النواب يحرصون على ان لا نتحول الى "كاليفورنيا"
26-04-2017 02:30 PM
عمون - لقمان إسكندر - تلقى أحد الزملاء اتصالا هاتفيا الساعة الرابعة فجر اليوم الاربعاء. اتصالات الفجر مخيفة. طار الى الهاتف ليرى من يتصل، فكان الرقم "مخفي". لم يجب، غاضبا ممن يجرؤ برقم مخفي الاتصال في هذه الساعة. عاد الرقم المخفي الى الاتصال مجددا، ثم مجددا.
- ألو
- معك شرطة ..
- عفوا.
- عندك سيارة برقم كذا وانت فلان، وتعمل كذا.. سيارتك سرقت ووجدناها في الشارع الفلاني.
يقول النائب نبيل غيشان لـ "عمون"، "في العشر سنوات الماضية اصبحت سرقة السيارات تجارة رائجة".
تجارة رائجة دفعت الدولة لتغليظ العقوبات عليها واحاطة تطوراتها بالقوانين الرادعة.
ما يخيف بالنسبة الى غيشان أن سرقة السيارات باتت سرقة منظمة تعمل عليها عصابات منظمة هي الأخرى.
هناك بنية تحتية كاملة استطاعت عصابات السيارات تأسيسها على مدار سنوات طويلة. مرة اخرى يقول غيشان: "في مجتمع سرقة السيارات، هناك السارق، وهناك الميكانيكي، وهناك التاجر، وهناك وهناك".
"المجتمع يتغير". لدى النائب نبيل غيشان كل الحق وهو يقول ذلك، ولديه الحق ان يحاول مع زملائه بناء منظومة تشريعية لحماية الناس.
"في سرقة السيارات ابتزاز كبير، وفيها اموال طائلة، وباعة وسارقون وميكانيكية مهمتهم تفكيك السيارات المسروقة". يقول غيشان.
لسنا في كاليفورنيا، حيث يتم سرقة سيارة واحدة كل 27 ثانية. يبدو أن المجتمع هناك استطاع تشكيل منظومة اقتصادية ضخمة مبنية على سرقة السيارات. نحن لسنا كاليفورنيا، ولا يمكن ان نكونها، لكن الى اي حد يتقدم عالم سرقة السيارات لدينا على هذا الخط؟
اليوم يحاول النواب ان يبنوا منظومة تشريعية متكاملة لتكون تشريعات رادعة، بعد ان ارهق الناسَ قوانين بالية لا تلاحق التطور الذي وصل إليه اللصوص.
سرقة منظمة وعصابات منظمة. قانون العقوبات حتى الان عاجز عن تطوير نفسه ليلاحق التطور الذي أحرزه اللصوص على مهاراتهم.
يقول غيشان: لا زال القانون يعتبر الامر تحت بند الاموال المنقولة وهذا امر لا يجوز بعد ان اصبحت السرقة واضحة ومحددة واصبح هناك سارق وبائع ومتدخل وصاحب الكراج متستر، مشيرا الى ان بعض الكراجات تعمل على أساس تفكيك السيارات وبيعها قطع غيار.