي. وتصريحات مون تأتي تصريحات بعد دعوة وجهها مجلس الأمن الدولي في 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى الدول التي تمتلك سفنا حربية في منطقة القرن الأفريقي، تضمنت حثها على مكافحة القراصنة عند السواحل الصومالية.

وهذه الدعوة يبدو أنها دفعت وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إلى الإعلان بأن بلاده تسعى لكي تحرم القراصنة الصوماليين الذين يهددون حركة النقل البحري على شواطئ إفريقيا من إمكانية "إشاعة الفوضى".

وأشار لافروف إلى أن حرب القراصنة لا تخوضها دولة واحدة نيابة عن العالم، بل دعى إلى توحيد الجهود الأمريكية والأوروبية لحل هذه المسألة وقال:" هذا الأمر لا يهم القيادة الصومالية فقط.. هناك قرارات مجلس الأمن الدولي التي تدين هذه التجاوزات وتفوض الدول التي تمتلك قدرات عسكرية لإيقاف مثل هذه الممارسات، وسنستند في عملنا على هذه القرارات التي تعمل على أساسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".

الرئيس علي عبدالله صالح كان أعلن عن زيارة يقوم بها إلى روسيا، وهي زيارة ستفتح من جديد ملف القراصنة، لكن هل تكون زيارة صالح بداية لحشد دعم دولي يفقد أميركا الانفراد في الأمر، بعد أن جربت حضوضها في الصومال ومرغت جنودها في وحله، وهل ستكون إسرائيل جزءا من ذلك، وهل ستعيق أي حرب تنشأ أو محتملة عمليات الملاحة؟ ربما يحدث كل ذلك؟ وربما ينقل الصراع إلى مكان جيد غير العراق وغير بحر قزوين وغير أفغانستان وهذه المرة مطاردة ليست في جبال باكستان أو الهند بل في البر الصومالي المرعب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :