facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السياسة الاميركية في المنطقة


د. هايل ودعان الدعجة
22-04-2017 12:20 PM

لا شك بان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما يتحمل مسؤولية تثوير الأجواء الطائفية في المنطقة ، والتعاطي معها كأداة من أدوات الفوضى الخلاقة ، عندما تعامل مع ايران على انها جزء من الحل في محاربة التنظيمات الإرهابية ، مطلقا يدها في العراق وسوريا ( واليمن ) عبر اذرعها المسلحة كحزب الله والحشد الشعبي وجماعة الحوثي التي تشن معركة طائفية تقوم على التطهير العرقي والتغيير الديمغرافي واحلال المكون الشيعي محل المكون السني، لضمان تحقيق التواصل الجغرافي بين المكونات الشيعية في المناطق التي تسعى للسيطرة عليها تحت ذريعة محاربة الإرهاب . إذ ليس من قبيل الصدفة ان يتم تسهيل دخول تنظيم داعش الى الموصل وحصوله على السلاح والعتاد والأموال أيام حكومة نوري المالكي، وكذلك الحال بالسماح لهذا التنظيم باستهداف المناطق السنية في سوريا والعراق، حتى تعطى ايران المبرر لمهاجمتها، والسيطرة عليها وتفريغها من سكانها من اهل السنة  .

كل ذلك كان يجري على مرأى من إدارة أوباما التي تعاطت مع ملف الإرهاب في المنطقة بصورة مترددة وغير جادة . ما يجعلنا نشكك في نوايا أوباما من وراء إصراره على التوصل الى اتفاق مع ايران في مجال برنامجها النووي . ربما لأنه يريد ان يترك المنطقة مشتعلة وتعاني من الصراعات الطائفية ، وهو يهم بمغادرتها باتجاه اسيا والمحيط الهادي كجزء من استراتيجيته في مواجهة العملاقين الروسي والصيني هناك . وكل ذلك جرى على حساب هيبة الولايات المتحدة ومكانتها الدولية .
ومع قدوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، قام بالانقلاب على سياسة سلفه التي حملها مسؤولية تراجع مكانة اميركا وهيبتها ومنح خصومها كروسيا وايران فرصة تهديد المصالح الأميركية وتهديد امن المنطقة واستقرارها ، والسماح لهما باقتسام السيطرة على مناطق يفترض انها تقع في دائرة النفوذ الأميركي . وبدا ان هناك قناعات لدى الإدارة الأميركية الجديدة بان كل من روسيا وايران تتعمدان إطالة امد الحرب في سوريا وابقائها مشتعلة بالفوضى والصراعات طالما ان ذلك يخدم مصالحهما ، ما اثار الشكوك حول جديتهما في المشاركة في مباحثات جنيف وحتى استانا
ومحاربة الإرهاب ، والاستعاضة عن ذلك في محارية الفصائل المسلحة المعتدلة في سوريا تحديدا.

 

 فقد ذكر مستشار الامن القومي الأميركي ماكماستر ، بان الوقت قد حان لإجراء محادثات حازمة مع روسيا بشأن دعمها للنظام السوري ، الذي أدى الى استمرار الحرب الاهلية في سورية . فروسيا جاءت الى سورية لاستعادة مكانتها في الساحة الدولية ، بدلا من البحث عن ذلك في فضائها وفنائها ومجالها ( الجمهوريات السوفياتية السابقة ودول أوروبا الشرقية وحلف وارسو ودول البلطيق ) الذي تم تطويقه واستهدافه من قبل اميركا وحلف الناتو ، حتى باتت المنظومة الشرقية بكافة دولها متمسكة أكثر بالمعسكر الغربي والثقافة الغربية . إضافة الى ان روسيا اخذت تنزلق أكثر في المستنقع السوري مع توسيع فصائل المعارضة المسلحة جبهات القتال باستهدافها دمشق وحماة وادلب بشكل أدى الى تشتت التركيز العسكري الروسي . اما ايران فان الرئيس ترامب يعتبرها جزءا من المشكلة وانها راعية وداعمة للإرهاب وتعمد الى تقويض امن المنطقة واستقرارها وتهديد مصالح اميركا الساعية للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة ، حيث عززت من وجودها العسكري في غرب العراق وشرق سوريا لتطويق المشروع الإيراني الاستراتيجي ومنع التواصل الجغرافي بين ايران وسوريا عبر العراق . فقد عمد جايمس ماتيس وزير الدفاع الأميركي الى عمل جولة إقليمية ، للحصول على دعم دول المنطقة خاصة الدول الخليجية لمرحلة ما بعد داعش في سوريا والعراق لردع تهديدات ايران ، والتصدي لاطماعها الاقليمية التوسعية . وما الضربة العسكرية الأميركية على مطار الشعيرات الا بمثابة الرسالة الى كل من روسيا وايران عن توجه الإدارة الأميركية الجديدة في تغيير قواعد اللعبة في سوريا بعد ان أصبحت اميركا لاعبا أساسيا في الملف السوري ، وتسعى لوضع العملية السياسية على سكة الحسم . في إشارة الى وجود تغير جذري في السياسة الأميركية في المنطقة ، وتجاه هذا الملف الحساس تحديدا . الامر الذي يقتضي من روسيا مراعاة ذلك ان هي ارادت ان يكون لها دور في ترتيبات المنطقة المستقبلية ، ومن ايران الخروج من سوريا والعراق وعدم دعم جماعة الحوثي في اليمن قبل فوات الأوان ، خاصة وان اميركا وضعتها في دائرة الاستهداف بعد ان حددت أولوياتها في المنطقة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :