facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




(رؤى مهشَّمة .. )


محمد رفيع
27-11-2008 10:26 PM

لبياض الورق مهابةٌ، غالباً، ما نخطئ في إحترامها. فالتقشف والسخاء، في الكلام كما في الكتابة، يمنح البياض قسوته أو هشاشته. تماماً، كالرؤى الحقيقية، إمّا أن تسطع، في متن مجتهد، وهامش مقتصد، أو تتهشم في سوادٍ فضفاض:.

* فيما مضى، كانت أوروبا تُثقِّف المتنوِّر، مسيحياً كان أم مسلماً. ثم تحاكمه، بتهمة الخيانة، إذا ما نادى باستقلال بلاده(!).

* مؤسسة الرقابة، في العالم العربي، قامت وما تزال، على مبدأ النقاء السياسي للهوية، فمنعت وقصّت وحجبت كلّ ما اعتقدت أنه يؤثر سلباً على هذا النقاء.

* منذ ولادة الدولة الوطنية، في بلاد الشام، دأب الإعلام الرسمي على اعتبار الإعلام مظهراً ذاتياً، مانحاً للهوية الوطنية. فعلى مستوى الأغنية الوطنية، دُفع كتّاب الأغاني، والملحنين، إلى التركيز على الصبية السمراء، والفتى الأسمر. باعتبار أن ذلك يمثل نموذجاً سلالياً للعروبة (بحسب البيان).

* وفي السياق ذاته، تمَّ فهم الحداثة على أنها إعادة اكتشاف الأصل. فبدا الإعلام العربي، حينها، وكأنه حركة نحو الماضي.

* بهذا الفهم، للحداثة والهوية، وكذلك السلفية، بشقيها الديني والقومي، تم تأسيس مؤسسة الرقابة في الإعلام العربي.

* إعلامياً، ما يحدث اليوم هو مرحلة إنتقالية، من احتكار الوطنية للمعلومات، إلى احتكار الإعلام المستقل لها. وبين هذين الاحتكارين تُولد نماذج وتختفي أخرى. وكل ذلك يتمّ، باتجاه إعادة إنتاج، وصياغة مؤسسة الرقابة. بما يحوّلها، من نظام منع وحجب إلى نظام جدل. وهذا يعني تحرر الفرد من نظام الكتم والمنع والإرغام، وخضوعه إلى نظام جدل وحوار، وتلك في عالم العرب اليوم محنة أخرى.

* من مفارقات العولمة، بحسب الرؤى الأخيرة، للمفكر الفرنسي ريجيس دوبريه: إنها لم تميّز بين الزمن التقني وبين الزمن الثقافي، فـالكوكب المالي لن يصبح كوكباً ثقافياً. وأن عاصفة اللا تمايز لم تجتح كل شيء في طريقها، بل خلقت خلافات روحية، عميقة، تتعلق بالذاكرة الجمعية والهوية والتاريخ. فتحولات الخريطة العالمية، تكشف أن الثقافة الرقمية ليست هي الثقافة الكتابية. ما أسهم في إعادة الاعتبار، إلى الموروث المحلي المندثر.

* وبحسب دوبريه، فهناك اليوم إرادة جديدة لصون الهوية، والعالم اليوم ليس أمام قدر مشترك، بل أمام تفجر الهويات، وهو ما لم يتوقعه أنبياء الليبرالية.

* والأبرز، فيما قاله الرجل، إن بطاقة الاعتماد لم تتمكن من أن تكون بديلاً لـبطاقة الهوية.

***.

إذا صحّ، في عالم الفكر والثقافة والسياسة، أن الانتهازية تقتل المواهب والابداع، فإن الأفكار بالانتهازية، مهما كانت يانعة وواعدة، تتحول إلى رؤى مهشَّمة. فالمستنقع الآسن، وتعفّن التصورات الذهنية، لا يسمح لـالحكمة بالبقاء كما هي، من دون أن يمسّها شيء من عفن محيطها. وليس حكمة، بل بداهة، القول بعجز العطّار، عن إصلاح ما أفسد الدهر.

فإذا كانت الأفكار كالفوانيس. ولها فتيل وزيت. وأنوارها تشعُّ وتشحُّ وتخفت. فـالنخب، وما تستطيعه، كذلك أيضاً..!؟.

FAFIEH@YAHOO.COM
الراي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :