facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حابس المجالي .. الدرس والذكرى


المحامي محمد الصبيحي
23-04-2017 11:04 AM

في ذكرى رحيل المرحوم الفارس العربي حابس المجالي أتحفني صديقي الفريق المتقاعد موسى العدوان بمقال ترك في نفسي أثرا عميقا .. اذ كشف فيع عن صفحات من حياة حابس لم أكن أعرفها ولا يعرف عنها معظم الاردنيون شيئا.

وقبل أن أضيف شيئا أقتبس من شهادة الفريق العدوان عن حابس باشا ما يلي:

في الساعة الثالثة والنصف من صباح يوم 25 أيار هاجمت قوات البلماخ الإسرائيلية مواقع الكتيبة الرابعة التي يقودها حابس المجالي في اللطرون. وتمكن جنود العدو من الوصول إلى مسافة 100 ياردة من الخطوط الأمامية للكتيبة، ولكن بتصميم وشجاعة رجال الكتيبة الرابعة جرى صُدّ ذلك الهجوم وأجبر العدو على التراجع. ولكن في الساعة العاشرة من صباح ذلك اليوم، كرر العدو هجومه واستمرت المعركة لمدة 15 ساعة متواصلة. وأمام شدة المقاومة اضطر العدو للانسحاب بعد أن خسر 800 قتيل عدا عن الجرحى.

لم يرضخ العدو لهذا الفشل والإخفاق في الهجوم، لأن بن غوريون الذي كان يوجه العمليات العسكرية، يعتقد أن مصير الحرب كان متوقفا على نتيجة القتال بين الجيش الإسرائيلي والجيش الأردني، إذ قال : " إما أن يخترق الجيش العربي مثلثنا، أو نقوم نحن باختراق مواقعه. فإن نجحنا نكون قد أوشكنا أن نكسب الحرب. الجبهة الرئيسية هي المنطقة التي يتمركز فيها الجيش العربي : القدس وجبال القدس، وليس النقب و الجليل. إنني احترم الجيش العربي إلى أقصى حد )

((في 1 حزيران قام الملك عبد الله الأول بزيارة تفقدية لموقع المعركة، واستمع إلى شرح لتفاصيلها، ثم التفت إلى حابس المجالي قائد الكتيبة الرابعة قائلا : " إنك وجنودك تدافعون عن أرض سبقكم للدفاع عنها قادة عظام من أمثال عمرو بن العاص وصلاح الدين، ومن سماك حابس ما أخطأ لأنك حبست العدو وحلت دون تقدمه. إن كتيبتك الرابعة هي الكتيبة الرابحة بإذن الله )) 

وعندما فرضت الهدنه امر قائد الجيش كلوب باشا بوقف اطلاق النار فرد عليه حابس بأبيات شعر يقول فيها:

ما اريد أنا هدنة يا كلوب * * خلي البواريــــد رجّادة 
بيوم قيض بحر الشـوب * * والنار بالــــجو وقــــادة 
خلـهم يحسبوا لنـا محسوب * * إنّا على الموت ورّادة 
صهيون اترك لنا المغصوب * * وابعد عن القدس وبلاده 
النصـــر لنــــا مكتوب * * والخوف ما هو لنا عادة 
ويضيف الفريق العدوان (ومن الجدير بالذكر أنه في احتفال التوقيع على معاهدة وادي عربه في منطقة العقبة، طلب بعض القادة الإسرائيليين لقاء مع حابس المجالي، إلا أنه رفض مقابلتهم باعتبارهم ما زالوا أعداء للعرب رغم كل الاتفاقيات الرسمية المعقودة معهم. 

حابس المجالي توفي وهو مدان لمؤسسة الإقراض الزراعي بمبلغ يقارب الخمسة عشر ألف دينار، ولكنه لم يطلب من أحد أن يسدها عنه، إلى أن عرف جلالة الملك حسين - طيب الله ثراه – بالموضوع، فأمر بسدادها دون علمه. وفي عام 1977 عندما كنت أعمل في القيادة العامة جاءني مرافق المشير حابس المجالي، يبلغني بأن سيارة المشير متعطلة وأرسلها للتصليح ولا يوجد لديه سيارة يتنقل بها خلال تلك الفترة. فذهبت أبلغ رئيس الأركان بذلك ورجوته أن يخبر جلالة الملك لكي يهديه سيارة مناسبة، إلا أنه لم يستجب لطلبي وأمر بإرسال إحدى السيارات المخصصة لضيوف القيادة العامة إليه، ليستخدمها مؤقتا إلى أن تصلح سيارته. كم حزنت على ذلك، وتمنيت لو أنني أستطيع إيصال تلك المعلومة إلى جلالته، لكي يتبدل الموقف بصورة أفضل) – انتهى الاقتباس. 

لم يعرف حابس المجالي سيارات المرسيدس المصفحة ضد الرصاص ولم يترك ثروة يتنعم بها ابناؤه واحفاده ولم يورث المناصب ولم يقبل الاعطيات من القادة والاغنياء العرب ولا نسج علاقات مصالح مع السفراء والسفارات ولا حمل جنسيات اخرى ، وقف مع القائد في أحلك الساعات ، ولم يكبد العدو الاسرائيلي من الخسائر والقتلى قائد عربي حتى الان مثل ما كبدهم حابس المجالي في معارك فلسطين 

عاش جنديا مقاتلا ومات فارسا بأطيب الذكرى في نفوس الاردنيين 
رحمك الله ايها الفارس الاردني وليخجل الفاسدون اذ يقرأون سيرتك في ذكراك





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :