facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الصحافة على طاولة الملك


د.نبيل الشريف
02-05-2017 05:52 PM

لعله من محاسن الصدف أن لقاء جلالة الملك مع القادة الإعلاميين جاء قبل أيام فقط من الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، فانطوى بذلك على رسائل مهمة بالنسبة للصحافة التي تحتفل اليوم بعيدها. ولعل الرسالة الأهم مفادها أن جلالته يعتبر وسائل الإعلام الوطنية شريكا أصيلا في عملية البناء والنهوض، وينظر إليها نظرة تقدير وأمل.

فقد حرص جلالته على لقاء الصحفيين في اجتماع مكاشفة ومصارحة في يوم العمل الأول لجلالته بعد عودته من زيارة العمل الناجحة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فهذا تكريم ملكي للإعلاميين الأردنيين ولوسائل الإعلام الوطنية التي حرص جلالته أن تسمع منه مباشرة تقييمه لآخر التطورات والرؤى ، وليقطع من خلالها الشك باليقين حول الإشاعات والتخرصات التي انتشرت في الآونة الأخيرة.

ومع الإدراك الكامل أن اللقاء الملكي لم يكن مرتبطا بشكل مباشر باليوم العالمي لحرية الصحافة ، فإنه- مع ذلك- يدل على تقدير جلالته للصحافة والصحفيين الذين يحتفلون اليوم بعيدهم العالمي ، فقد حرص جلالته على أن يجتمع معه على نفس طاولة الحوار الملكية الزملاء الذين يضطلعون بمسؤولية العمل حاليا في المؤسسات الإعلامية المختلفة إلى جانب مسؤولين سابقين عملوا في مراحل سابقة في نفس المؤسسات.

وتقتضي الأمانة القول أن هذا هو اللقاء الأول من نوعه بين هذين الطرفين ( القدامى والجدد) بهذا الشكل الشامل والمدروس، فلم يسبق لهؤلاء أن التقوا في مكتب مسؤول على أي مستوى من درجات المسؤولية ، بل جرت العادة في معظم مؤسساتنا أن الفريق الجديد يأتي ليلغي إنجازات من سبقوه ، ويتم التعامل مع هذه المؤسسات وكأنها بلا ذاكرة أو تاريخ ، بل قد يعتقد البعض أنها نبت شيطاني نما واشتد عوده بين عشية وضحاه !

أما على طاولة جلالة الملك فالجميع - القدامى والجدد - موجودون على نفس الدرجة من السوية والتكريم .

هنا فقط يلتقى الجديد والقديم معا لأفضل لأحدهما على الأخر. فما أبلغها من رسالة أزعم أن جميع مؤسساتنا بحاجة ماسة للتوقف عندها والحذو حذوها. فالمصلحة لا يمكن أن تخدم إلا بهذه المزاوجة العاقلة بين القديم والجديد، وبالتجسير الذكي بين منجزات المراحل السابقة ومعطيات الواقع الجديد.

يضاف إلى هذا التكريم الملكي للصحفيين، قديمهم وحديثهم، فإن اللقاء الملكي حمل رسالة مهمة فحواها ضرورة إعلاء جانب المسؤولية في عمل وسائل الإعلام، فقد شهدنا بعض التجاوزات في مجال النشر الصحفي في الآونة الأخيرة. وليس هذا هو مقام الحديث عنها جميعا ، ولكن أخطرها هو نشر الشائعات والتعامل معها على أنها حقائق مع أن المنطقة بأسرها تمر بمرحلة دقيقة للغاية فالأخطار تحدق بنا من كل جانب .

والأحرى والأجدى بالصحافة والصحفيين توخى أعلى درجات الدقة في كل ما ينشر ويكتب حتى لا نسهم - من حيث لانقصد - في نشر الشائعات التي لا تخدم إلا أعداءنا .

وأحسب أن ثمة رسالة أخرى انطوى عليها اللقاء الملكي موجهة للمسؤولين الذين يشكون من نشر الشائعات ، فالطريقة الأوضح والأصلح لوأد الشائعات ووضع حد لأنصاف الحقائق تكمن في الشفافية والتواصل مع الصحفيين وعدم إغلاق الأبواب دونهم بل محاورتهم والالتقاء بهم والإجابة على أسئلتهم. بهذا فقط نحارب الشائعات ونوقف تمددها وانتشارها .

أما كثير من مسؤولينا فإنهم يشقون الجيوب ويلطمون الخدود رفضا للشائعات التي تملأ الفضاء دون القيام بتقديم الأجوبة التي تبدد هذه التخرصات .وتراهم - عوضا عن ذلك - يقومون بإغلاق هواتفهم وأبوابهم في مسعى منهم للحيلولة بين الصحفيين وبين الحصول على المعلومات.

ثمة في لقاء جلالة الملك مع القيادات الإعلامية عدة رسائل موجهة لأكثر من طرف ولكن أهمها – في اعتقادي – هي اعتبار الصحافة شريكا أساسا ومقدرا في عملية البناء والنهوض.

وشاءت محاسن الصدف أن تأتي هذه الرسالة قبل أيام فقط من الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة.

فكل عام وملك البلاد والأردن وصحفييه بكل خير.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :