facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"بقايا ألبوم قديم" لعلي منصور: الوقوف بين برزخي النثر والشِّعر


21-04-2017 09:58 AM

عمون - وقفنا الشاعر المصري علي منصور في عمله الجديد "بقايا ألبوم قديم لبرجوازي صغير"، والصادر حديثاً عن "الهيئة العامة لقصور الثقافة" بالقاهرة، أمام تجربة جديدة في مشواره الشعري الطويل، والذي بدأ في العام 1990 بإصداره الشعري الأول "الفقراء ينهزمون في تجربة العشق".


وأسفر حتى اليوم عن عدد من الأعمال الشعرية اللافتة، نذكر منها: "على بعد خطوة" (1992)، "وردة الكيمياء الجميلة" (1993)، "ثمة موسيقى تنزل السلالم"، (1995)، "عصافير خضراء قرب بحيرة صافية" (1998)، "عشر نجمات لمساء وحيد" (2002)، "خيال مراهق، وقصائد أخرى" (2003)، وصولاً إلى أعماله الشعرية الأحدث: "الشيخ" (2005)، "في مديح شجرة الصبار" (2008)، و"إرهاصات العشق الفقير" (2010).

في عمله الجديد "بقايا ألبوم قديم لبرجوازي صغير"، يقدم لنا علي منصور مزيجاً من النثر والشِّعر للمرة الأولى في مشواره الشعري الطويل، عبر قسمي الكتاب الرئيسيين: "بقايا ألبوم قديم لبرجوازي صغير" والذي يتخذ من السرد وسيلة لكتابة شذرات من السيرة الذاتية للشاعر، و"قلبي حزين.. وقصائد أخرى"، والذي ضم عدداً من القصائد الجديدة للشاعر، تميزت في غالبها بالقصر والكثافة.

سيكون من الصعب علينا كقراء، ألا نتخذ من الجزء الأول من كتاب علي منصور مدخلاً لقراءة قصائده الجديدة، ذلك أن الشاعر يوقفنا على مشاهد ونتف من طفولته في مدينته الريفية شبين القناطر بدلتا مصر، سارداً لنا كيف تفتحت عيناه في المدرسة الإبتدائية على شجرة المانجو الوحيدة، والتي "ظلّت مكانها، ربّما لتقول إن حديقة كانت هنا"، ثم يأخذنا في رحلة من المشاهدات المتعاقبة والمتوالية، فنراه: طفلاً يجمع اليرقات من فوق تمار أعواد القطن، وسط جمع من الأطفال الصغار ذوي الظهور المنحنية تحت شمس الظهيرة، ونراه تلميذاً نجيباً يعتز به أستاذه في المدرسة، وصولاً إلى قصيدته الأولى التي تنشر في باب بريد قراء مجلة "الجديد" يوم 15 مارس 1973، مذيلة باسمه الكامل: "علي محمد منصور".

من ضمير الغائب، وصولاً إلى السرد السريع عن "الفتى" والغلام" و"صاحبنا"، يحكي لنا علي منصور عن الصبي الذي كانه صغيراً، مطلقاً على نفسه أحياناً اسم "صالح"، وكأنه لا يختار اسماً لنفسه، بقدر ما يصف ما كان عليه حاله آنذاك، وصولاً إلى مرحلة كتابته للشعر، تحت تأثير الأحزاب السياسية السرية في مصر، واندلاع ما سمي بـ "انتفاضة الخبز" إبان حكم الرئيس الراحل أنور السادات في يناير 1977، ثم تخليه عن الشعر السياسي والانحياز إلى الشعر في مطلقه، بعيداً عن تحميله بما لا قدرة له عليه.

في القسم الثاني من الكتاب، والذي حمل عنوان "قلبي حزين.. وقصائد أخرى"، ينقلنا علي منصور إلى قصائده القصيرة المكثفة، والمكتوبة بقوة الحذف لا بقوة الرغبة في الكتابة، فنقف أمام مشاهد تبدو للقارئ عادية وتحدث أمام أعيننا كل يوم، إلا أن الشاعر يرصدها لنا بعين أخرى:

"رجل في الخمسين
راح يفكّر
ترى فيما تظنّون راح يفكّر؟
نعم..
لقد راح يفكّر
فيما ينبغي عليه أن يفكّر..
رجل في الخمسين"!

من هذا المشهد العابر، وبعد عدة قصائد يتضح فيها المنحى الديني الطاغي على الشاعر أثناء كتابته قصيدته، يوقفنا علي منصور أمام المشهد السوري بكل ما فيه من تناقضات ووحشية تحدث كل يوم، من خلال قصيدته المعنونة "قصيدتان من سوريا"، والتي تبدأ بـ"سجن الغوطة الشرقية المركزي" وتنتهي بـ"أسباب تافهة":

"اليوم..
كل شيء أصبح أنقاضًا،
فى ريف حلب!!
البراميل المتفجرة دمرت كل شيء،
كل شيء،
إلا الأسباب التافهة"!

ولد الشاعر علي منصور في الرابع من ديسمبر 1956 بإحدى قرى شبين القناطر شمال الدلتا، في أسرة فقيرة تعمل في الفلاحة، مات أبوه مبكراً ولم يكن قد بلغ من عمره الخامسة بعد، وقامت أمه ربة البيت بتنشئته مع إخوة ثلاثة غيره. فأفرط في مصاحبة أحلام اليقظة وطقوس الريف المصري، ثم درس الصيدلة بجامعة القاهرة، وانخرط في مقتبل شبابه وخلال دراسته الجامعية في حركات سياسية يسارية، وهو ما انعكس بصورة واضحة فيما بعد في مجموعاته الشعرية الأولى "إرهاصات العشق الفقير"، "الفقراء ينهزمون في تجربة العشق"، و"وردة الكيمياء الجميلة"، قبل أن يتحول شاعرنا إلى كتابة قصيدة النثر إبان العام 1990، ليصبح أحد أبرز شعرائها مصرياً وعربياً.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :