facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شبابيك القلب .. درس في الغش


ربيعة الناصر
01-12-2008 03:10 AM

على اليمين من قاعة بيت الشعر الأردني المعلق بأعلى المدرج الروماني..
عرفت العقاب المدرسي أول مرة..
وعرفت الحبس والحرمان من الفرصة ..
ورسبت في أول محاولة للغش وربما كانت الأخيرة إن لم تخني ذاكرتي..
كانت هناك مدرسة..
مدرسة ليست كأي مدرسة..
قصر صغير.. لم يكن صغيرا حين كنا نجتاز بوابته الكبيرة ونتقافز بين المدرجات المشجرة المحيطة به وأدراجه وساحاته..
إلا أنه يبدو الآن مثل بيت صغير، أمام بذخ القصور الفارهة والمنتشرة على تلال عمان وفي جميع أنحاء البلاد..
أطلق على القصر فيما بعد مدرسة الأميرة هيا للبنات.. ومع ذلك كنا نجيب في حالة سؤالنا عن اسم مدرستنا .. إنها قصر الأمير نايف..
نسيت كتاب القراءة في البيت فعاقبتني المعلمة بنسخ جملة ( يجب أن لا أنسى كتاب القراءة في البيت) مائة مرة
لم أجرؤ على كتابة العقاب في البيت خشية أن ينالني بعض التأنيب من أمي وأبي..
في الصباح أخبرت صديقتي بحثا عن حل ينجيني من عقاب المعلمة .. راهنت على نسيان المعلمة، إلا أن صديقتي دلتني وبحسب رأيها وخبرتها،على طريقة تنأى بي عن العقاب..
"اكتبي الآن صفحة وضعي علامة = في باقي الصفحات وقدميها مطوية .. ستفتح المعلمة على أول صفحة ثم تلقيها في سلة المهملات من غير أن تتصفحها.. قبل قرع الجرس كنت قد أنهيت كتابة صفحة كررت فيها الجملة العقاب وساعدتني صديقتي برص علامة ال= على باقي الصفحات..
سلمتها للمعلمة وكما أخبرتني صديقتي تفحصت بنظرة الصفحة الأولى وألقت بالأوراق في سلة المهملات..
ونجحت العملية!!!
وتم حرمان الطالبات الأخريات من الاستمتاع بالفرصة بالحبس، لعدم التزامهن بتنفيذ القصاص..
لم تمض دقائق على خروجنا للباحة، وفيما كنت أهم بقضم أول لقمة من شطيرة اللبنة، لمحت إحدى الطالبات المحبوسات تركض نحوي وقد اكتسى وجهها بابتسامة الشماتة: المعلمة تريدك الآن..
صرخت المعلمة في وجهي وهي تلوح بيدها الأوراق المغشوشة..
"ستكتبين مائة مرة ( لن أغش معلمتي بعد اليوم ) الآن"
أما كيف عرفت ؟..
لأن هناك طالبة أذكى من صديقتي .. فكرت لماذا لا تستفيد من أوراق الطالبات الملقاة في سلة المهملات علها تستمع بالبقية الباقية من الفرصة، ما جعلها تكتشف أوراقي المسطرة.. لم يهن عليها أن تحبس، فيما الغشاشة / التي هي أنا / طليقة تستمع بالفرصة ..فأبلغت المعلمة..
عشت تجربة الغش والشعور بالخزي تلك المدرسة.. كما عشت تجربة الحماس الوطني أثناء حملة التبرع للحرس الوطني، حين دفعت بقرطي الذهبي الصغير، الذي خرمت به جدتي أذني يوم مولدي في صندوق التبرعات..
....
في كل مرة أجتاز فيها (شارع المحطة) سابقا، لابد أن يرتفع رأسي باتجاه بيت الشعر مدرستي الأولى..
فأتذكر الدرس الفاشل في الغش .. وقرطي الذهبي..

rabeea.alnasser@gmail.com
(اغلق باب التعليق على هذه المادة بطلب ورغبة الكاتبة المربية التي نجل ونحترم).





  • 1 بيان ايو غربية 20-02-2018 | 06:36 AM

    من أروع ما قرأت احييكي استاذتنا الرائعة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :