ترامب لا يكتفي بالوجبات السريعة
21-04-2017 12:37 PM
عمون – لقمان إسكندر - لم يأت وزير الدفاع الامريكي إلى المنطقة ليستجم. إنه يتأبّط ملفات ساخنة .
في الحقيقة سمح جيمس ماتيس لنفسه وضع بعض الأوراق الملتهبة التي يحملها في ملف جولته على طاولة مؤتمراته الصحافية في السعودية ومصر واسرائيل.
إنها الورقة الايرانية، التي يبدو أن الادارة الامريكية اعتبرتها أولوية، في سياق سعيها لفكفكة الحلف المعادي لها في المنطقة، لكن هل ستسمح موسكو للأمريكان بتقليم أظافر أهم حلفائها في المنطقة؟
هنا يكمن القلق من قيادة شخصيات مسكونة بعظمتها لدول خطرة، سواء في واشنطن او موسكو او حتى في كوريا الشمالية، اضاف الى إيران بالطبع.
في اي حال، يبدو أن شيئا ما يجري طبخه في الادارة الأمريكية، لكن واشنطن لا تريد لهذه الطبخة ان تكون "وجبة سريعة"، على الطريقة الامريكية، كما كان عليه الحال في السابع من نيسان عندما قصفت بصواريخها مطار الشعيرات العسكري في سوريا.
هناك ما يجري طبخه ويراد له أن يكون مائدة عالمية.
اليوم تبدو التحالفات أكثر وضوحا مما كانت عليه الامور ما قبل (قميص خان شيخون الكيماوي)، التي اعتمدت واشنطن على حمله في جولات مسؤوليها على عواصم العالم.
صحيح أن خان شيخون مجزرة الاسد التي لا يمكن لعاقل الدفاع عنه في حضرتها، لكن من قال إن المقاتلات الامريكية في العراق بريئة من ألف خان شيخون هناك.
هذا لا يهم، فما وضع على جدول الأعمال الدولية هو أن خان شيخون وشقيقاتها "المجزرة التي لم ترتكب منذ الحرب العالمية الثانية، على الرغم من محاولات روسية للفت انتباه العالم الى ما تفعله امريكا في الموصل.
وبما ان وزير الدفاع الأميركي يصرّ على "أن النظام السوري احتفظ ببعض أسلحته الكيميائية دون شك"، فهذا يعني ان على العالم ان يتدخل، بعد ان وضع ترامب نفسه في منطقة اللاعودة.
بعد أن منح جزار دمشق ملفا أخلاقيا بحجم المجزرة للكاوبوي الامريكي، تحولت خان شيخون إلى ايقونة أخلاقية تريد واشنطن ان تحولها الى تأريخ لما بعدها.